بعد غلق عدد كبير من عيادات طب و جراحة الأسنان لفترة، نتيجة تفشي فيروس كورونا، فضلا عن عزوف فئة كبيرة من المواطنين عن علاج مختلف مشاكل الفم، خوفا من خطر العدوى، تشهد منذ نحو 20 يوما، أغلب العيادات إقبالا كبيرا من المرضى، حيث يتم تسجيل طوابير تبدأ من السابعة صباحا لأجل ضمان مكان بعيادات بات الظفر بمكان فيها صعب المنال.
و الملفت أن عددا كبيرا ممن يقصدونها من فئة صغار السن، حيث أوضحت الدكتورة «ع،س» أخصائية طب و جراحة الأسنان، أن حوالي 50 بالمئة من مرضاها من الأطفال من أجل التكفل بهم، تحسبا للدخول المدرسي، حالها حال باقي العيادات التي أكد أطباؤها أنها تتعامل كثيرا مع الأطفال في هذه الفترة و قد زاد عددهم هذا الموسم، يسبب تزايد معدل إصابتهم بتسوس الأسنان.
50 بالمئة من المرضى من شريحة الأطفال المصابين بالتسوس
أرجعت الدكتورة ع.س ، إصابة هذه الشريحة بالتسوس إلى نمطهم الغذائي خلال فترة الحجر الصحي و العطلة الطويلة التي دامت لأزيد من 6 أشهر، حيث أن الأغلبية تكثر من تناول السكريات دون الاهتمام بصحة الأسنان، كما تحدثت عن إقبال كبير لشرائح الكبار الذين يستعدون للدخول الإجتماعي ، خاصة من عمال قطاع التربية.
و أكدت بعض الأمهات ممن التقت بهن النصر، بإحدى عيادات طب الأسنان بقسنطينة رفقة أطفالهن، أنهن بصدد علاج مشاكل الفم و الأسنان التي يعاني منها أطفالهن قبل عودتهم إلى المدارس، خاصة و أن الكثير منهم عانوا من أوجاع بسبب تسوس الأسنان خلال فترة الحجر المنزلي.
كما أن التكفل بعلاجها في الوقت الحالي، يضمن عدم تغيب التلاميذ عن المدرسة في وقت لاحق، و يبقى التفرغ لمرافقة الأبناء في دراستهم، أهم نشاط بالنسبة للأمهات بعد انطلاق الدراسة.
و أوضحت طبيبة الأسنان أنها تستقبل و بشكل يومي عددا كبيرا من المرضى خلال هذه الفترة، إلا أنها تتكفل ب20 مريضا يوميا، لضمان عدم الاكتظاظ داخل العيادة و تطبيق الإجراءات الوقائية، خاصة في ما يتعلق بالتباعد.
فتلجأ لتحديد مواعيد أخرى متباعدة لبقية المرضى لتفادي التجمعات، مشيرة إلى أن الإجراءات لا تتوقف على الحماية من عدوى كورونا فحسب، فمعدات العمل و التجهيزات تعقم باستمرار و يستغرق ذلك وقتا محددا.
أما في ما يتعلق بأنواع الخدمات التي تقدم في هذه الفترة، فتشمل أساسا التدخلات الضرورية لعلاج التسوس، تفاديا للألم الذي تسببه، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين خافوا من الخروج من منازلهم و التوجه لعيادات طب الأسنان، خلال تفشي كوفيد19، فضلا عن فئة الأطفال الذين يحاول أولياؤهم علاج أسنانهم، أو قلع ما يتطلب القلع منها، لتفادي التغيب عن مقاعد الدراسة، بعد انطلاق السنة الدراسية الجديدة.
أما باقي التدخلات فتتعلق بالتهابات اللثة و أمراض الفكين، و زرع أو تركيب الأسنان، خاصة بالنسبة لمن كانوا قد باشروا هذه العمليات قبل أشهر، و توقفت نتيجة إجراءات الحجر الصحي.
إ.زياري