تتسارع وتيرة الإنجاز على مستوى محطة تحلية مياه البحر بمنطقة تغرمت في ولاية بجاية، بهدف استلامها في أقرب الأجال، مع اكتمال الأشغال الهندسية المدنية وتوريد أغلب المعدات الثقيلة وإجراء المرحلة التجريبية للتدفق البحري نحو حوض التجميع، في إطار برنامج المشاريع الكبرى لمواجهة خطر الجفاف والتغيرات المناخية وضمان الأمن المائي .
وتشرف الأشغال على مراحلها النهائية، حسب ما أفادت به مصالح ولاية بجاية، في بيانها حول معاينة الوالي للمشروع خلال الساعات الفارطة وقبلها إشرافه على تركيب المعدات بعد نقلها من ميناء بجاية وعمليات شحن قنوات جر المياه وإنهاء الأشغال البحرية، ما سمح باطلاق مرحلة التدفق الأولية للمياه نحو حوض التجميع والتي تعد خطوة أولية ومحورية لتشغيل محطة تحلية مياه البحر ووضعها قيد التجارب التقنية على مراحل .
وقالت خلية الإعلام بديوان ولاية بجاية في بيان لها، أنه وفي إطار متابعة تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية بشأن مشاريع التنمية، فقد قام كمال الدين كربوش والي ولاية بجاية، بزيارة ميدانية لمحطة تحلية مياه البحر بتغرمت ببلدية توجة، للوقوف على مدى تقدم الأشغال والتي جاءت عقب زيارات تفقدية سابقة، بهدف ضمان إتمام المشروع في أقرب الآجال.
و حرصا على تطبيق التعليمات والإسراع في إتمام ما تبقى من أشغال وتحضيرات لدخول هذا المشروع الحيوي حيز الخدمة، فقد رافق الوالي خلال زيارته المدير العام للمؤسسة الوطنية للقنوات ومستشار الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك ومسؤول الشركة الجزائرية للطاقة وعدد من المدراء التنفيذيين المعنيين، حرصا على تحمل المسؤوليات وتسريع وتيرة الأشغال .
واستمع الوالي إلى شروحات مسؤول الشركة الجزائرية للطاقة حول مراحل تقدم المشروع وشدد على ضرورة مضاعفة الجهود ورفع وتيرة الإنجاز، مؤكدا على أهمية هذا المشروع الاستراتيجي في توفير المياه الصالحة للشرب لسكان ولاية بجاية، في ظل البرنامج الاستعجالي الذي أطلقته الحكومة لمواجهة أزمة المياه، ببلديات الولاية، و توسيع الاستفادة من مزايا هذا المشروع الضخم مستقبلا إلى الولايات المجاورة، على غرار ولاية برج بوعريريج التي تعاني هي الأخرى من شح في المياه الباطنية والسطحية.
وتصل قدرة إنتاج هذه المحطة إلى 300 ألف متر مكعب يوميا، أي ما يعادل 3 ملايين لتر، ما سيساهم بشكل كبير في توفير المياه للساكنة بالكميات الكافية وضمان موردها الرئيسي من البحر، ما يعفي المصالح المعنية والقطاع من التبعية المناخية، والتقلبات والاختلالات في مخزون المياه الجوفية وبالسدود، الناجمة في الغالب عن شح معدلات التساقط، كما ستساهم حسب ما أفادت به ذات المصالح في التخفيف من معاناة المواطنين وتحسين خدمة التزويد بالمياه الصالحة للشرب لكافة بلديات الولاية.
وتشهد الأشغال تقدما ملحوظا، لاسيما بعد اتخاذ الإجراءات الأخيرة في الزيارات التفقدية للمحطة على مدار الأسابيع والأشهر القليلة الفارطة، حيث تم تدعيم المشروع بالوسائل المادية والبشرية، بما في ذلك تدعيم التأطير البشري باليد العاملة المؤهلة، بحوالي 800 عامل وخبراء جزائريون في مجال تحلية مياه البحر، فضلا عن ضبط جميع الترتيبات على مستوى رصيف ميناء بجاية المخصص لاستقبال البارجة البحرية والمعدات اللازمة للمحطة.
وبلغت الأشغال مراحلها النهائية، إذ شملت تركيب المعدات بعد نقلها من ميناء بجاية وشحن وتركيب قنوات جر المياه وإنهاء الأشغال البحرية، مع اكتمال الأشغال الهندسية المدنية وتوريد أغلب المعدات الثقيلة، ما سمح بالقيام بالتجارب الأولية، كما تولي الإدارة المسيرة للمشروع أهمية للعامل البشري، من خلال تدريب العمال والفنيين على عمليات الصيانة والمتابعة.
وتجدر الإشارة، إلى أن الجزائر استثمرت خلال الفترة الأخيرة، في إنجاز 5 محطات لتحلية مياه البحر عبر الوطن، لتطليق معاناة أزمة المياه وشح مواردها، حيث أشرف رئيس الجمهورية على تدشين أربع محطات، بكل من ولايات وهران، تيبازة، الطارف، بومرداس في حين يرتقب تدشين محطة بجاية بعد شهر رمضان .
وكان رئيس الجمهورية، قد عبر عن أسفه لتأخر تدشين هذه المحطة إلى ما بعد شهر رمضان، خلافا لما كان مخططا له وذلك بالنظر إلى الصعوبات التي واجهت مقاولات ومؤسسات الإنجاز، جراء صعوبة الأرضية التي عطلت الأشغال وجعلتها تتأخر بحوالي شهر إلى شهر ونصف، مقارنة بالمحطات الأخرى التي تم تدشينها تباعا في الأسابيع القليلة الأخيرة.
ع/بوعبدالله
