يتعيّن على المنتخب الوطني الفوز في موقعة غينيا، المندرجة ضمن الجولة الثامنة من تصفيات مونديال 2026، من أجل الثأر، حيث يجد الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش نفسه أمام مواجهة خاصة يسعى من خلالها لمحو الخسارة الرسمية الوحيدة التي تلقاها مع الخضر، وكان ذلك في لقاء الذهاب شهر جوان 2024 بملعب نيلسون مانديلا ببراقي (1-2).
ويخوض التقني البوسني هذا التحدي المنتظر والحاسم في طريق التأهل للعرس العالمي، مُتسلحا بنتائجه المبهرة خارج الديار، بعدما صنع لنفسه سجلا لافتا جعله يلقب بمتخصص السفريات الإفريقية الناجحة، فمنذ إشرافه على العارضة الفنية للمنتخب الوطني، خاض بيتكوفيتش خمس مباريات رسمية خارج الجزائر، تنوعت بين تصفيات كأس إفريقيا 2025، وتصفيات مونديال 2026، وخرج منها بأربعة انتصارات، مقابل تعادل واحد فقط، مع تسجيل تسعة أهداف وتلقي هدفين اثنين لا غير.
وكانت البداية من أوغندا، أين دشن بيتكوفيتش مشواره الرسمي بفوز ثمين (2-1) في تصفيات مونديال الأمريكيتين، قبل أن يؤكد حضوره بثلاثية نظيفة أمام ليبيريا في الجولة الثانية من تصفيات «الكان، وفي الجولة الثالثة من ذات التصفيات أطاح بالطوغو بهدف دون رد، ليواصل لاحقا عروضه الإيجابية بفرض منطق الخضر على بوتسوانا (3-1) ضمن الجولة الخامسة من تصفيات المونديال، أما التعادل الوحيد فجاء أمام غينيا الاستوائية (0-0) في الجولة الخامسة من تصفيات «الكان».
وتمنح هذه النتائج كتيبة الخضر أسبقية معنوية، قبل الموعدين القادمين لشهر سبتمبر، حيث يستهلون مشوارهم بمواجهة بوتسوانا في 04 سبتمبر على ملعب «حسين آيت أحمد» بتيزي وزو، قبل أن يشدوا الرحال صوب الدار البيضاء لملاقاة منتخب غينيا في الثامن من نفس الشهر، ضمن الجولة الثامنة من تصفيات كأس العالم 2026، حيث تبعث هذه الإحصائيات التفاؤل لدى الطاقم الفني واللاعبين، قبل المواجهة الحاسمة أمام غينيا، التي تمثل اختبارا صعبا، بالنظر إلى قيمتها الفنية وطموحها الكبير في العودة إلى سباق المنافسة، غير أن بيتكوفيتش يعوّل على عقلية التحدي التي أظهرها أشباله في التنقلات السابقة، فضلا عن الرغبة في رد الاعتبار بعد خسارة الذهاب، لتكون المقابلة فرصة لمواصلة سلسلة النتائج الإيجابية خارج الديار، وحسم تأشيرة التأهل للمونديال مبكرا.
وتبدو موقعة غينيا أكثر من مجرد مباراة عادية، فهي صدام للثأر، واختبار لقدرة المنتخب الوطني على تأكيد سيطرته على المجموعة، والاقتراب خطوة إضافية من بطاقة المونديال، بعد الغياب عن نسختي 2018 و2022، ورغم أن ظروف اللعب خارج الجزائر قد تضفي على المواجهة طابعا معقدا، إلا أن بيتكوفيتش، الذي لم يعرف طعم الهزيمة سوى مرة واحدة (دون احتساب ودية منتخب السويد)، يبدو مصمما على قيادة أشباله لتحقيق الفوز المنتظر، ومواصلة كتابة صفحة مشرقة مع الخضر.
سمير. ك
