نجح مستقبل الرويسات في جعل الحلم حقيقة، بعد تحقيقه لصعود تاريخي إلى البطولة المحترفة، وذلك بفضل المشوار الرائع المقدم على مدار الموسم الكروي، وهو ما جعل أهل الاختصاص يجمعون على أن أشبال المدرب زموري استحقوا الظفر بالتأشيرة، رغم المنافسة القوية من طرف اتحاد الحراش، الذي رفض الاستسلام إلى آخر جولة.
ومن خلال إلقاء نظرة على مشوار مستقبل الرويسات في البطولة، فإن رفقاء القائد ميدون تواجدوا في الصدارة منذ أول جولة، قبل أن يتخلوا عن كرسي الريادة لصالح اتحاد الحراش لجولتين فقط، لكن ممثل مدينة ورقلة نجح في العودة إلى مكانته بمجرد تسوية الرزنامة، وخوض اللقاء المؤجل عن الجولة 21، والذي جعل المستقبل يضع قدما في الرابطة المحترفة، قبل العودة بثلاث نقاط وزنها من ذهب من ملعب عابد حمداني بالخروب بمناسبة الجولة 29، ليترسم الصعود في جولة الختام، بعد الإطاحة بالضيف اتحاد الشاوية برباعية مقابل هدفين، ليؤكد بذلك رفقاء القائد ميدون استحقاقهم بالارتقاء إلى دوري الأضواء بمسيرة بطل، بدليل بلوغ 71 نقطة.
أفضل دفاع وثاني أحسن هجوم
أكد فريق الرويسات قوته وأحقيته بالإنجاز، والأرقام المسجلة خير دليل، على اعتبار أن المستقبل حقق 22 انتصارا وتعادل في 5 مناسبات، فيما انهزم في ثلاث مرات، واحدة منها داخل الديار أمام جمعية الخروب في مرحلة الذهاب، إلى جانب السقوط في ملعبي 1 أول نوفمبر بالحراش وجيلالي بونعامة ببومرداس أمام شباب برج منايل، وذلك لم يمنع أشبال زموري من إنهاء الموسم كأفضل فريق داخل الديار، مع الحيازة على رقم مميز، يتمثل في امتلاك أحسن دفاع في البطولة، حيث لم تهتز شباك الحارس رحال سوى في 14 مناسبة، وهو ما يؤكد الصلابة الدفاعية للمستقبل، والتي تعتبر أحد أبرز نقاط قوة بطل المجموعة الشرقية، ناهيك عن الخط الأمامي الذي سجل 45 هدفا، وهو ثاني أفضل هجوم بعد اتحاد الحراش صاحب 52 هدفا.
أول فريق من ورقلة في القسم المحترف
وبات مستقبل الرويسات أول فريق من مدينة ورقلة ينشط في البطولة المحترفة، رغم ارتباط اسم شباب بني ثور مع الإنجازات التاريخية، عندما توج بكأس الجمهورية سنة 2000 على حساب وداد تلمسان، أين رفع الكأس الغالية يومها القائد حسان غولة عضو المكتب الفدرالي الحالي، قبل أن يأتي الدور على المستقبل لكتابة تاريخ جديد، من خلال الارتقاء إلى القسم المحترف لأول مرة منذ تأسيسه سنة 1964، على أمل تقديم مستويات جيدة في دوري الاضواء، خاصة وأن مدينة ورقلة تمتلك كل مقومات النجاح، في انتظار تحديد إدارة الرئيس لعروسي للأهداف المستقبلية، مثلما حدث الصائفة الماضية، بعد تحقيق الصعود إلى القسم الثاني هواة، وتم وضع الصعود ضمن الأولويات.
احتفالات في مختلف أحياء المدينة
عاشت مدينة ورقلة على وقع الأفراح والاحتفالات، بمناسبة الإنجاز التاريخي، حيث عرفت مختلف الأحياء وخاصة معاقل الأنصار بمنطقة الرويسات تنظيم حفلات غنائية إلى ساعات متأخرة، وسط تفاعل كبير من طرف المحبين من مختلف الأعمار، في الوقت الذي أقامت إدارة المستقبل مأدبة عشاء على شرف التشكيلة ومختلف الأطقم.
وتزينت مدينة ورقلة باللونين الأزرق والأبيض، والرايات العملاقة حاضرة في مختلف الأحياء، والنقطة الإيجابية هي تجاوب جمهور الفريق الجار شباب بني ثور مع الأجواء الاحتفالية، خاصة وأن الفريق قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الصعود إلى القسم الثاني، وهو ما جعل مدينة ورقلة تعيش على وقع الأفراح.
يحدث هذا، في الوقت الذي قررت إدارة مستقبل الرويسات إقامة حفل كبير على شرف التشكيلة غدا، وذلك بمناسبة الصعود التاريخي، أين سيتم تقديم هدايا ومنح تحفيزية لرفقاء القائد ميدون، نظير المجهودات الجبارة المبذولة والمشوار المشرف في البطولة، أين سيتم دعوة السلطات المحلية وأعيان المدينة.
اللاعبون بصوت واحد: "الصعود ثمرة مجهود موسم بأكمله"
أجمع لاعبو مستقبل الرويسات في مختلف تصريحاتهم، بعد نهاية مباراة اتحاد الشاوية على أن الصعود ثمرة مجهود موسم بأكمله، حيث قال القائد ميدون: «الصعود لم يكن سهل المنال، ونهديه لكل أنصار مستقبل الرويسات».
وسار المهاجم جحدو على نفس المنوال، عندما قال: «إسعاد أنصار الرويسات يجعلك تشعر بالفخر، والآن علينا الاحتفال بهذا الإنجاز».
وأما المهاجم بلخيرة، فقال: «الصعود مستحق، لقد بصمنا على مشوار مميز، ونهدي هذا الإنجاز إلى كل مدينة ورقلة».
حمزة.س