أكد مدير الثقافة والفنون بولاية خنشلة، محمد العلواني، في تصريح للنصر، أمس، أن حفريات علمية قام بها فريق مختص، مكنت من اكتشافات أثرية في موقع ضفاف سد بابار، ضمت فسيفساء تحتوي على رسومات أشخاص وحيوانات، فيما سيتم، قريبا، إجراء حفريات علمية ثانية بموقع قصر بغاي.
وأوضح المسؤول، أن فريق بحث مختص، قام، مؤخرا، بحفريات علمية بموقع ضفاف سد بابار ولاية خنشلة، برئاسة الدكتور، عريفي إلياس، تبعا لرخصة البحث الأثري الصادرة من وزارة الثقافة والفنون، لفائدة المركز الوطني للبحث في علم الآثار، حيث تمت العملية التي سخرت لها كل الوسائل اللازمة على مدار أسبوعين، تحت إشراف ومتابعة من مديرية الثقافة والفنون بخنشلة، بحضور إطارات المديرية والمتحف العمومي الوطني وكذلك المسؤولين المحليين، على غرار رئيسي دائرة وبلدية بابار وإطارات إدارة سد بابار، تم خلالها إجراء مسح أثري بالموقع، لمعرفة طوبوغرافيته والبحث عن لقى أثرية، لتحديد بدقة الفترات التاريخية التي عرفها وجمع أكبر قدر من المعطيات الأثرية عنه.
حيث تم من خلال الحفرية العلمية، اكتشاف منزل ريفي تم الكشف عنه جزئيا، يحتوي على أرضية بضفاف سد بابار، بها فسيفساء بطول يقدر بـ 8 أمتار وعرض 4 أمتار، يعتقد أنها تعود إلى فترة زمنية تتراوح ما بين العقدين الثالث والخامس ميلادي وتحتوي على رسومات لأشخاص وحيوانات والتي تحاكي مشهدا ميتولوجيا يعكس الحياة اليومية التي كان يعيشها صاحب المنزل وقد وصل عمق الحفر الذي تم إجراؤه، إلى 1 متر و20 سنتيمترا.
وأكد لنا مدير الثقافة، أن تقريرا مفصلا تم إعداده من طرف الفريق المختص من المركز الوطني للبحث في علم الآثار، عن الموقع الذي يعتبر اكتشافا مهما ويشكل إضافة في الخريطة الأثرية للولاية، نظرا لاحتوائه على شواهد تمكن الباحثين والخبراء من تحديد الفترة وكذا مساهمتها في إثراء الحقيبة العلمية بعد دراسة كامل الموقع، إضافة إلى إثراء المتحف العمومي الوطني بالولاية، من خلال اللقى التي يمكن نقلها بعد دراستها، لحمايتها من التلف والسرقة وثمن جهود المسؤولين المحليين للعمل التنسيقي المثمر وكذلك السلطات الأمنية بالولاية، لسهرهم على حماية المواقع ومرافقتهم للقطاع.
وكشف المسؤول، أن فريق بحث مختص من المركز الوطني للبحث، سيقوم قريبا بإجراء حفريات علمية ثانية بموقع قصر بغاي المعروف بقصر الكاهنة»، ببلدية بغاي، لتسليط الضوء عليه وجمع أكبر قدر من المعطيات والكشف عن خباياه الأثرية والتراثية وجعلها في متناول الأجيال، لتكون هذه العملية الثانية من نوعها بعد الحفريات التي تم إجراؤها شهر ماي من السنة الماضية والتي تم من خلالها العثور على لقى وقبور تعود إلى الفترتين البيزنطية والإسلامية، حيث تندرج هذه العملية في إطار تنفيذ القرارات المتخذة من الوزارة الوصية، بتسجيل مشروع علمي للقيام بحفريات والتنقيب بقصر بغاي لإعطاء تعريف دقيق لتاريخ ومميزات هذا الموقع الأثري الذي تم تصنيفه ممتلكا ثقافيا وطنيا سنة 1999.
كلتوم رابية