تتجه أنظار المتتبعين للأصناف الشبانية مساء اليوم، صوب ملعب «ريموش الحسين» بمدينة قاوس (ولاية جيجل)، أين سيكون الموعد مع نهائي البطولة الوطنية لفئتي الأصاغر والأشبال، في منافسة تدرك نسختها الثانية، لكنها سرقت الأضواء، وانتزعت مكانة لها في المشهد الكروي الوطني، خاصة من حيث المتابعة الجماهيرية، الأمر الذي يتماشى واستراتيجية العمل التي سطرها المكتب الفيدرالي الحالي، والرامية بالأساس إلى إعادة هيكلة المنتخبات الوطنية للشبان.
النهائي الأول سيكون لفئة أقل من 15 سنة، ويجمع ترجي قالمة بجمعية الشلف، في حوار كروي يسعى من خلاله كل فريق لانتزاع اللقب الذي يسمح له بخلافة نادي بارادو على المنصة، ولو أن «الشلفاوة» كانوا قد أزاحوا في الدور ربع النهائي بطل النسخة الماضية بركلات الترجيح، لكن الفوارق المقترنة بعامل الانتماء لا مكانة لها في مثل هذه المواعيد، لأن شبان «السرب الأسود» سيضربون موعدا مع التاريخ، بتنشيط مقابلة يراهنون من خلالها على كتابة أسمائهم بأحرف من ذهب في سجل المدرسة الكروية القالمية، لأن الترجي الذي يعد من أقدم الفرق على الصعيد الوطني، والذي كان قد أهدى الجزائر أول لقب إقليمي، عند تتويجه بكأس شمال إفريقيا ذات 29 ماي 1955 بالدار البيضاء، لم يتمكن طيلة قرابة قرن من الوجود من حصد أي لقب وطني، مما يضع تشكيلة الأصاغر مساء اليوم في رحلة البحث عن أول تتويج للنادي على الصعيد الوطني، مادامت أفضل انجازات الفريق منذ نشأته تنحصر في تنشيط الدور نصف النهائي لمنافسة كأس الجزائر في 3 مناسبات بالنسبة للأكابر، ونفس العدد بالنسبة للأشبال، بينما بلغ أواسط «السرب الأسود» المربع الذهبي لمنافسة كأس الجمهورية في 4 مواسم، والسقوط من الرابطة الثانية منذ 1999 جعل الفريق يغيب عن الأضواء لفترة تجاوزت ربع قرن من الزمن، والحضور الرمزي يكون من حين لآخر عبر بوابة الكأس، ليكون تأهل الأصاغر إلى نهائي البطولة الوطنية للموسم الجاري، كافيا لنفض الغبار عن هذه المدرسة الكروية.
وتبدو مهمة أشبال الثنائي بن بوحجة ومرابطي في التتويج باللقب الوطني صعبة، لأن المنافس كان بدوره قد قدم أوراق اعتماده كواحد من أكبر المرشحين لإحراز لقب البطولة، لأنه كان قد أحرز لقب البطولة الجهوية لرابطة البليدة، ومشواره في المرحلة الوطنية من «البلاي أوف» كان مميزا، خاصة بعد إزاحة حامل اللقب نادي بارادو.
أما بالنسبة لفئة الأشبال، فإن لقب البطولة الوطنية في نسختها الثانية سيكون في المزاد، محل صراع بين جمعية الشلف ووفاق سطيف، واللافت للانتباه أن «النسر الأسود» سيكون ممثلا في هذه المواجهة بفئة أقل من 16 سنة، التي برزت بشكل مميز هذا الموسم، وهذا منذ كسبها الرهان في المرحلة الجهوية من «البلاي أوف»، بإحراز اللقب على حساب اتحاد شرطة سطيف، مع تجاوز عقبة بطل فوج الامتياز لفئة أقل من 17 سنة، فريق شبيبة جيجل، لتكون بعدها سرقة الأضواء في الأدوار الوطنية، ببروز مجموعة منسجمة ومتناسقة يقودها الهداف مسمي، وكذا الحارس المتألق وقاف، وهي المجموعة التي كانت الموسم المنصرم، تشكل النواة الأساسية لتشكيلة الأصاغر، والتي خسرت نهائي لقب البطولة الوطنية أمام بارادو، لكن الاستثمار في هذا التعداد مكن وفاق سطيف من قطف الثمار، ببلوغ نفس المجموعة النهائي، تحت قيادة الثنائي مالكي وبن سديرة، ولو أن المأمورية تبدو صعبة، لأن جمعية الشلف كانت قد أجبرت نادي بارادو على التنازل عن لقبه لهذه الفئة.
وإذا كان الموعد مع نهائيي الأصاغر والأشبال، فإن ذلك لا يعني بأن الإقبال سيكون محتشما، بل أن «سيناريو» الأدوار السابقة من المرحلة الوطنية كشف عن متابعة جماهيرية كبيرة للأصناف الشبانية، لأن أنصار جمعية الشلف ووفاق سطيف اعتادوا على التواجد بكثرة في لقاءات الشبان، كما أن مشجعي ترجي قالمة كانوا قد صنعوا الحدث في نصف النهائي، الأمر الذي سيجعل مدرجات ملعب الحسين ريموش بقاوس تعيش مساء اليوم، أجواء استثنائية، وقد عمدت الفاف إلى اختيار هذا الملعب بعد الحلة التي اكتساها عند تدشينه قبل نحو أسبوعين من طرف وزير الرياضة وليد صادي.
ص/ فرطاس
برنامج المباريات (اليوم)
صنف أقل من 15 سنة:
قاوس (ريموش) سا18 جمعية الشلف ترجي قالمة
صنف أقل من 17 سنة:
قاوس (ريموش) سا20 وفاق سطيف جمعية الشلف