انطلقت بقالمة، أمس الثلاثاء، حملة حصاد السلجم الزيتي لموسم 2025، من المزرعة النموذجية، ريشي عبد المجيد الواقعة ببلدية بلخير، وسط توقعات بتحقيق مردود جيد، بدعم من الظروف المناخية الملائمة وتحكم المهندسين في تقنيات هذه الزراعة الواعدة، التي تندرج في إطار المسعى الوطني، الهادف إلى تحقيق التنوع الزراعي والتحول نحو زراعات جديدة موجهة للصناعة الغذائية التحويلية.
و بعد إجراء تعديلات عليها، دخلت حاصدات «السامبو» الصفراء، ذات الصنع الجزائري الفنلندي المشترك، حقول السلجم الزيتي بسهل بلخير، و بدأت عملها بكفاءة عالية في حدود منتصف النهار، عندما ارتفعت درجة الحرارة، و فقد المحصول بعضا من الرطوبة المعيقة، حسب ما وقفنا عليه بموقع العمل. و قد تجهزت الحاصدات، بأنظمة قطع خاصة بهذا النوع من الزراعة، و أجرى المهندسون تعديلا على نظام الدرس و التصفية، لمنع الهدر، و المحافظة على جودة المحصول، الموجه لإنتاج الزيوت الغذائية. و قال إبراهيم بوستة، مدير المزرعة للنصر، بأنه تم حصد مساحة مخصصة لإنتاج البذور، تقدر بنحو 5 هكتارات، كتجربة سبقت الحملة الكبرى، التي بدأت فعليا نهار أمس الثلاثاء، حيث تمت العملية بنجاح، في أول تجربة تخوضها الجزائر، لإنتاج الجيل الأول من بذور السلجم الزيتي ( كولزا) و التوجه نحو تحقيق الاكتفاء الوطني من البذور، في غضون السنوات القليلة القادمة. و حسب مدير المزرعة النموذجية، ريشي عبد المجيد، التي أصبحت تسمى وحدة الإنتاج الفلاحي، بموجب التعديلات الجديدة، فإن معدل المردود بلغ نحو 30 قنطارا في الهكتار الواحد بالمساحة المخصصة لإنتاج بذور الجيل الأول من الكولزا، مؤكدا بأن إجمالي المحصول قد يصل إلى 150 قنطارا، و هي كمية هامة تكفي لتغطية مساحة تقارب 5 آلاف هكتار الموسم القادم، بالولايات النموذجية، التي اختيرت لهذه الزراعة الاستراتيجية، التي لا تقل أهمية عن القمح، و تبلغ مساحة السلجم الزيتي بمزرعة ريشي عبد المجيد، نحو 211 هكتارا، أصبحت كلها جاهزة للحصاد، بعد ان بلغت مرحلة النضج، و من غير الممكن، حسب المهندسين، تأخير عملية حصاد السلجم الزيتي، فهو محصول معرض للفقد، تحت تأثير الظروف المناخية الشديدة، كالأمطار و الحرارة القوية، التي تؤدي إلى انفتاح العناقد، و سقوط حبات السلجم.
و قد تم تجميع محصول الجيل الأول من بذور السلجم الزيتي بمستودعات المزرعة لتجفيفه قبل تعبئته في الأكياس العملاقة، و نقله إلى مواقع التخزين الملائمة حتى يكون جاهزا للبذر الموسم القادم، بينما سيحول محصول الاستهلاك مباشرة إلى مصانع التحويل، لإنتاج الزيوت النباتية الغذائية، التي كلفت الجزائر قدرات مالية كبيرة لاستيرادها من الخارج.
فريد.غ