قامت مديرية الأشغال العمومية لولاية عنابة، ببعث مشروع طريق الكورنيش الجديد الرابط بين رأس الحمراء ووادي بقراط، على مسافة 8 كلم، بإسناد أشغال شق الطريق لشركة «بن عطية»، بعد تخلي شركة «آلترو» عن المشروع منذ شهر مارس 2024، بسبب إضراب عمالها، ما استدعى فسخ العقد وإعادة إطلاق مناقصة جديدة للبحث عن شركة انجاز قادرة على إتمام المشروع.
وقد أعطى والي عنابة، عبد القادر جلاوي، أمس، إشارة إعادة انطلاق الأشغال بهذا الطريق الحيوي، الذي عرف تأخرا فادحا في التسليم، رغم المرافقة والتسهيلات التي منحتها السلطات المحلية والمركزية لشركات الإنجاز، حيث لجأت مديرية الأشغال العمومية لسحب المشروع من شركة «آلترو»، بسبب إخلالها بالشروط التعاقدية وآجال التسليم ومغادرة الورشة دون سابق إنذار شهر رمضان الماضي، حيث توقفت أشغال شق الطريق عاما كاملا، فيما واصلت مؤسسة «صابطا» إنجاز المنشآت الفنية من جسور ومساند إسمنتية وغيرها.
وبحسب مديرية الأشغال العمومية، فإن ورشة الإنجاز التي تشرف عليها «صابطا»، تعرف تقدما والمتعلقة بصب خرسانة جدران الإسناد على كامل مسار الطريق، كما تسير أشغال حفر وصب الخرسانة في المنطقة المنزلقة، بوتيرة جيدة وتشارف على الانتهاء بنسبة 98 بالمائة.
أما في ما يتعلق بالمنشآت الفنية، فيجري إنجاز الجسر الأول بطول 460 مترا والقيام بأشغال التسليح على المستوى السطحي للجسر وكذا صب الخرسانة بنسبة إنجاز تتراوح ما بين 80 و 100 بالمائة، كما يعرف الجسر الثاني عملية صب الخرسانة بالروافد، بعد إنجاز الأعمدة بطول 220 مترا.
ووفقا لذات المصدر، فإن أشغال الردم والحفر وإزالة الأتربة السطحية والأحراش، كانت متوقفة بين المقاطع، بسبب مغادرة شركة «آلترو»، بينما ما زالت الأجزاء المتبقية من مسار الطريق لم تنطلق بها الأشغال.
وفي ذات السياق، عاين والي عنابة، عبد القادر جلاوي، ورشات الإنجاز كما عقد لقاءات بمسيري شركتي «بن عطية» و»صابطا»، المشرفتان على مشروع إنجاز الطريق الساحلي الجديد، حيث حرص على ضرورة مضاعفة فرق العمل والمجهودات لاستكمال ما تبقى من أشغال هذا المشروع الذي عرف تأخرا منذ إعادة انطلاقه سنة 2018، كما حرص الوالي على تدارك التأخر الحاصل في شق الطريق من قبل المؤسسة الجديدة، التي أسندت لها الأشغال .
وحسب الرزنامة المتفق عليها، فقد كان مقررا رفع نظام العمل إلى 2×8 ساعات لتدارك التأخر، للانتهاء من الأشغال خلال 15 شهرا ومع توقف شركة «آلترو»، سيتأخر استلام المشروع مجددا.
وحسب مديرية الأشغال العمومية، فإن تأخر المشروع في الفترة الماضية، يعود لإعادة التقييم التقني لبعض المنشآت الفنية التي تم إنجازها ومنها الجسور وكذا وضعية المسار، حيث ظهرت عيوب خلال عملية الإنجاز وقدمت حلولا تقنية بالتنسيق مع مؤسسة الإنجاز، يجري تنفيذها لاستكمال المشروع.
وتمت إعادة بعث المشروع من جديد، بعد رفع التجميد عنه، حيث أنجز الطريق في المرحلة الأولى على مسافة 2 كلم، لتستأنف الأشغال مجددا في سنة 2021، لاستكمال الأشطر المتبقية على مسافة 6 كلم، غير أن شركتي الإنجاز اصطدمتا بصعوبات تقنية في الميدان، تتعلق بالخصوصية الجيولوجية الصعبة للمنطقة التي تتميز بالارتفاع والانحدار في نفس الوقت، ثم رسم أسهل مسار لكي يمر عليه الطريق، مع مراعاة تخصيص مساحات تسمح للمستثمرين بإنجاز مشاريعهم الخدماتية.
ووفقا لمصادرنا، فإن المشروع المسجل منذ سنة 2008، مسه التجميد بسبب الأزمة المالية التي عرفتها البلاد وتمت إعادة بعثه من جديد كأولوية لربط منطقة التوسع السياحي للخليج الغربي مع بعضها، كما يكتسي أهمية بالغة لتخفيف الضغط عن الطريق القديم، خاصة في فصل الصيف وكذا تنمية القطاع السياحي وتوفير الأوعية العقارية للمشاريع الاستثمارية بالواجهة البحرية، باعتباره طريقا استراتيجيا من شأنه بعث المشاريع السياحية واستغلال المناظر الخلابة في إنجاز مرافق للنزهة والترفيه.
ويدخل الطريق أيضا في إطار منطقة التوسع السياحي لواد بقراط، حيث صدر تصنيفها في الجريدة الرسمية، لتكون قطبا للاستثمارات السياحية بالولاية.
حسين دريدح
