يضع رئيس جامعة توقيعه فوق توقيع طالبة في مجلة تصدرها جامعته، والمقال الذي يوقعه الأستاذ الدكتور بالاشتراك مع الطالبة المحظوظة منقول بالكامل من رسالة ماجستير الطالبة المعنيّة التي أشرف عليها أستاذ آخر، و حرص القيّمون على المجلة على إرفاق المقال بملخّص بالفرنسية أنجزه – على ما يبدو- السيد غوغل بالنظر لتراكيبه الغريبة.
وفي المجلّة ذاتها توقّع أستاذة
 و مسؤولة مقالا صدر في مجلة جامعة فلسطينية وينسب أستاذ آخر مقالا صدر في مجلة سعودية إلى نفسه.
نعم، حدث ذلك في العدد الأوّل الصادر في جوان 2014 من مجلة كتب على غلافها أنها مجلة دولية محكمة( ونحوز نسخة منها ونسخا من ضحاياها) .
و المثير في قصّة المجلة أن القائمين عليها لم يتقبلوا إثارة القضية و فسروا الأمر بمؤامرة تدبرها قوى شريرة .
وروى أحد  مكتشفي الفضيحة أنه يتعرض مع زملائه الأساتذة لمضايقات، واتهامات بازدراء المنطقة التي تتواجد بها الجامعة.
ما حدث ليس جديدا على الجامعة الجزائرية، لكن أن يقوم به مسؤولون مؤتمنون على تسيير جامعة فتلك أم المشكلات التي لا تتطلب اتخاذ إجراءات بسيطة بل فتح نقاش وطني حول وضعية الجامعة الجزائرية. لأن السرقات المتكرّرة للبحوث العلميّة تكشف عن انتقال ثقافة اللصوصيّة إلى معاقل العلم، ولا يستهدف النهب هنا أكل الطلبة أو أموال المخابر، ولكنه يستهدف منتوجا علميا لأساتذة في دول لم تكن موجودة حين كانت الجامعة الجزائرية تخرّج كبار المفكرين والباحثين. وفوق ذلك فإن قيام مسؤولين في جامعات بأعمال تتنافى مع أخلاق رجال العلم بل ومع الأخلاق العامة، يمكن أن يساهم في إشاعة هذه السلوكات المشينة بين إطارات المستقبل الذين سيتعلّمون في الجامعة أن السرقة والغش «نورمال». والجزائر في غنى عن هذه الفئة الكريمة المتوفرة بالشكل الكافي والوافي و التي نقرأ يوميا  عن انجازاتها في الصحف.
و أغرب من هذه الممارسات الصمت عنها، إذ لا تسمع احتجاجات أو إدانة من نقابات الأساتذة التي توقف نشاطها، على ما يبدو، عند المطلب البدائي بالزيادة في الأجور.
هامش
المجلة المعنية بالاحتفاء، هنا، تحمل تسمية البرهان (؟) وتصدر عن كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة عباس لغرور في خنشلة.

 
    • قطارُ الباطل

      سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على الجامعات ومراكز البحث، سواء من حيث الاستثمارات والشراكات أو التمويل والتبرّعات التي تهدف إلى الهيمنة والسيطرة على القرار، وهو ما...

    • صعلكة

        أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي بالقوانين ولا بالمبادئ التي راكمتها الإنسانيّة في خروجها الفاشل من الصّراعات الدموية. بل إن "التصعلك" تحوّل إلى ما يشبه العرف في العلاقات الدولية،...

    • ضرورة التفكير في المجتمع

        سليم بوفنداسة انتفض المجتمع المدني في ولاية خنشلة ضدّ "الراقي الزائر"، الذي أثار الجدل على مواقع التواصل، ودعا السلطات لفتح تحقيق حول قيّامه بنشاط غير مرخص، في مبادرة حضاريّة تكشف عن وعي الجمعيّات وتحمّلها مسؤوليّة التصدي لآفات ظلّت لفترة...

    • المخفيّ

      حين مات محمد ديب لم تجد وسائل الإعلام الوطنيّة، مادة سمعية بصريّة عن الكاتب تقدّمها للجمهور، كان ذلك سنة 2003، أي قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، وكان محمد ديب أكبر كاتبٍ جزائري، عاش عمرًا مديدًا يكفي لاستدراجه إلى توثيق يخدم...

    • اختراق

      شهدت الفترة التي تلت اندلاع الحرب المدمرة على غزة، تسخير ذباب إلكتروني لتسفيه الخطابات المؤيدة للفلسطينيين، ويمكن أن نقرأ ما يندى له الجبين في تعليقات عربيّة على الجهود الدبلوماسيّة لوقف المذبحة، أو على التضامن مع الضحايا، حيث...

    • خِفّـــة

      يبحثُ المتحدّثُ عن العبارة التي ستبقى  في أثير الله الأزرق بعد أن يفنى الكلام، عبارةٌ واحدةٌ تكفي كي يبقى، لذلك صارت استراتيجيات التّواصل تُبنى على عبارات يوصى بإلقائها وسط موجة الكلام، في حملات الانتخابات وفي الخُطبِ والتدخلات في وسائل...

    • وصفُ السّعادة!

      تجري الحياة في فضاءات أخرى وليس على المُستطيل الأخضر، رغم المُتعة التي توفرها كرة القدم، باعتبارها مسرح فرجةٍ في عصرنا، يلتقي فيه الشغف الكونيّ. صحيحٌ أنّ هذه اللّعبة، تجاوزت حدود الرياضة بعد ظهور "المستثمرين" والتجّار من باعة...

    • القيمة والشّعار

      يخترقُ المنتوج الثقافيّ الحدود واللّغات، بجودته أولًا وأخيرًا، وقد يفوق تأثيره التوقّعات، لذلك استغلّت بعض الأمم المُتصارعة على المسرح الكونيّ الفنون لتمرير رسائل تستهدف وجدان البشر و تستدعيه في لعبة استدراج و تماهٍ، عبر صوغ...

    • كبارُ "الباعة"!

      سخر كمال داود من الصّفة التي يطلقها العرب والمسلمون على ضحايا العدوان الهمجي على غزّة، ووجد الوقت والمتعة للتّنكيل اللّغوي بمنكّل بهم في الواقع، لكنّ اللّغة ستخونه، قطعًا، في وصف القتلة، لأنّ حريّته تتوقّف عند جثث الضحايا،...

    • مقبرةُ جماعيّة للإنسانيّة

      في هذه الأرض المزدحمة، حيث يتعايش الأحياءُ والموتى، تُحفر القبور على عجلٍ في الأسواق السّابقة والأرصفة السابقة، لا أزهار هنا في وداع النّازلين إلى ترابهم من حياة، هي مجرّد استراحة بين ميتات مُختلفة. قد يُسرف القتلى في النوم حيث...

    << < 1 2 3 4 5 > >> (5)
الرجوع إلى الأعلى