غيّب الموت بمدينة تبسة، صبيحة أمس الجمعة، الشيخ، أحمد بن الطيب باشا، العالم العارف والمصلح والفقيه والمربي والمدير المثقف، قامة من قامات تبسة وعالم في المذهب المالكي، بعد حياة مليئة بالأعمال الصالحة والجليلة، عن عمر ناهز 92 سنة.
الفقيد من مواليد بلدية مرسط، حفظ القرآن الكريم منذ نعومة أظفاره، ثم التحق بمدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، حيث نهل منها العلوم الشرعية واللغة العربية ورعى الأغنام لجني النقود الزهيدة للرحيل إلى جامع الزيتونة المعمور للنهل من منابع علمائه الغزيرة، ليعود داعيا ومناصرا ومشاركا في الثورة المظفرة التي دحضت الاستعمار الفرنسي، ثم أخذ المشعل مع بقية شعبه وأهله في الاستقلال لحمل راية ولواء البناء والتشييد، فلم يترك الأرياف والمداشر والقرى والمدن لنشر العلم والمعرفة وأينما صوبت وجهتك وجدته صنديدا من صناديد البناء والتوعية والتعليم والتثقيف والقضاء بين الناس في الأحوال الشخصية والمواريث والإرشاد الديني. الفقيد جمع كل الخصال الحميدة التي أهلته لأن يكون واعظا ومرشدا وعاش مربيا وناصحا ومرشدا وداعيا إلى الخير وسباقا إلى الصلح والمصالحة والتأليف بين المتخاصمين، كما كان من فطاحل اللغة العربية، فهو موسوعة في العلم والتربية والأدب العربي، يمتعك بكلامه شعرا ونـثـرا وكم له من لطائف وقد عمل بعد التدريس مديرا لمتوسطة ببلدية الكويف لسنين طويلة، قبل أن يتقاعد، ليتفرغ بعدها إلى إمامة المصلين والتدريس في المساجد وكان مثالا للانضباط والأخلاق، كما كان معلما وإداريا محنّكا. وأمام هذا المصاب الجلل، تقدم والي الولاية باسمه الخاص ونيابة عن الهيئة التنفيذية بالولاية، بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى أسرة الفقيد كافة وإلى سكان ولاية تبسة عامة، داعيا الله العلي القدير، أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه وأن يسكنه فراديس جنانه وينزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ويلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
ع.نصيب
