يُعد الاختناق المروري، هاجسا يوميا يؤرق السائقين ويزداد حدة في فصل الصيف ولا سيما خلال عطلة نهاية الأسبوع وهو ما قد يؤثر على الصحة النفسية والعقلية وحتى على الحياة الاجتماعية، إلى جانب شعور السائقين بالتعب والإرهاق طيلة اليوم، ناهيك عن آلام أسفل الظهر بسبب طول الجلوس في وضعية القيادة.
توضح المختصة النفسانية العيادية لامية قاصدي للنصر، أن البقاء لساعات طويلة صباحا ومساء في الطريق بسبب الاختناق المروري، له عواقب على الصحة النفسية، مشيرة إلى أن مستوى القلق والتوتر يزيد عند السائق الذي يبقى عالقا في حركة المرور ويواجه ضغوطا مرورية يوميا، مما يولد التعب والإرهاق، فكلما طالت مدة الرحلة زادت حدة التوتر، وفي مكان العمل سيكون الشخص الذي عانى من اختناق مروري، أكثر عرضة للانزعاج والغضب لأدنى شيء.
ويمكن أن يسبب التوتر الناجم عن الاختناق المروري ردود أفعال أخرى، بما في ذلك ردود فعل فسيولوجية، مثل التعرق والارتجاف والذعر، بالإضافة إلى التوتر لأن جسم السائق لا يرتاح بما فيه الكفاية بسبب قلة النوم، و مع ازدياد مدة الرحلة، تزداد عوامل الضيق النفسي، أي الاكتئاب والإرهاق ويصاحب ذلك انخفاض في الصحة العقلية والجسدية، كما يعاني مستخدمو الطريق من آثار سلبية على نومهم ومزاجهم و يمكن أن يتعرضوا إلى الانفعال ونقص التركيز كذلك.
وأوضحت الأخصائية، أن دراسات حديثة بينت أن قضاء أكثر من ساعة على الطريق المكتظ سواء في السيارة الخاصة أو في وسائل النقل العمومية، يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 33 بالمئة وخطر الإصابة بالسمنة بنسبة 21 بالمئة.
وأكدت النفسانية، أنه لا يجب الاستخفاف بالاختناقات المرورية، لأن لها تأثيرا كبيرا وعواقب وخيمة على الصحة النفسية العامة، ولذلك وجب على المسؤولين إيجاد حلول عاجلة للقضاء على ظاهرة الاختناق المروري، للتخفيف من التوتر والاحتراق النفسي الذي يعاني منه أغلب السائقين الذين يجدون أنفسهم عالقين في الطريق كل يوم ولعدة ساعات تحت أشعة الشمس الحارقة.
سامية إخليف