بُعث سباق الظفر بلقب بطولة الموسم الحالي 2025/2024، بناء على مخلفات الجولة 25، وذلك بعد افتراق مولودية الجزائر وشباب بلوزداد على وقع نتيجة التعادل (1/1)، وعودة شبيبة القبائل بكامل الزاد من مولودية البيض (2/1)، ليشتعل التنافس على إنهاء الموسم في الصدارة بين ثلاثي المقدمة، على عكس الموسم المنقضي الذي رسّم فيه مولودية الجزائر تتويجه باللقب قبل أربع جولات من إسدال الستار على الموسم الكروي.
تواصل سباق البحث عن التتويج باللقب واحتدام المنافسة بين ثلاثة أندية، سيكون له انعكاسات إيجابية على المستوى الفني بشكل عام، بالنظر إلى ارتفاع نسبة الإثارة والتشويق في المواعيد المتبقية، وهو ما سيجلب الأنظار والاهتمام محليا وخارجيا، في ظل تبني الاتحادية الجزائرية إستراتيجية جديدة، على أمل جلب ممولين إضافيين، تزامنا مع دخول حيز الخدمة تقنية الفيديو المساعد (الفار)، والتي سيعمل على تعميمها في مختلف الملاعب الموسم المقبل، مثلما تم الاتفاق عليه في اجتماع المكتب الفدرالي الأخير، كما أن رئيس الرابطة المحترفة أمين مسلوق صرح مؤخرا، بأن «الفار» سيكون حاضرا في أكبر عدد ممكن من اللقاءات مع نهاية الموسم الحالي، في ظل أهمية جل المواجهات، سواء تعلق الأمر بالتنافس على المراتب الأولى أو الصراع من أجل ضمان البقاء.
أفضلية نسبية للبطل ولكن..
يمتلك مولودية الجزائر رغم تعادله الأخير أمام شباب بلوزداد، أفضلية نسبية في حملة الدفاع عن لقبه وإنهاء الموسم في الصدارة، بالنظر إلى الرزنامة المتبقية لأشبال المدرب بن يحي، وخاصة اللقاء المتأخر أمام اتحاد الجزائر والتي قد تكون نقاطه وزنها من ذهب، لأنها ستضع رفقاء القائد عبد اللاوي في الريادة، بفارق ثلاث نقاط عن شريكه في المرتبة الأولى شبيبة القبائل.
وإلى جانب «الديربي» المؤجل عن الجولة 21، فإن مولودية الجزائر تنتظره ثلاث مباريات داخل الديار أمام كل من وفاق سطيف وترجي مستغانم ونجم مقرة، على أن يسافر خارج الجزائر العاصمة في مناسبتين، إلى كل من شبيبة الساورة وجمعية الشلف، أين سيكون مطالبا بتفادي التعثر من جديد، سواء داخل أو خارج القواعد، إذا ما أراد حسم اللقب لصالحه.
شبيبة القبائل في منحى تصاعدي
وأما بالنسبة لفريق شبيبة القبائل العائد بقوة في مرحلة العودة، أو بالأحرى منذ تولي المدرب الألماني زينباور زمام العارضة الفنية، فإنه يبقى من أبرز المنافسين على اللقب، بالنظر إلى المستويات الكبيرة التي يقدمها رفقاء القائد محمد الأمين مداني، وآخرها العودة بكامل الزاد من ميدان مولودية البيض الذي لم يتذوق طعم الهزيمة في آخر 10 مباريات، بل أكثر من ذلك تكبد أول خسارة في سنة 2025، وأندية عديدة سقطت في ملعب زكرياء مجدوب، إلا أن حنكة التقني الألماني صنعت الفارق في شوط المدربين، بدليل تمكن البديل معمري من إهداء الشبيبة ثلاث نقاط ثمينة، بهدف وضعها في المقدمة مناصفة مع مولودية الجزائر.
وحسب الرزنامة المتبقية، فإن أشبال الألماني زينباور يستقبلون في ثلاث مناسبات، بداية بالجولة المقبلة عند استضافة شبيبة الساورة، قبل التنقل إلى مدينة مقرة لملاقاة النجم المحلي، ثم العودة إلى ملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد لاستقبال وفاق سطيف في الجولة 28، على أن يسافر رفقاء القائد مداني إلى غرب البلاد في مباراة أخرى قوية أمام ترجي مستغانم الباحث عن ضمان البقاء، قبل اختتام الموسم باستضافة جمعية الشلف.
رزنامة بلوزداد الأصعب
يعتبر شباب بلوزداد ثالث المنافسين على لقب البطولة، حيث يصر أبناء العقيبة على إنقاذ الموسم بحصد الثنائية، بعد وصول رفقاء القائد كداد إلى نهائي كأس الجزائر، إلى جانب احتلال المرتبة الثالثة على بعد نقطتين عن المتصدرين مولودية الجزائر وشبيبة القبائل، رغم أن الرزنامة المتبقية للشباب، تعتبر الأصعب على الورق من بين الفرق المتنافسة على إنهاء الموسم في الريادة، خاصة السفريات المعقدة نوعا ما لأشبال المدرب الألماني سيد راموفيتش إلى كل من جمعية الشلف وملعب النادي الرياضي القسنطيني وأولمبي آقبو، وكلها أندية لم تضمن البقاء بعد، على أن يستقبل الشباب كل من نادي بارادو ومولودية وهران، على التوالي.
ويرى أهل الاختصاص، أن شباب بلوزداد قد فوت على نفسه فرصة ثمينة، لمد خطة عملاقة في سباق التتويج باللقب، بعد الاكتفاء بنتيجة التعادل أمام مولودية الجزائر (1/1)، حيث تأثر أبناء العقيبة بالغيابات النوعية في صورة الثنائي بن غيث ومحيوص.
مدرب أجنبي آخر مرشح لخلافة بوميل
بناء على المعطيات الأولية، والتنافس الثلاثي الموجود بين مولودية الجزائر وشبيبة القبائل وشباب بلوزداد على التتويج بلقب البطولة، وهو ما يعني إمكانية ظفر مدرب أجنبي آخر بلقب البطولة وخلافة أمير بوميل، على اعتبار أن الأندية المعنية بحسابات اللقب يؤطرها مدربون أجانب، فالمولودية يشرف عليه التقني التونسي بن يحي، في الوقت الذي يدرب شبيبة القبائل الألماني زينباور والشباب ألماني آخر، ويتعلق الأمر براموفيتش.
وما يتوجب الإشارة إليه، هو أن المدرسة الألمانية أثبتت جدارتها في البطولة الوطنية مع أول اختبار، بالنظر إلى العمل الذي يقوم به زينباور وراموفيتش، ونجاحهما في إحداث تغييرات على طريقة اللعب، خاصة على مستوى الشبيبة التي مرت بفترة صعبة في مرحلة الذهاب، قبل أن تستعيد هيبتها في الإياب، بدليل التحاقها بالمولودية في الصدارة.
البقاء في حدود 38 نقطة
من خلال إلقاء نظرة على الترتيب الحالي للبطولة المحترفة، فإن 9 أندية معنية بحسابات السقوط، رغم أن اتحاد بسكرة بخسارته بميدانه أمام نادي بارادو في الجولة 25 قد وضع قدما في القسم الثاني، بعد تجمد رصيده عند النقطة 20، في الوقت الذي تعتبر الفرق التي تحوز على 32 نقطة وأقل كلها مهددة بالتواجد في بطولة الهواة، بداية بصاحبي المرتبة 8 جمعية الشلف وشبيبة الساورة(32 نقطة)، واتحاد خنشلة (28 نقطة) ومولودية وهران (27 نقطة) ونجم مقرة(27 نقطة) والنادي الرياضي القسنطيني (26 نقطة) وترجي مستغانم (26 نقطة) وأولمبي آقبو(25 نقطة).
وحسب المتابعين، فإن البقاء سيكون في حدود 38 نقطة، وذلك بناء على المعطيات الميدانية، حيث أن الفريق الذي سيصل إلى هذه العتبة سيضمن تواجده في الرابطة المحترفة الموسم المقبل.
وما يتوجب الإشارة إليه، أن الموسم المنقضي عرف سقوط نجم بن عكنون في آخر جولة، بعد خسارته أمام مضيفه مولودية البيض، أين تجمد رصيده عند النقطة 32، في الوقت الذي ترسم نزول الاتحاد السوفي في الجولة 25، بعد جمعه 7نقاط فقط، وهي نفس الحصيلة التي أنهى بها الموسم، على عكس الموسم الحالي الذي يعتبر أكثر ندية مقارنة بالنسخة الماضية، بدليل حيازة اتحاد بسكرة الذي وضع قدما في القسم الثاني على 20 نقطة، إلى جانب توقعات بأن يكون ضمان البقاء في حدود النقطة 38، مع توسع دائرة المهددين إلى تسعة أندية كاملة، على عكس الموسم المنقضي، الذي انحصر الصراع في الجولات الأخيرة بين خمسة إلى ستة فرق.
الجولتان المقبلتان حاسمتان
تعتبر الجولتان المقبلتان حاسمتان في حسابات البقاء، بالنظر إلى المواجهات المرتقبة، بداية بحامل الفانوس الأحمر اتحاد بسكرة المعني بتنقل صعب إلى النادي الرياضي القسنطيني، قبل استقبال مولودية وهران المهدد هو الآخر بالسقوط، في الوقت الذي سنشهد قمة أخرى تخص حسابات البقاء بين صاحب المرتبة ما قبل الأخيرة أولمبي آقبو والضيف اتحاد خنشلة، قبل تنقل الصاعد الجديد إلى المحترف إلى العاصمة لملاقاة الاتحاد، مع العلم أن الأولمبي يحوز على مباراة مؤجلة أمام النادي الرياضي القسنطيني، ستجرى بملعب الوحدة المغاربية يوم 30 ماي الجاري.
وأما بالنسبة لترجي مستغانم، فإنه معني بالاستقبال في مناسبتين خلال الجولتين 26 و27، عندما يستضيف مولودية البيض وجمعية الشلف على التوالي، في الوقت الذي يوجد النادي الرياضي القسنطيني صاحب الأربع مباريات مؤجلة على موعد مع التنقل غدا إلى سطيف لملاقاة الوفاق المحلي (لقاء مؤجل عن الجولة 21)، قبل استقبال اتحاد بسكرة لحساب الجولة 26 ثم مولودية وهران يوم 22 ماي الجاري (لقاء مؤجل عن الجولة 22)، على أن يتنقل في الجولة 27 إلى مولودية البيض.
يحدث هذا، في الوقت الذي سيكون نجم مقرة على موعد مع مباراتين قويتين في الجولتين 26 و27، عندما يتنقل إلى مدينة وهران لملاقاة مولودية وهران قبل استقبال شبيبة القبائل، في الوقت الذي يسافر اتحاد خنشلة في مناسبتين متتاليتين إلى كل من آقبو لملاقاة الأولمبي وسطيف تحسبا لمواجهة الوفاق، وهو ما يؤكد التنافس الكبير الموجود في المحطتين القادمتين من البطولة، وعلى ضوء النتائج تتضح الرؤية أكثر بخصوص الثنائي المعني بالسقوط.
بولبينة يعزّز صدارة الهدافين
بعيدا عن حسابات التتويج باللقب والبحث عن ضمان البقاء، واصل المهاجم عادل بولبينة تصدر صدارة الهدافين، بعد رفع حصيلته إلى 16 زيارة إلى مرمى المنافسين، بفضل الهدف الموقع في مرمى اتحاد بسكرة، والذي أكد من خلاله تجاوز الرقم المحصل من طرف الثنائي يوسف بلايلي وإسماعيل بلقاسمي في الموسم الماضي، ويبقى أمل نجم بارادو تجاوز عتبة 20 هدفا، مثلما صرح به في حواره مع النصر مؤخرا.
ويتقدم بولبينة بستة أهداف عن مهاجم شباب بلوزداد محيوص صاحب 10 زيارات إلى شباك المنافسين والطوغولي إيفرا نجم جمعية الشلف (9 أهداف)، في الوقت الذي يمتلك بركان مهاجم شبيبة القبائل وجاوشي مهاجم اتحاد خنشلة 7 أهداف، مع العلم أن محيوص قد غاب عن لقاء فريقه أمام مولودية الجزائر بسبب العقوبة.
حمزة.س