السبت 3 ماي 2025 الموافق لـ 5 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

الخادم وسيّده!

تعوّد كتّاب المغرب العربي على تجنّب الخوض في الخلافات السياسيّة القطرية في خطاباتهم خارج النص، احترامًا لما يجمعهم وصونًا لمكانة المثقّف، الذي «يتفادى» السيّاسي ولا يُجاريه.
 لكن الطاهر بن جلون  المعروف بالتزلّف للمؤسسة الفرنسية ولدوائر صناعة القرار وإطلاق البالونات والنجوم، لم يخرج عن التقليد فحسب، بل بلغ، أخيرا، من الإسفاف والغوغائية درجةً تثير الاستغراب وهو يكتب لقرائه: «يجب أن تمتلك أعصابًا صلبةً لتستمرّ في احترام الشعب الجزائري”!
وسبب هذا الاستنتاج القاسي أن هذا الشعب ضحيّة «نظامٍ عسكريّ يعيش على كليشيهات الستينيات»، عكس حكّام  المملكة السعيدة، الذين سبقوا عصرهم وأوانهم  ووفروا الرّفاه لشعبهم والمشكلة الوحيدة التي تواجههم، في تقدير سي الطاهر، هي «حقد وغيرة» الجزائريين!
ولا بأس أن يبحث الكاتب «هجّاء العنصريّة» في جذور هذا الحقد الذي يعود إلى شبابه (فهو مركز التاريخ) في السنوات الأولى للاستقلال، حين اندلعت «حرب الرمال» التي لم تكن سوى ردّ  اضطراري مغربي على «الاستفزازات المتكرّرة لجيش بن بلة»، ليتشكّل بعد الانقلاب عليه «الحقد الممنهج على المملكة».
الكاتب الذي قرّر أن يحرمنا من احترامه يعيش في بلدٍ غربيّ، و يفترض أن يتدرّب على «ثقافة ديمقراطية» تمنعه من سحب الأحكام على شعب كامل، ويمارس الكتابة الأدبية التي كان يفترض أن تجعله يترفّع عن الخوض في مشكلاتٍ آنيّةٍ يثيرها «العاديون» في مواقع التواصل الاجتماعي أو تختلقها نخب سياسيّة لها حساباتها و تتداولها صحافةٌ مغلوبةٌ على أمرها، ويحترم القراء الذين مازالوا يشترون كتبه في جنوب المتوسط رغم ارتفاع سعرها مقارنة بمستوى دخل الأفراد في هذه المنطقة من العالم،  إن لم يمتلك سلطة احترام ذاته!
 يعرف بن جلون دون شكّ، أن الحريّة غير قابلة للتجزئة وغير قابلة للتأويل، وأن النزاهة تقتضي ألا تنتقد «شيئًا» وتشيد بشبيهه في نفس الوقت. فإذا رفعنا عنه حرج قول ما يجب قوله بشأن  نظام  بلاده تسليما بأنه لن يفعل ذلك، هل يستطيع الحديث عن الدور الفرنسي في المشاكل القائمة بين الجزائر والمغرب؟ وهل يستطيع انتقاد السياسة الفرنسية في المنطقة؟ وهل يستطيع انتقاد الاستعمار الجديد الذي يستهدف إخوانه؟  وكيف سيشرح الحقد لابنته وهو يصدّره لجيرانه؟  وكيف يتحدّث عن حقوق الشعوب وهو يعذّب مغربيات صغيرات في بيته؟

المزيد من الأعمدة

حقدٌ مُزمن

تُظهر فئة من الكتّاب الفرنسيين حقدًا أسودَ على الجزائر، لخّصه الكاتب جون بول انتوفان بالقول إنّه...

  • 28 أفريل 2025
حرجُُ المُنافح

حاولت فرنسا في حملتها المتواصلة على الجزائر تجنيد كتّاب جزائريين تحت عناوين حريّة الإبداع والدفاع...

  • 21 أفريل 2025
ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com