الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 الموافق لـ 30 ربيع الأول 1447
Accueil Top Pub

افتتاح الطبعة 13 للمهرجان الدولي للمالوف: عناق فني جزائري تونسي في سهرة أضاءتها النجوم

افتتحت سهرة أول أمس، بالمسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني بقسنطينة، فعاليات الطبعة الثالثة عشرة للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف، تحت شعار «المالوف… من المدرسة إلى العالمية»، بمشاركة رسمية وحضور وجوه فنية جزائرية، وجمهور واسع من عشاق الفن الأصيل، وتميزت أجواء الافتتاح برقي عكس وفاء المدينة لتراثها العريق، وعزز الطموح في ترسيخ هذا التراث الأصيل في أوساط الأجيال الصاعدة، وإبراز مكانته كجسر للتواصل الثقافي بين الشعوب.

وقد فرش البساط الأحمر بالمسرح، لضيوف المهرجان من فنانين ومبدعين على غرار ليلى بورصالي، ليلى الكبير، حسان برمكي، كمال بودة، عبد الباسط بن خليفة، سيد علي بن سالم، عادل مغواش، مالك شلوق، وفوزي عبد النور، بهجة رحال، عبد العزيز بن زينة، عبد الرشيد سقني، الفنان العاصمي حميدو، بالإضافة إلى ضيوف شرف من تونس تتقدمهم هند زواوي وزياد غرسة، وعرف مدخل المؤسسة الثقافية أجواء احتفالية حارة وتفاعلا بين الفنانين و جانب من الجمهور، وهي صور جسدت قيمة قسنطينة كعاصمة للثقافة والمالوف. وقد كان في استقبال ضيوف المهرجان كل من المحافظ إلياس بن بكير، مدير الثقافة والفنون لولاية قسنطينة وفريد زعيتر.
واستهل الحفل بكلمات ترحيبية عبر من خلالها القائمون على التظاهرة، عن اعتزاز المدينة باحتضان هذا الموعد الفني الدولي، قبل أن يعلن والي ولاية قسنطينة عبد الخالق صيودة، عن انطلاق فعاليات الطبعة الثالثة عشر.وعرفت سهرة الافتتاح، عرض وثائقي خص تاريخ فن المالوف، باعتباره أحد أعرق الألوان الكلاسيكية في المغرب العربي، وقد استعرض الشريط محطات بارزة من مسيرة هذا الفن الضارب بجذوره في الذاكرة الجماعية للمدينة، منذ حلقات السماع الصوفي والطقوس الروحية التي ارتبط بها، مرورا بكبار المشايخ وكل من ساهموا في تأصيله ونقله من جيل إلى جيل، وصولا إلى بروز أسماء فنية جعلت من قسنطينة عاصمة للمالوف بامتياز. وعاش الجمهور أولى سهرات الطبعة الثالثة عشرة من المهرجان الثقافي الدولي للمالوف في أجواء بهية جمعت بين الأصالة والتميّز، حيث تألقت أصوات فنية وأبدعت في قاعة المسرح الجهوي بقسنطينة، وقد افتتحت السهرة بعرض «حضرة وديوان» الذي قاده الفنان المتألق محمد رضا بودباغ، رفقة كل من مالك شلوق وعادل مغواش، ليقدموا معا وصلات راقية من أجمل الأغاني التراثية خلال سهرة راقية امتزجت فيها نغمة المالوف بالعيساوة، وانسجمت خلالها المقامات العريقة مع الأداء المميز، فاهتزت القاعة بتصفيقات الحاضرين الذين وجدوا أنفسهم في رحلة موسيقية أعادتهم إلى روح التراث القسنطيني الأصيل.
وتواصلت أجواء السهرة بتكريم خاص للفنان التونسي الراحل الطاهر غرسة، حيث تسلم ابنه ضيف الشرف الفنان زياد غرسة، التكريم من طرف والي الولاية والقائم بأعمال السفارة التونسية بالجزائر، في لحظة مؤثرة عبرت عن الوفاء لرموز الطرب الأصيل.
أعقب ذلك صعود نجمة الأغنية الأندلسية ليلى بورصالي إلى ركح المسرح، لتأخذ الجمهور في رحلة موسيقية جميلة، نقلتهم بين الموشحات الأندلسية، والصنعة التلمسانية، مرورا بمدرسة العاصمة، و وصولا إلى المالوف القسنطيني.
وفي تصريح للنصر بعد نهاية الحفل، أكدت بورصالي أن الحفاظ على التراث أمر جوهري لصون الهوية الجزائرية وتمييزها ثقافيا عن باقي الشعوب، مثنية في الوقت ذاته على الجمهور القسنطيني لما أبداه من اهتمام بالفن التراثي وتذوق رفيع للموسيقى الأصيلة.
واستمرت السهرة بعد ذلك مع الفنان العاصمي «حميدو» الذي أمتع الجمهور بباقة من الأغاني المتنوعة، مزج فيها بين الحوزي والشعبي والطابع العصري، حيث عبر عقب الحفل عن سعادته بالمشاركة في افتتاح المهرجان، داعيا إلى تعليم هذا التراث للأجيال الجديدة حفاظا على أصالته واستمراريته. بعدها كان الموعد مع الفنان القسنطيني المتألق عدلان فرقاني، الذي أعاد الحضور إلى عمق المالوف الأصيل بأدائه المميز لمختارات من هذا الفن العريق.
واختُتمت السهرة مع ضيف الشرف الفنان التونسي زياد غرسة، الذي أمتع الحضور بوصلات من الموروث الموسيقي التونسي والأندلسي، مزج فيها بين المالوف والنغمات الطربية التونسية، وسط تفاعل واسع من الجمهور، وقد تميزت مشاركته أيضا بأداء مشترك مع الفنان القسنطيني عدلان فرقاني في وصلة مالوف أصيلة زادت الحفل رونقا وأضفت عليه طابعا احتفاليا خاصا.وقال غرسة للنصر، إنه يعتز بالعودة إلى قسنطينة بعد غياب دام 21 سنة، مؤكدا سعادته بالمشاركة في هذا الموعد الثقافي، ومشدداً على أهمية صون التراث وتسليمه للأجيال الصاعدة ليبقى حيا ومتجددا. تتواصل سهرات الطبعة الثالثة عشرة من المهرجان الثقافي الدولي للمالوف بالمسرح الجهوي بقسنطينة حيث سيكون جمهور المدينة على موعد مع أصوات جزائرية وعربية و متوسطية، على غرار الفنانة التونسية هند زواري، والفنانة الإسبانية «بيقونا»، إلى جانب بهجة رحال، وعبد العزيز بن زينة وعبد الرشيد سقني، في استمرار للأجواء الفنية الراقية التي تعكس عالمية المالوف وتنوع حضوره الثقافي.
رضا حلاس

قالوا عن المهرجان
أكد، فانون شاركوا في افتتاح فعاليات المهرجان الدولي للمالوف، أن هذا الموعد الثقافي يعد فضاء حقيقيا للحفاظ على هوية المالوف وتثمين المدارس الموسيقية الجزائرية والمغاربية، حيث تحدثت ليلى بورصالي عن فخرها بالوقوف أمام جمهور قسنطينة، فيما شدد حميدو على ضرورة إدراج التراث في المناهج التعليمية، أما الفنان التونسي زياد غرسة فاعتبر مشاركته شرفا وفرصة ليكون سفيرا للمالوف التونسي في مدينة المالوف.
* ليلى بورصالي
انفتاح المهرجان على المدارس الموسيقية إضافة للفن
أكدت الفنانة ليلى بورصالي، على هامش الطبعة 13 للمهرجان الدولي للمالوف، أن لقائها بجمهور قسنطينة مصدر فخر وسعادة لها، مشيدة بانفتاح المهرجان على مختلف المدارس الموسيقية، معتبرة أن المالوف يرتبط بمدن الشرق فيما يميز الغرب الطابع الأندلسي، مضيفة أن هذه الألوان تنبع من أصل واحد وتشكل ثلاث مدارس كبرى ما يعد إضافة نوعية للفن الجزائري. وتابعت بورصالي، أنها قدمت خلال السهرة مزيجا من روائع الموسيقى الأندلسية من المدرسة التلمسانية إلى العاصمية وصولا إلى قسنطينة، مع لمسة وفاء للموسيقار الراحل نور الدين سعودي، مؤكدة أن جيلها مطالب بترك بصمته عبر نصوص وألحان جديدة تحافظ على روح الفن الأندلسي، على خطى شيوخ كبار كالأستاذ عبد المليك مرواني. كما أثنت على الجمهور القسنطيني، واصفة إياه بالذواق والمحب للفن، معتبرة أنه يرسخ لدى الأجيال أهمية الحفاظ على الهوية الجزائرية، مؤكدة أن تنوع المدارس الموسيقية يميز الجزائر وأن جمهور قسنطينة برهن على عمق ارتباطه بالتراث الوطني.
* الفنان حميدو
أصوات الجيل الجديد قادرة على حمل المشعل
أكد الفنان حميدو، في تصريحه «للنصر» بعد نهاية السهرة الافتتاحية من المهرجان، أن إدراج الموسيقى والتراث الجزائري في المناهج التعليمية يغرس حب الفن لدى الأجيال، مستشهدا بتجربته حين تعلم في المدرسة قصائد تراثية جعلته يرتبط بهذا اللون منذ الصغر، معتبرا أن تعليم الطفل الفن مبكرا يرسخ ثقافته وهويته الفنية.وعن فن المالوف، أوضح الفنان حميدو أن لجدته الراحلة مكانة خاصة في ذاكرته، إذ كانت من عشاق شيخ المالوف محمد الطاهر الفرقاني، معتبرا هذا الطبع الموسيقي واحاد من أرقى الألوان الفنية في الجزائر، وأثنى على كبار المبدعين الذين ساهموا في إشعاع المالوف ونقله للأجيال. مؤكدا في الوقت ذاته أن هناك أصواتا واعدة من الجيل الجديد تمتلك مقومات كبيرة لمواصلة حمل مشعل هذا الفن العريق.كما عبر حميدو، عن سعادته الكبيرة بتواجده في قسنطينة مدينة المالوف، ومشاركته في افتتاح فعاليات هذه الطبعة من المهرجان الدولي، معتبرا ذلك محطة مميزة في مساره الفني وفرصة للالتقاء بجمهور يقدر هذا الطابع الأصيل ويحتفي برواده.
* الفنان زياد غرسة
قسنطينة معقل المالوف وسعيد أن أكون سفيرا للتراث التونسي
صرح الفنان التونسي زياد غرسة، ضيف الشرف سهرة الافتتاح، أنه يشعر بسعادة غامرة بتواجده في قسنطينة، التي وصفها بمعقل من معاقل فن المالوف، مؤكدا أن مشاركته في افتتاح المهرجان تمثل شرفا كبيرا له. وأضاف أنه يعتبر حضوره مناسبة لتجديد روابط الأخوة بين الجزائر وتونس، متمنيا أن يكون خير سفير للمالوف التونسي في هذه المدينة العزيزة، وأن يساهم في إثراء هذا اللقاء الفني الذي يوحد القلوب حول تراث مشترك.
وأضاف، أن الساحة الفنية بحاجة ماسة إلى مثل هذه التظاهرات، لأنها تمثل فضاء حقيقيا لإحياء التراث وإبراز القامات المحلية والدولية في فن المالوف، فضلا عن دورها في تثمين هذا المخزون الثقافي العريق والعمل على إشعاعه وتصديره إلى بلدان العالم، بما يرسخ مكانته كجزء أصيل من الهوية المغاربية المشتركة.
رضا حلاس

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com