حقق وفاق الشط صعودا تاريخيا إلى الجهوي الأول لرابطة عنابة، بعد تتويجه بلقب بطولة الجهوي الثاني في مجموعتها الأولى، في إنجاز وجد طريقه إلى التجسيد ميدانيا في آخر جولة من البطولة، حيث استغل الوفاق فرصة اللعب داخل الديار، لينتزع فوزا عريضا على حساب الضيف اتحاد بورياشي يوسف برباعية، كان وزنه ترسيم الصعود، وانطلاق الأفراح.
تتويج أبناء الشط باللقب، كان بعد «سوسبانس» كبير، لأن التنافس على التذكرة المؤدية إلى الجهوي الأول، كان على أشده بين 3 أندية على مدار 28 جولة، لكن خروج اتحاد بورياشي يوسف من السباق قبل جولتين أبقى المعادلة ثنائية الأطراف، وبأفضلية لوفاق الشط على حساب اتحاد الحجار، تمثلت في هامش مناورة لا يتعدى النقطة الواحدة، وعليه فإن نهاية الموسم كانت على وقع ريتم سريع، ليتربع الوفاق على عرش الصدارة، بعد تحصيله 75 نقطة، وعلى بعد خطوة وحيدة من الوصيف الحجار.
وكانت المباراة الختامية مهمة جدا للطرفين، إلا أن وفاق الشط حسمها برباعية داخل الديار، لتكون صافرة النهاية التي أطلقها الحكم رحامينة بمثابة إشارة انطلاق للاحتفالات، في أجواء خرافية كانت بدايتها من الملعب، وامتدت إلى شوارع المدينة، التي اكتست حلة مميزة باللونين الأسود والأبيض، مع استعادة ذكريات الفقيد أيمن لافي، الذي كان من تعداد الفريق هذا الموسم، لكنه التحق بالرفيق الأعلى مع بداية مرحلة الإياب إثر حادث مرور، فكانت فرحة الصعود هدية لروحه الطاهرة، حيث تذكره زملاؤه والأنصار، وكانت صورته حاضرة بقوة في محيط الملعب.
واللافت للانتباه أن تتويج وفاق الشط كان بعد مشوار استثنائي، على اعتبار أنه لم يتجرع مرارة الهزيمة سوى في مناسبة واحدة على مدار موسم كامل، وكانت في الجولة 15 ببورياشي يوسف بنتيجة (2 / 1)، بينما نجح في إحراز 23 فوزا، منها 9 خارج الديار، وتعثر في مقابلة واحدة بملعبه، لما تعادل بهدف لمثله مع اتحاد الحجار في الجولة 21، وقد انتزع الصدارة هجوميا، بهز شباك منافسيه في 90 مرة، منها أثقل نتيجة في الموسم، لما فاز على جيل سيدي سالم (15 / 1)، في حين تلقى حارسه بوعلي صالح 10 أهداف، ليتقاسم الوفاق الصدارة «دفاعيا» مع الحجار بنفس الحصيلة.
إلى ذلك، فإن وفاق الشط كتب صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم الجزائرية، بفضل رئيسته سارة أجدار، التي أصبحت ثاني امرأة على الصعيد الوطني تنجح في قيادة فريق «رجالي» لتحقيق انجازات تاريخية، بعد السيد زوليخة زيتوني، التي كانت قد بصمت على مشوار استثنائي مع فريق فتح بن عبد المالك رمضان، ببلوغ قسم ما بين الجهات وكذا الدور 16 من منافسة كأس الجزائر، ولو أن أجدار انطلقت بمشروعها الرياضي من نقطة الصفر، وكسرت كل «الطابوهات»، لتقود وفاق الشط لاقتطاع تأشيرة الصعود لموسمين متتاليين، لأن الوفاق كان ينشط في شرفي الطارف، وقد اتخذ من مغامرته القصيرة في الجهوي الثاني محطة عبور فقط، ليحط الرحال في الجهوي الأول لرابطة عنابة، في «ديناميكية» كانت من ثمار استراتيجية العمل المنتهجة، وكذا الاستقرار الكبير الذي يعرفه النادي من جميع الجوانب، بدليل أن المدرب محمد عربية يبقى مهندس الصعود في مناسبتين، والتعداد لم يتغير كثيرا، فكانت النتيجة كسب الرهان أمام منافس عنيد، بحجم اتحاد الحجار، الذي لم ينهزم طيلة موسم كامل، لكن ذلك لم يشفع له بتحقيق العودة إلى الجهوي الأول.
ص / فرطاس
