بدأت المياه الباردة المنعشة، تنساب عبر مجرى وادي سيبوس الكبير بقالمة، قادمة من سد بوحمدان، بعد قرار اتخذته وزارة الموارد المائية لإنقاذ حقول الطماطم الصناعية، و حقول دوار الشمس، التي تواجه الجفاف و الحرارة الشديدة، منذ نحو شهر.
و قالت إدارة الديوان الوطني للسقي بقالمة، للنصر يوم السبت، بأن الكمية المزمع إطلاقها من السد الكبير، قد تصل إلى 11 مليون متر مكعب، بنهاية موسم السقي شهر أوت القادم، و ستكون كافية لتغذية الحقول العطشى، التي قاربت مرحلة النضج و الجني.
و رغم الجفاف المتواصل، الذي يعرفه سد بوحمدان، فإن عملية الإطلاق كانت خيارا صعبا لكنها تتسم بالحذر الشديد.
و بعد عملية الإطلاق، عادت محطات الضخ للاشتغال على امتداد نهر سيبوس، لتغذية حقول الطماطم الصناعية و حقول دوار الشمس، و بساتين الأشجار المثمرة، التي تحتاج هي الأخرى لكميات معتبرة من المياه.
و يعمل المهندسون على صيانة خطوط الإمداد، و الشبكات وسط الحقول، لمنع التسربات و معالجة الانكسارات، حتى لا تضيع المياه الثمينة، و تصل بكميات كافية لمواقع التوزيع، و شبكات السقي بالتقطير، و هي تقنية مجدية لمواجهة الإجهاد المائي، و منع الهدر، و ضمان النمو الجيد للمحاصيل الزراعية.
و يتعرض سد بوحمدان، الذي تبلغ قدرته نحو 185 مليون متر مكعب من المياه، لإجهاد كبير بسبب نقص الأمطار، و كذلك بسبب الاستهلاك المتزايد، حيث يغذي نصف سكان الولاية تقريبا، بمياه الشرب، إلى جانب سقي المحاصيل الزراعية الموسمية.
و لمواجهة هذا الوضع المائي الحرج بولاية قالمة، تقرر بناء نظام لتحويل مياه وادي الشارف إلى سد بوحمدان، لتعويض النقص الناجم عن قلة التساقط بحوض المصب، الذي تحول إلى منطقة شبه قاحلة، بسبب التغيرات المناخية المتسارعة، حيث أصبح من النادر سقوط الثلوج بالمنطقة، في السنوات الأخيرة، و تراجعت معدلات التساقط في فصل الشتاء، إلى أدنى المستويات.
و تعمل مديرية الموارد المائية بقالمة، على مشروع ضخم لجلب مياه البحر المحلاة، و التنقيب عن المزيد من المياه الجوفية، لتوفير مياه الشرب، و تخفيف الضغط عن سد بوحمدان، و تخزين المزيد من مياه السقي، الموجهة لإنتاج الغذاء، بواحدة من أخصب الأراضي الزراعية بشرق البلاد.
فريد.غ