النصر تقف على ظروف الامتحان بالمؤسسة العقابية بسكيكدة: اجتياز البكالوريا فرصة للإندماج في المجتمع

* بروتوكول صحي صارم وتنظيم محكم
يجري 80 نزيلا بالمؤسسة العقابية ببلدية بني بشير بولاية سكيكدة امتحانات شهادة البكالوريا في ظروف جيدة وسط تنظيم محكم مع حرص كبير على التطبيق الصارم للبروتوكول الصحي وسهر دائم من مصالح مديرية التربية على ضمان سير الحسن للامتحانات في حين أجمع نزلاء المؤسسة أن أسئلة الامتحانات كانت متوسطة على العموم وفي المتناول و لم تخرج عن المقرر الدراسي.
النصر ومن أجل نقل الأجواء العامة التي تميز اجراء هذه الامتحانات تنقلت رفقة وفد ولائي يقوده والي الولاية والنائب العام من خلال الزيارة التي تم تنظيمها للمؤسسة  العقابية للوقوف على ظروف سير الامتحانات والبداية بزيارة مركز الامتحان الذي تم فتحه من طرف مديرية التربية بالتنسيق مع ادارة المؤسسة العقابية.
حرص على تطبيق صارم للبروتوكول الصحي
وقد وقفنا منذ الوهلة الأولى على التنظيم المحكم الذي ميز العملية انطلاقا من ترتيب الأقسام وتوزيع النزلاء في حجرات الامتحان وأول شيء وقفنا عليه هو حرص القائمين على تنظيم و تأطير الامتحان سواء من مديرية التربية أو من موظفي المؤسسة العقابية على التطبيق الصارم للبروتوكول الصحي وإجبار الممتحنين على ارتداء الكمامة واحترام مسافة التباعد بين طاولات النزلاء ووضع المحلول المطهر في مدخل الحجرة لدرجة تجعلك لا تلاحظ أي فرق أو اختلاف عن تلك الظروف السائدة في مراكز الامتحان النظامية خارج المؤسسة.
و قبل ذلك حضرت النصر لحظات فتح ظرف أسئلة الامتحان من طرف والي الولاية والنائب العام بحضور ممتحن وتحت مراقبة صارمة من ممثل مديرية التربية الذي كان جد  صارم  في اختيار من يحضر هذه العملية ثم تدخل ليأمر بدخول الصحفيين على دفعات ثم بالانصراف، وفي كل مرة كان النائب العام لا يفوت أي كبيرة أو صغيرة  و يتابع كل خطوة عن كثب يطلب تارة بوقف التصوير وتارة أخرى بالاكتفاء بالتقاط صور من خلف النزلاء لأنه يمنع من الناحية القانونية تصويرهم من الجهة الأمامية ثم تدخل ممثل مديرية التربية ليطلب منا مغادرة القاعة عندما حان توقيت توزيع أوراق الأسئلة على الممتحنين.
بعدها تنقلنا رفقة الوفد لمعاينة ورشات الصناعات الحرفية للنزلاء بداية من ورشة صناعة الكمامات، أين تم خياطة وتوزيع ستة آلاف كمامة وتوزيعها على مديرية التربية لضمان سير امتحانات نهاية السنة في ظروف ملائمة، ثم ورشة الصناعة التقليدية وألبسة وخزف وفخار،  أين تم التأكيد   حسب التوضيحات التي قدمها مدير المؤسسة العقابية أن النزلاء سبق وأن شاركوا بها  بعدة معارض.
 وواصلنا سيرنا مع الوفد لمعاينة تجهيزات جديدة ومتطورة لمختلف الصناعات وأقسام تدريس مخصصة في التكوين المهني و ملعب رياضي وجناح طبي ومخبر وعيادة والتعرف على مختلف المصالح المجهزة بالوسائل الطبية لازمة ثم عرجنا على ورشة صناعة الخبز وزيارة مطعم الموظفين قبل أن نلج مكان لتربية النحل وملعبين جواريين، حيث التمس مدير المؤسسة العقابية من السلطات الولائية التدخل من أجل تهيئتهم حتى يتسنى للموظفين استغلالهم وقضاء أوقات الفراغ عوض التوجه خارج المؤسسة وما قد يعترضهم من مخاطر.
و بعد نهاية الجولة التفقدية لمختلف هياكل و مرافق المؤسسة العقابية التي افتتحت أبوابها رسميا العام الفارط ، طلب منا العودة إلى الحجرات الدراسية أين وجدنا في انتظارنا مجموعة من الممتحنين ، أجمعوا في انطباعاتهم على سهولة أسئلة امتحان شهادة البكالوريا.
نزيل تحصل على الباك مرتين ويريده للمرة الثالثة
  وذكر ممتحن أنه سبق وأن اجتاز الامتحان العام الفارط داخل المؤسسة ونال شهادة البكالوريا وقرر إعادة الكرة هذا الموسم من أجل الحصول على معدل أفضل، مثمنا مجهودات مصلحة إعادة الادماج التي وفرت لهم كل الشروط الضرورية وقدمت التسهيلات اللازمة في فترة المراجعة، وصولا إلى اجتاز الامتحان في ظروف مواتية ولم يجد أي صعوبة في ذلك.
وأكد ممتحن آخر أنه حصل على البكالوريا لمرتين كنزيل في المؤسسة ويريد الحصول عليها للمرة الثالثة، موضحا أنه حينما كان في الطور الثانوي كان يدرس في شعبة الرياضيات وعندما  دخل المؤسسة العقابية غير الشعبة إلى شعبة الفلسفة  و وجد صعوبة في البداية، لكن سرعان ما تجاوز هذا العائق بفضل تأطير وتدخل اطارات المؤسسة.
 و أكد المتحدث أن الأسئلة كانت في المتناول ومن راجع الدروس لن يجد أي صعوبة في الإجابة، موضحا أنه يحاول أن يستغل مدة العقوبة في تحسين مستواه المعرفي والعلمي مؤكدا أن كل الظروف مواتية سواء من حيث التأطير أو من حيث الوجبات وفترة الراحة، متمنيا لكافة زملائه النزلاء النجاح والتوفيق في البكالوريا.
مدير المؤسسة العقابية الربيع لونيسي صرح أن الهدف هو إعادة إدماج النزلاء في المجتمع بعد نهاية فترة العقوبة ومنحهم كل الامكانيات والوسائل الممكنة والمتاحة لأجل توفير الجو الملائم وولوج عالم التعليم والشغل.   
وأكد المتحدث أن مصالحه شددت على احترام البروتوكول الصحي في هذه الامتحانات وهي التوصيات التي يسهر عليها ويركز عليها المدير العام لإدارة السجون، وقد أحصت المؤسسة يضيف مديرها أزيد من 320 متمدرس نزيل في مختلف المراحل الدراسية من التعليم العام وأكثر من 550 متكونا في 15 فرعا من مختلف تخصصات التكوين المهني، كما تم فتح ورشات الخياطة وتقديم ستة آلاف كمامة لفائدة مديرية التربية لإجراء امتحانات نهاية السنة. أما قاضي تطبيق العقوبات عبد الحفيظ كريم فأكد تسجيل مصالحه لـ 80 نزيلا في امتحانات البكالوريا مشددا على تطبيق البروتوكول الصحي.                    كمال واسطة