واصل نجم الخضر، أمين غويري، فرض اسمه كأحد أبرز لاعبي مارسيليا في الشطر الثاني من الموسم، بعد أن قاد فريق الجنوب الفرنسي سهرة أمس الأول إلى فوز ثمين أمام لوهافر بنتيجة 3-1، ضمن الجولة الأخيرة من الدوري الفرنسي، مؤمّنا بذلك تأهل «لوام» إلى دوري أبطال أوروبا رسميا.
غويري، الذي انضم إلى مارسيليا في الميركاتو الشتوي الماضي قادما من نادي رين، رد بقوة على كل الانتقادات التي رافقت صفقة انتقاله، حيث وقع على نصف موسم استثنائي سجل خلاله 10 أهداف و قدم 3 تمريرات حاسمة خلال 13 مباراة فقط في الدوري.
وما يضاعف من قيمة هذه الأرقام أن مهاجم الخضر سجل 6 أهداف كاملة في آخر 3 مباريات فقط، مؤكدا جاهزيته في الأوقات الحاسمة، ومساهما بشكل مباشر في العودة التاريخية لمارسيليا إلى دوري الأبطال بعد غياب لعدة سنوات.
وبهذه الحصيلة، بات غويري أول لاعب في تاريخ مارسيليا يسجل 10 أهداف بعد انضمامه في فترة الانتقالات الشتوية، متجاوزا الرقم السابق للبولندي أركاديوش ميليك، الذي سجل 9 أهداف في النصف الثاني من موسم 2020–2021، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فغويري بات على بعد هدف واحد فقط من معادلة رقم الدولي السابق جمال بلماضي، كأكثر اللاعبين الجزائريين تسجيلا في تاريخ «لوام»، حيث يملك الأخير 11 هدفا في 72 مباراة، بينما يملك غويري 10 أهداف في 13 مواجهة فقط.
وفضلا عن كل هذا، سجل غويري مقصية عالمية في مرمى بريست أسهمت بفوزه بلقب أفضل لاعب في شهر فيفري في فريق ماسيليا، وسيكون هذا الهدف منافسا على الأفضل في الدوري الفرنسي هذا الموسم، كما قد يرشح للمنافسة على جائزة بوشكاش.
تألق غويري اللافت لا يصب فقط في مصلحة ناديه، بل يعزز من قوة المنتخب الوطني أيضا، حيث أصبح من ركائز الخط الأمامي تحت إشراف المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، إذ يتقاسم غويري صدارة هجوم الخضر مع محمد أمين عمورة، مهاجم نادي فولفسبورغ الألماني، في انتظار استحقاقات قادمة تتطلب مزيدا من الحسم والفعالية.
وفي عمر لا يتجاوز الخامسة والعشرين، يقدم غويري مستويات تجعله مرشحا فوق العادة للفت أنظار أندية أوروبية كبرى، وإذا واصل الأداء بنفس النسق، فقد يجد نفسه قريبا من الانتقال إلى ناد أكبر في أوروبا، خاصة مع الإشادات المستمرة التي يتلقاها من داخل وخارج فرنسا.
وأثبت المدرب الإيطالي روبيرتو دي زيربي، الذي أصر على التعاقد معه رغم الانتقادات، صحة رهانه، وأشاد في تصريحات سابقة بقدرات غويري، حتى أنه قارن بينه وبين كريم بنزيمة من حيث الذكاء التحركي وبعض الصفات الفنية، ليجد مارسيليا في غويري «قناصا حقيقيا» يصنع الفارق عند الحاجة.
وفي لقاء لوهافر الأخير، نال غويري تنقيط 9.1 من موقع « صوفا سكور»، بعد أداء عالمي تجلى في تحركاته، حسّه التهديفي، وتمريراته الدقيقة، وهو لاعب لا يتوقف عن الإبداع والإقناع، وبدأ بالفعل كتابة فصل جديد من تاريخه الكروي مع مارسيليا، الذي وجد فيه مايسترو هجوميا يعيد إليه الهيبة الأوروبية.
سمير. ك