* «بـــارازار» .. البلوزة والراي في وهران
انطلقت سهرة أول أمس، فعاليات المهرجان الثقافي الوطني لأغنية الراي في جزئه الثاني تحت شعار «من الذاكرة إلى الخشبة تراث يغنى» بمسرح الهواء الطلق حسني شقرون بوهران، في إطار الطبعة 14 التي نظمت 4 ليال منها بسيدي بلعباس مؤخرا، قبل أن يحط المهرجان رحاله في الباهية مجددا.
جمهور غفير غص به فضاء المسرح، وغالبيته من ضيوف المدينة والقادمين إليها من خارج الوطن، تفاعل بشكل كبير مع مغنيي سهرة الافتتاح الذين تداولوا على الركح، خصوصا وأن الدخول كان مجانيا.
كانت بداية الحفل بتكريم خاص للمحافظ السابق للمهرجان المرحوم محمد بوسماحة، من خلال عرض فيديو كليب لأغنية بعنوان «وفاء» من إنتاج المايسترو أمين دهان، وإخراج صالح غانم، وأداء جماعي لعشرة فنانين.
وقد أشرف بوسماحة الذي توفي ببروكسل سنة 2023 خلال جولة فنية هناك، على 4 طبعات من مهرجان أغنية الراي بين سيدي بلعباس ووهران، وهو مغني راي من مواليد 1987 بسيدي بلعباس، تخرج من برنامج «ألحان وشباب»، ليتألق بعدها في فضاء أغنية الراي، حيث تناول الشريط عدة مراحل من حياة المرحوم.
وكان الشاب نصرو، أول من افتتح السهرة و تفاعل معه جمهور مسرح الهواء الطلق بقوة. نصرو الذي عاد لجمهوره بعد غيابه الطويل عن الساحة الفنية الوطنية، يشارك لأول مرة في مهرجان الراي بوهران، أين أدى كوكتيلا من أغانيه العاطفية المميزة، وعبر عن فرحته الكبيرة بالمشاركة في مهرجان الراي ولقاء جمهوره بعد أكثر من 28 سنة غياب، وسعادته بمعرفة أن شباب اليوم يعرفه ويحفظ أغانيه وقد رددها معه. ومن الأصوات التي تقف لأول مرة على خشبة مسرح الهواء الطلق بوهران، مغنية الراب الجزائرية – الكندية «برازار» التي أعجبت كثيرا بتجاوب الجمهور مع أغانيها الرايوية التي يعرفها الكثيرون وأغلبها من التراث الرايوي الجزائري، أعادت تقديمها بلمستها الخاصة منها أغنية «غير هاك غير هاك».
وأدت «برازار» أغانيها وهي ترتدي البلوزة الوهرانية الأصيلة، تعبيرا منها على تمسكها ببلدها وتراث وهران، التي تنحدر منها عائلتها، علما أن «حورية» المعروفة فنيا بـ «برازار»، تؤدي «الراب» والراي معا، وهي من مواليد مونتريال الكندية.
كانت بداياتها مع فن الفكاهة والموسيقى بالنظر لأن والدها كان عازفا على آلتي «الترمبيت» و»الأكورديون» وهما آلتان ترافقان أغاني الراي وتميزها عن غيرها من الأغاني الجزائرية، وفي عمر 22 سنة بدأت «برازار» مسيرتها مع الغناء، وهي اليوم من أبرز مغنيي الراب في العالم وتشق طريقها بأغاني الراي، كما وعدت جمهورها الجزائري بجولة فنية متنوعة.
وتداول على المنصة أيضا، كل من الشاب حميدو، والشابة منال المعروفة بصوتها القوي وأدائها لأغاني الراي.
وألهبت فرقة «البسطة» مسرح حسني شقرون، وتفاعل معها الجمهور بقوة بموسيقاها المميزة والأغاني الرايوية التي تعيد الأذهان لزمن الراي التراثي القديم، وهي لمسة خاصة لتذكير شباب اليوم بالأغاني الجميلة والهادفة التي كانت تؤدى خلال العقود الماضية في طابع الراي
وما فاجأ المنظمين والمغنيين هو أن شباب اليوم يحفظ ويتابع أغاني الراي القديم مما يعكس تذوق هذه الأجيال للموسيقى والكلمات التراثية، خلافا لما هو شائع عن هذا الجيل والاعتقاد أنه يتابع فقط الأصوات الجديدة. بن ودان خيرة