الأربعاء 9 جويلية 2025 الموافق لـ 13 محرم 1447
Accueil Top Pub

غياب الاستقرار الفني يطبع الموسم الجديد: 10 فرق تغير مدربيها والمدرسة الألمانية في الواجهة

لا تزال ظاهرة تغيير المدربين تحكم واقع الأندية المحلية، رغم مرور 15 سنة على دخول الكرة الجزائرية عهد الاحتراف، حيث شهدت فترة نهاية موسم 2025/2024 تغييرات غير مسبوقة، بتخلي 10 فرق عن مدربيها، من أصل 16 فريقا سيمثلون الرابطة المحترفة الأولى الموسم القادم، باحتساب الصاعدين الجديدين نجم بن عكنون وشباب مستقبل الرويسات، في مشهد يؤكد أن الاستقرار الفني لا يزال الغائب الأكبر في البطولة الوطنية، عكس ما هو معمول به في كبرى البطولات العربية والعالمية.
حركية «سلبية» و 10 فرق تبحث عن مدربين
دخلت أغلب الفرق مرحلة التحضير للموسم الجديد وسط «فوضى» واضحة، بعدما قررت 10 فرق التخلي عن مدربيها لأسباب متباينة، والبداية كانت من مولودية الجزائر، التي رغم تتويجها بلقب البطولة الوطنية تحت قيادة التونسي خالد بن يحي، إلا أن هذا الأخير قرر المغادرة، عقب الانتقادات التي طالته من بعض الأنصار الرافضين لأسلوب لعبه، وغادر بن يحي رفقة طاقمه بعد لقاء نجم مقرة الأخير، ليشرع الرئيس حكيم الحاج رجم في مفاوضات مع عدة مدربين أجانب، على غرار الجنوب إفريقي رولاني موكوينا والفرنسي هيبارت فيلود، والتونسي معين الشعباني.
أما اتحاد الجزائر، فكان سباقا إلى التغيير حتى قبل نهاية الموسم، حين قرر فسخ عقد البرازيلي ماركوس باكيتا، بعد فشله في تلبية تطلعات الإدارة، التي سبق وأن جربت التونسي نبيل معلول دون نتائج تذكر، وتم تعيين محمد لاسات بشكل مؤقت، ليقود الفريق للتتويج بكأس الجمهورية، لكنه لن يواصل مهامه، بعدما قررت الإدارة التوجه مجددا نحو مدرب أجنبي.
ولم يختلف الوضع كثيرا في النادي الرياضي القسنطيني، حيث غادر المدرب خير الدين مضوي مع نهاية الموسم، رغم كونه أحد اثنين فقط حافظا على منصبه طيلة الموسم المنقضي، إلى جانب سمير زاوي مدرب جمعية الشلف، وقد سارعت الإدارة إلى التعاقد مع البوسني البلجيكي روسمير سفيكو، ليكون أول مدرب أجنبي للفريق منذ سنوات.
وفاق سطيف بدوره تخلص من خدمات التونسي نبيل الكوكي، بعد موسم كارثي، واستنجد بالتقني الألماني أنطوان هاي، ليكون ثالث مدرب ألماني ينشط في البطولة بعد جوزيف زينباور (شبيبة القبائل) وسعد راموفيتش (شباب بلوزداد).
من جهته، فضل نجم بن عكنون الصاعد حديثا للقسم الأول، تغيير مدربه محمد مانع، رغم قيادته الفريق للصعود، وعيّن بدله منير زغدود، في قرار يعكس عدم الاعتماد على نتائج الماضي في تقييم الطواقم الفنية.
وفي مولودية البيض، قرر المدرب لطفي عمروش المغادرة، رغم الموسم الرائع الذي قاد فيه الفريق إلى المربع الذهبي لكأس الجمهورية، ليلتحق بفريق أولمبي أقبو، الذي واصل سياسة تدوير المدربين، بعد أن استعان الموسم الفارط بكل من لافان، زغدود والتونسي بوعكاز.
وقرر اتحاد خنشلة هو الآخر فك الارتباط مع المدرب حسين آشيو فور نهاية الموسم، في خطوة تمهيدية للتعاقد مع مدرب أجنبي ذي جنسية أوروبية، حسب معلومات استقتها النصر من مصادر مقربة من الرئيس وليد بوكرومة.
وأنهت جمعية الشلف علاقتها مع سمير زاوي، وهي في مفاوضات متقدمة مع مدرب أجنبي، لتضيف اسمها إلى قائمة الفرق التي تخلت عن الطاقم الفني المحلي، أما شباب مستقبل الرويسات، فقد استغنى عن خدمات المدرب زموري، صاحب الإنجاز التاريخي بقيادة الفريق للصعود لأول مرة في تاريخه إلى المحترف الأول، رغم قناعة الرئيس لعروسي بعدم جدوى التعاقد مع مدرب أجنبي، مفضلا الإبقاء على تقني محلي.
زينباور وراموفيتش.. الاستثناء الألماني يفرض نفسه
وسط هذا الزخم من التغييرات، نجح مدربان ألمانيان في فرض نفسيهما كأسماء ثابتة في البطولة الوطنية، ويتعلق الأمر بجوزيف زينباور، مدرب شبيبة القبائل، الذي أعاد «الكناري» إلى الواجهة بقوة، بعدما قاده إلى التأهل للمشاركة في دوري أبطال إفريقيا، وهو الإنجاز الغائب عن الفريق منذ سنوات، حيث ترك زينباور بصمته بأسلوب هجومي فعال وقراءة دقيقة للمباريات، ليُعوّض البداية الكارثية مع عبد الحق بن شيخة الذي انسحب مبكرا.
من جانبه، أبان سعد راموفيتش عن كفاءة عالية مع شباب بلوزداد، الذي قدم معه مستويات جميلة، رغم خروجه خالي الوفاض، بخسارة نهائي كأس الجمهورية ونهائي «السوبر»، إضافة إلى الإقصاء من دوري الأبطال، ومع ذلك، جددت الإدارة ثقتها فيه، بالنظر للعمل الكبير الذي قدمه.
أربعة مدربين جزائريين حافظوا على مناصبهم
رغم أن المدرب الجزائري أثبت في أكثر من مناسبة قدرته على صناعة الفارق وتقديم الإضافة، إلا أن حضوره في البطولة الوطنية لا يزال دون التطلعات، بدليل أن 4 فرق فقط من أصل 16 جددت الثقة في مدرب محلي مع بداية الموسم الجديد، حيث يعكس هذا الرقم حجم الأزمة في خيارات الأندية، ويمثل استمرارا لحالة من التقليل من شأن الكفاءة المحلية، في وقت يُمنح فيه المدرب الأجنبي، فرصا متكررة وأحيانا بإنجازات أقل.
البداية من عبد القادر عمراني، الذي تمكن من إنقاذ مولودية وهران من السقوط، بعد التحاقه في مرحلة حرجة، ورغم ضيق الوقت، أعاد ترتيب البيت، ونجح في ضمان البقاء قبل نهاية الموسم، لتقرر الإدارة منحه فرصة جديدة، وهو الآن بصدد وضع اللبنات الأولى لفريق جديد قادر على التنافس بقوة هذا الموسم.
من جهته، فرض بلال دزيري نفسه بقوة مع نادي بارادو، حيث قاد الأكاديمية لتحقيق واحدة من أفضل نتائجها مؤخرا، بإنهاء الموسم في المركز الرابع، بفضل أسلوب لعب هجومي وجماعي، نال إعجاب المتابعين والنقاد على حد سواء، وكان نجاحه كافيا لإقناع الإدارة بضرورة مواصلة العمل معه، في أفق تطوير المشروع الرياضي للفريق، أما مصطفى جاليت، فقد أكد بدوره علو كعبه مع شبيبة الساورة، بعدما أنهى الموسم في المركز الخامس بنفس رصيد نقاط نادي بارادو (41 نقطة)، ونجح جاليت في توظيف عناصره بذكاء رغم محدودية الخيارات، وتمكن من فرض استقرار تكتيكي كان له دور كبير في حصد نتائج إيجابية، جعلت منه أحد الأسماء الشابة البارزة في الساحة التدريبية الوطنية.
وأخيرا، نجد نذير لكناوي، الذي قاد ترجي مستغانم لتحقيق البقاء في أول موسم لهم بعد العودة إلى قسم الأضواء، ورغم صعوبة المهمة والضغوط الكبيرة، عرف التقني العنابي كيف يُسيّر المرحلة بذكاء وواقعية، ليحظى بثقة الإدارة التي قررت تمديد تجربته، إيمانا منها بأن الاستمرارية هي مفتاح النجاح.
المدرب الأجنبي يعود بقوة والمدرسة الألمانية في الواجهة
اللافت في موجة التغييرات أن جل الفرق التي تبحث عن مدربين جدد تميل هذه المرة للتعاقد مع مدربين أجانب، خصوصا من المدرسة الألمانية، التي تألقت الموسم المنقضي، وهو ما شجع وفاق سطيف على التعاقد مع الألماني أنطوان هاي، كما كان النادي الرياضي القسنطيني قريبا من التعاقد مع تقني ألماني آخر، توميسلاف ستيبيتش، قبل أن يتراجع ويختار البوسني سفيكو.
ويُظهر هذا التوجه تحولا في عقلية إدارات الأندية، التي بدأت تبتعد عن الأسماء التقليدية من المدرسة التونسية والفرنسية، لصالح خيارات أوروبية جديدة.
غياب الاستقرار الفني.. المشكلة المزمنة
وأمام كل هذه التحركات، يتأكد أن غياب الاستقرار الفني لا يزال العنوان الأبرز في البطولة الجزائرية، رغم مرور أكثر من عقد ونصف على دخول الاحتراف، و 10 فرق من أصل 16 غيّرت طواقمها الفنية، بعضها غيّر أكثر من مدرب خلال نفس الموسم، في مشهد يعكس غياب رؤية رياضية واضحة طويلة المدى، واستمرار منطق التغيير السريع عند أول أزمة أو احتجاج جماهيري.
وفي وقت تتميز فيه كبرى الفرق العربية والعالمية بالثبات والاستقرار، نجد أن أغلب فرق الجزائر لا تمنح الوقت الكافي، للمدرب لبناء مشروع فني متكامل، وهو ما يفسر تراجع مستوى المنافسة القارية وتذبذب النتائج محليا. سمير. ك

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com