الثلاثاء 15 جويلية 2025 الموافق لـ 19 محرم 1447
Accueil Top Pub

لا يصدأ !

تعبّر النّخب "الحقيقيّة" عن عبقريّة أممها وتتحوّل إلى رصيدٍ رمزي ووسيطٍ في الحوار مع الشعوب الأخرى، عبر إبداعٍ هو ثروة مُستدامة لا تفقد قيمتها ولا تتأثّر بالظروف، لذلك يحتاجُ هذا "الرأسمال" إلى حمايةٍ من العُملة المزيّفة التي قد تحلّ محلّه في مواقع التّكريس والتّقدير الاجتماعي، والتي قد تدفع بالعملة الأصليّة إلى الهامش، مع كلّ ما يكلّفه ذلك من خسارة غير قابلة للتعويض في الرّصيد، و يحتاج ُ أيضًا إلى حماية من "الغوغاء" الصّاعدة في مواقع التّواصل وفي "الميديا" المُنفلتة، التي يتصيّد صُنّاعها الإثارة حتى في المواقع التي لا تستدعي ذلك، فضلًا عن افتقادهم إلى ثقافة الفرز والقواعد الديونتولوجية التي تحميهم من ارتكاب ما يصعبُ جبره. ما يجعل هذه "الثـروة" مُعطّلة، أو يفتح أبواب استغلالها لأطراف أخرى، قد تكون مُعاديّة تستخدمهم كسكاكين ضدّ وطنهم، خصوصًا في هذا الوقت الذي تروج فيه ثقافة الطّعن والتّمزيق.

ليس مطلوبًا من الروائيُّ أن يشرح للذين لا يعرفون الروايات مفهوم الرواية، وليس من وظيفته أن يشرح ذلك لصحافيّ أو صحافيّة يصطنعان النّباهة أمام عدسات الكاميرات، ويدفعان الضّيف إلى تعريف ما تمّ تعريفه منذ قرونٍ، ليس من وظيفة الروائيّ ولا من وظيفة الشاعر والتشكيليّ والمُؤرخ والمُفكّر و المُهرّج، فعل ذلك. فالأشياء التي تمّ تعريفها، قد تمّ تعريفها ولها تاريخها الخّاص الذي يعرفه المهتمّون بالأمر، والذي لا يبدأ، قطعًا، الآن. و ليس من دور الذين سبق ذكرهم والذين لم يرد لهم ذكر، تحمّل وزر إحاطة متلقّ كسولٍ، بما كان يفترضُ أن يحصّله في المدرسة أو في الحياة، قبل أن يجلس في موقع مدقّق الحسابات، بقبّعة مواطن بصلاحيّات غير محدودة أو صحافيّ محدود!
حين تسأل صحافيّة كاتبًا مُترجمًا إلى خمسين لغة:هل تعرّضت رواياتك للنقد؟ فثمّة مشكلة، وحين يُبثّ الحوار على أنّه خبطة إعلاميّة فثمة مُشكلة، وحين يتعرّض أكبر وأهمّ كاتبٍ جزائري على قيد الحياة إلى سيل من الشّتائم على مواقع التّواصل بمجرّد نقل خبر عن تكريمه من طرف جمعيّة فتلك مشكلة، وحين يعمدُ كتّابٌ وصحافيّون إلى نقل الخبر ذاته بأسلوبٍ يتسوّل إثارة الغوغاء استجلابًا للتفاعل، فتلك مُشكلة.
علينا أن نتعلّم كيف نصون "الحقيقيّ" فينا ونغفل المزيّف، كي لا نفقد ما لن نستطيع تعويضه ونُراكم ما لا نفع فيه.

سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

لا يصدأ !

تعبّر النّخب "الحقيقيّة" عن عبقريّة أممها وتتحوّل إلى رصيدٍ رمزي ووسيطٍ في الحوار مع الشعوب...

  • 14 جويلية 2025
سحت

يحاولُ حملةُ أقلامٍ يكتبون في الصّحافة الفرنسيّة الزج بالجزائر في محاور مُستهدفة، بل ويجتهدون في...

  • 30 جوان 2025
لُقــــاح

سليم بوفنداسةتحوّل تغليفُ الباطل برداء الحقّ إلى صِناعة مضمونة الرّواج، بسبب فوضى فكريّة ناجمة عن...

  • 24 جوان 2025
حربٌ تُخفي أخرى

  سليم بوفنداسةتُخفي الحربُ الدائرة حربًا مُضمرة، قد تُسمى باسمها خارج الدوائر الرسميّة والأدبيّات السياسيّة...

  • 17 جوان 2025
بروتوكول فانون

يُعيد الخطاب النيوكولونيالي الذي تُنتجه النّخب الغربيّة، هذه الأيام، فرانز فانون إلى واجهة...

  • 09 جوان 2025
لا تلعب معهم!

تدفعُ "نوايا حسنة" بعض الأكاديميين الجزائريين للمشاركة في برامج سجاليّة في قنوات عربيّة وأجنبيّة...

  • 12 ماي 2025
حقدٌ مُزمن

تُظهر فئة من الكتّاب الفرنسيين حقدًا أسودَ على الجزائر، لخّصه الكاتب جون بول انتوفان بالقول إنّه...

  • 28 أفريل 2025
حرجُُ المُنافح

حاولت فرنسا في حملتها المتواصلة على الجزائر تجنيد كتّاب جزائريين تحت عناوين حريّة الإبداع والدفاع...

  • 21 أفريل 2025
ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com