أشرف أمس والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، بمعية الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية علي منجلي على انطلاق مشروع بيئي واسع لغرس الشجيرات بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، وذلك بمناسبة الاحتفالات المخلدة ليوم العلم، حيث جرت العملية على مستوى الوحدة الجوارية رقم 5 بمحاذاة جامعة قسنطينة 3 صالح بوبنيدر، ومدخل المدينة، بمشاركة واسعة للمؤسسات العمومية الولائية والبلدية، إلى جانب مختلف المصالح الأمنية والجمعيات البيئية، فيما سيتواصل المشروع إلى غاية القضاء على الفضاءات الجرداء بالمدينة الجديدة.
العملية تندرج ضمن سلسلة من المبادرات التي أطلقتها مصالح الولاية خلال الأشهر الأخيرة للعناية بالغطاء الأخضر، بهدف تحسين الإطار البيئي والحضري بالمدينة الجديدة علي منجلي، وقد عرفت مشاركة مؤسسات بلدية وولائية عمومية محافظة الغابات، شركة سياكو، الحماية المدنية، والأمن الوطني لاسيما شرطة العمران، إضافة إلى جمعية الجزائر الخضراء فرع قسنطينة.
والي قسنطينة أكد في كلمته على أهمية هذه المبادرات ودورها في إعادة الاعتبار للمساحات الخضراء، مشددا على ضرورة متابعة عمليات الغرس عبر برامج منتظمة للسقي والصيانة، لاسيما وأن مختلف المؤسسات قد استفادت مؤخرا من عتاد مائي وصهاريج في إطار ميزانية الولاية، ما من شأنه دعم جهود حماية البيئة وتثبيت التربة وتحسين المنظر العام للمدينة.
وفي السياق ذاته، صرّح عزيز بشيري، المندوب البلدي لعلي منجلي 1، للنصر، بأن العملية تأتي في إطار خطة لتحسين المظهر الحضري للمدينة، مشيرا إلى أن الحملات المتواصلة أثمرت نتائج إيجابية وملموسة من حيث إعادة إحياء الفضاءات المهملة، بالتنسيق مع مختلف الشركاء من جمعيات ومؤسسات رسمية، وأضاف أن المجهودات التي يبذلها الوالي المنتدب وكذا الجمعيات التطوعية تستحق التنويه، بالنظر للروح الجماعية التي رافقت هذه الديناميكية الميدانية.
ودعا المتحدث، المواطنين و الفاعلين الجمعويين إلى التحلي بروح المواطنة والانخراط الإيجابي في جهود المحافظة على نظافة المحيط، وذلك من خلال احترام مواعيد رفع النفايات، وتفادي الرمي العشوائي، والمساهمة في حماية الفضاءات الخضراء التي تم إنجازها مؤخرا من طرف مؤسسة تهيئة علي منجلي، إذ سجل تدهور بعضها مؤخرا ، كما أكد على ضرورة أن يعمل المرقون العقاريون على مساعدة السلطات في إنجاز الفضاءات الخضراء وغرس الأشجار بالمدينة.
ورغم هذه الجهود التي بدأت تظهر نتائجها تدريجيا على مستوى بعض الوحدات الجوارية، إلا أن واقع الفضاءات الخضراء بعلي منجلي لا يزال دون المستوى المأمول، بسبب غياب خطة استراتيجية فعالة وشاملة لمواكبة الامتداد السكاني المتسارع الذي تعرفه المدينة الجديدة، فالحملات الحالية، رغم أهميتها، تبقى حلولا ظرفية لا يمكن أن تعوض غياب رؤية عمرانية واضحة ومستدامة.
ويأمل سكان المنطقة أن تفضي هذه المبادرات إلى إطلاق برنامج متكامل يعيد رسم خريطة المساحات الخضراء بعلي منجلي وفق معايير بيئية وهندسية مدروسة، بما يتماشى مع طموحاتهم في العيش في محيط صحي وجمالي يليق بمكانة واحدة من أكبر التجمعات السكانية في شرق البلاد.
وتبذل ولاية قسنطينة مجهودات معتبرة في سبيل العناية بالمساحات الخضراء، خاصة على مستوى المحاور البروتوكولية ومداخل المدن والمناطق الحيوية، حيث تم في السنوات الأخيرة تسطير برنامج واسع يشمل التهيئة والتوسعة والتكثيف من الغطاء النباتي، بما يعكس الوجه الجمالي للولاية ويُحسن من جودة الحياة.
وقد رُصدت ضمن ميزانية الولاية أغلفة مالية هامة لدعم عمليات الغرس والتهيئة، خصوصًا على مستوى الأحياء الكبرى بمدينة قسنطينة، التي استفادت من مشاريع نوعية لإعادة الاعتبار للحدائق العامة وفضاءات عمومية مفتوحة، إضافة إلى إعادة تأهيل بعض المساحات المهملة، وتشمل هذه البرامج مشاريع تهيئة وتجميل للمداخل الرئيسية، بما يتماشى مع الطابع السياحي والثقافي للمدينة.
لقمان/ق