الأحد 11 ماي 2025 الموافق لـ 13 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

تقع في قرية آث رهونة بولاية تيزي وزو: الممرات المغطاة.. كنوز أثرية نادرة معرضة للاندثار


تُعتبر الممرات المغطاة في قرية «آث رهونة»، الكائنة بدائرة أزفون الساحلية، على بعد حوالي 65 كلم شمال شرق ولاية تيزي وزو، من الكنوز الأثرية النادرة على الصعيد العالمي، و  يعود تاريخها إلى حوالي 3 آلاف سنة قبل التاريخ.
توجد هذه الممرات، التي صُنفت كتراث وطني، فوق ربوة وسط نباتات مختلفة  وعدة أنواع من الأشجار، من بينها الزيتون، لترسم لوحات طبيعية خلابة، ذات إطلالات رائعة من عدة زوايا، و ساحل يضم شاطئا رمليا «تامجوجيت»، و مناطق صخرية.
الممرات تحميها نسبيا الطبيعة، و يحاول سكان قرية «آث رهونة» المحافظة عليها، من خلال منع استخدام الأحجار المتواجدة بالموقع، للبناء، بعدما تعرضت سابقا للنهب و السرقة، في حين «يحارب» أعضاء الجمعية الثقافية «إيبحريين» من أجل حماية هذا الكنز الأثري، الذي يثير اهتمام السياح والباحثين في علم الآثار بالنظر إلى قيمته التاريخية،  مشيرين إلى أن خطر التدهور لا يزال يخيم على هذا التراث الذي يستحق الاستفادة من عملية إعادة التهيئة والترميم لحمايته من الاندثار الذي يتعرض له،  كما يستحق أن يكون موضوع دراسات لتسليط الضوء على هذه الصفحة من تاريخ المنطقة وتاريخ البشرية.
يقال أن هناك 14 ممرا مغطى فقط، في كل شمال إفريقيا،  من بينها ، 8ممرات متواجدة في قرية «آث رهونة» التي تبعد عن مقر بلدية أزفون ب 14 كلم ، كما تتواجد 6 ممرات مغطاة أخرى في منطقة «إيباريسن»  التي تقع على بعد حوالي 8 كلم، غرب بلدية توجة ، بولاية بجاية، و تم اكتشاف هذه المواقع  التي تطلق عليها أيضا تسمية «الأزقة المرصوفة أو المقابر العملاقة» ، من قبل عالم الآثار الفرنسي غابرييل كامبس  سنة 1953 ، وهو أيضا متخصص في الحضارة البربرية.
و في كتابه «ممرات مغطاة (منطقة القبائل)» ، أفاد عالم الآثار، أن هذا النوع الأصلي من الآثار الصخرية المكتشفة في شمال شرق منطقة القبائل،  ليس له نظير في أي مكان آخر في جميع أنحاء المغرب العربي، وهذه الممرات هي بمثابة صخور تأبينية مشكلة من رواق مبلط، موجه لدفن الموتى، يعلوه نصب كبير مسطح من الحجارة المصقولة ومرتبة بشكل منتظم، وقد اكتشف فيها عظام بشرية وحيوانية، و خزف مطلي باللون الأسود،  وخرز من عجينة الزجاج وأشياء معدنية أخرى، منها حلقات ومسامير عثر عليها في القبو و في الغرفة.
وخلال الحفريات التي قام بها علماء الآثار الفرنسيون، بما فيهم غابرييل كامبس، في بداية الخمسينات، تم العثور على عظام امرأة و طفل، و قد دفنت المرأة مع مجوهراتها، وكان هناك أيضا أثاث جنائزي، بعضه مصنوع من الفخار.
  و يطلق سكان قرية «آث رهونة» على هذه الآثار، اسم  «ثيخامين إيرومين» أو «البيوت الرومانية الصغيرة»، و تم إطلاق اسم «الممرات المغطاة» التي تتميز بارتفاع ثابت تقريبا على طولها بالكامل،  بالنظر إلى هندستها المعمارية، فهي أزقة مستطيلة يتراوح طولها بين 8 و 15 مترا، لا يتعدى عرضها 1.5 متر، بارتفاع يتراوح بين 2 و 3.5 أمتار، من كتل الحجر الرملي المشكلة للجدران والألواح التي تغطي هذه المسارات كبيرة جدا، حيث يصل طولها إلى 3 أمتار ، و هي في تدهور مستمر يوما بعد يوم، في انتظار التفاتة لترميمها وصيانتها للحفاظ على هذا التراث الأثري، نظرا لأهميته، و هو ما ينادي به سكان المنطقة وأعضاء الجمعية الثقافية «إيبحريين».
 سامية إخليف

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com