
استقبل ميناء عنابة، صبيحة أمس الثلاثاء، الباخرة السياحية « أس أش ديانا» ، على متنها 89 سائحا من مختلف الجنسيات، انطلقوا مباشرة في التعرف واكتشاف مختلف المسارات السياحية للولاية، بمرافقة وتأطير مصالح مديرية السياحة والصناعة التقليدية لولاية عنابة .
ويتكون الوفد السياحي من عدة جنسيات قادمين من بلجيكا، البرازيل، كندا، الولايات المتحدة الأمريكية، سويسرا، ألمانيا، الدانمارك، إيطاليا، روسيا و إسبانيا.
وحسب مديرية السياحة، فكانت المحطة الأولى ضمن برنامج المسار السياحي، زيارة كنيسة القديس أوغسطين، حيث أبدى الوفد السياحي إعجابه بهذا الصرح المعماري الديني الذي يعود تاريخ بنائه إلى أواخر القرن التاسع عشر ويمزج بين الطابعين العربي الإسلامي والروماني البيزنطي ويعكس الإرث التاريخي العريق لولاية عنابة وبالمدينة الأثرية، زاروا أثار هيبون الرومانية، معبرين عن مدى أهمية الموقع والمقومات السياحية التي تزخر بها المنطقة وما تحمله من إرث تاريخي يعكس عراقة المدينة ومكانتها السياحية.
وواصل الوفد السياحي الأجنبي زيارته باتجاه المسار السياحي لجبال الايذوغ، مرورا بالجسر الروماني المتواجد بقلب غابات سرايدي، منبهرين بالطبيعة العذراء والتنوع البيولوجي النباتي والحيواني، كما زاروا فندق المنتزه وإطلالته البانورامية، الذي سُجل كصرح معماري ضمن قائمة الجرد للتراث المادي. وغادر الوفد السياحي الأجنبي، مساء أمس، باتجاه الجمهورية التونسية.
وفي السياق، أصبحت المدينة الأثرية هيبون وكنيسة القديس أوغسطين، من أهم المسارات السياحية التي تستقطب السياح الأجانب إلى عنابة، حيث تعمل وزارة الثقافة والفنون على تحيين ملف تصنيف مسارات القديس أوغسطين، ضمن قائمة التراث العالمي، باعتباره أهم الشخصيات الدينية لدى الكنيسة الكاثوليكية، حيث ترعرع في مدينة هيبون بعنابة. وفي سياق ذي صلة، يبحث الحجاج المسيحيون في كل مرة لدى زيارتهم موقع هيبون، على المسار الكامل للقديس أوغسطين بهدف تتبعه، باعتباره ثاني شخصية دينية بعد «بولس الرسول» لدى المسيحيين.
وحسب إدارة متحف هيبون، يتم حاليا استغلال فرصة توافد المسيحيين للحج، تحت إطار السياحة الدينية، من أجل خلق مسار سياحي عالمي وقد ساعد نشاط بعض الوكالات السياحية في استقطاب الوفود السياحية الأجنبية، التي أصبحت تروج سياحيا لعنابة والجزائر، حيث تشير الأرقام التقريبية للزوار من مختلف البلدان الأوربية والأسيوية، إلى أن الحصيلة التي كان يحققها موقع هيبون في سنة، أصبح يحققها في أقل من شهر، حيث يصل السياح والحجيج المسيحيين بالمئات.
كما يجري التنسيق بين الموقع الأثري هيبون وكنيسة القديس أوغستين، في ما يتعلق بزيارة الوفود السياحية الأجنبية، كما يشاركون في مختلف الفعاليات الثقافية التي تنظم سنويا ومن بينها شهر التراث.
حسين دريدح