`كونــدور `.. عملاق جزائري يُرعب شركـــات عالميـــة  للإلكترونيـــك
•   افتكاك ثلث سوق الأجهزة الكهرومنزلية و دخول قوي بالهواتف النقالة

تتجه مؤسسة كوندور إلى التوسع و الانتشار عالميا، من خلال التعاقد مع شركة «ديكاتلون» للتسويق و الشروع في دراسة معمقة للسوق العالمية للشروع في التصدير نحو العديد من الدول، بعدما تجاوزت سمعتها حدود الوطن و بعد استحواذها على نصيب وفير في السوق الوطنية، حيث تمثل مبيعات منتجاتها ما نسبته 35 بالمائة من سوق الإلكترونيك و الأجهزة الكهرومنزلية، بالإضافة إلى دخولها القوي سوق الهواتف النقالة، ما دفع بكبرى الشركات العالمية المختصة في مجال الإلكترونيك و الهواتف النقالة إلى مساومتها بمبالغ مالية معتبرة لأجل شراء العلامة التجارية للشركة و توقفها عن الانتاج بشكل نهائي، في ظل سيطرتها على السوق الوطنية و تراجع مبيعات الشركات المنافسة بشكل رهيب بشمال إفريقيا و الجزائر، خاصة شركات الهواتف النقالة التي قام بعضها بتخفيضات مغرية في الأسعار، و اعتمدت  أخرى إستراتيجية جديدة في التسويق تستجيب لمتطلبات السوق الوطنية و تأخذ بعين الاعتبار الأسعار المعتمدة من قبل شركة «كوندور»  التي دخلت خلال السنوات القليلة الفارطة  سوق الهواتف النقالة و تمكنت في وقت وجيز من كسر الأسعار و القضاء على هيمنة كبرى الشركات العالمية.
انجازات حققتها شركة «كوندور» وهي في بدايات عقدها الثاني و أخرى تهدف الى تحقيقها، حيث يبقى الهدف الرئيسي الذي يشترك فيه الجميع من العامل البسيط إلى مديرها الذي التقينا به، هو خلق علامة محترمة تصبح ملكا للجزائريين و تمثل رمزا للصناعة والإقتصاد الجزائري و ليس لمجموعة بن حمادي المالكة لوحدها، من خلال العمل على التأسيس لمؤسسة تخلق الثروة على المدى البعيد و تهتم بتكوين العمال، لضمان استمراريتها حتى في حال ذهاب مالك المؤسسة ومسيريها الحاليين، والذهاب بعيدا بالرفع من نسب الإدماج و إعطاء بصمة جزائرية للمنتوج، مع الانفتاح على السوق العالمية و بحث سبل التصدير لجلب العملة الصعبة و المساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني، مع ظهور مؤشرات النجاح و تحقيق بعض الأهداف، التي جعلت مؤسسات عالمية تسارع لتقديم عروضها لأجل شراء علامة «كوندور» و ليس من أجل شراء الأجهزة، بحسب مديرها،  من بينها شركة عالمية رائدة في صناعة الإلكترونيك و الهواتف النقالة رفض ذكر اسمها، عرضت مبلغ 100 مليون دولار و تنقل مديرها العام إلى الجزائر لأجل عرض مقترحه بشراء العلامة التجارية مقابل التوقف عن تصنيع التلفزيونات باسم»كوندور».
و رغم عرض هذا المبلغ المغري و تفاوضها في الكثير من المرات يتمسك مسؤولو الشركة و عمالها بمواصلة حلمهم لإعطاء بصمة جزائرية خالصة للمنتوج تتخلى عن الاستيراد و لا تزول بزوال المسيرين، لكي تبقى شاهدة على نجاح التجربة الجزائرية في مجال الاستثمار الخاص بالاعتماد على العقول و السواعد المحلية، بعيدا عن النظرة السطحية التي تقلل من قيمة المنتوج الجزائري، ومن قيمة اليد العاملة المحلية .

الصرامة و الانضباط سر نجاح المؤسسة

و لعل ما يميز عمال مؤسسة كوندور بجميع الوحدات التي قمنا بزيارتها والتقينا بعمالها و مسيريها، على غرار وحدات تصنيع المبردات و الثلاجات والتلفزيونات و أجهزة الاستقبال الرقمي المتواجدة على مستوى المنطقة الصناعية بمدينة برج بوعريريج، هو ذلك الحس بالانتماء لهذه الشركة و الدفاع عنها، بالإضافة الى الانضباط و الصرامة في العمل، حيث تشكل كل مجموعة ما يشبه خلية النحل في التنسيق و الجدية ، بداية من الاعتماد على لباس موحد و الدخول في الوقت المحدد باستعمال أجهزة جد متطورة لتسجيل حضور العمال بوضع البطاقات الممغنطة الخاصة بكل عامل في الأجهزة المخصصة قبل الدخول إلى المصنع أو عن طريق عرض بصمات الأصابع على الأجهزة المنصبة في مدخل الإدارات و الوحدات الصناعية لتأكيد الحضور وكذا لتأكيد الخروج في الوقت القانوني خلال الفترة المسائية، فضلا عن التنظيم و التسيير الاداري المحكم لجميع الوحدات، ففي زيارتنا لوحدة صناعة الثلاجات و وحدة صناعة التلفزيونات وقفنا على الإمكانيات الضخمة للمؤسسة التي تظهر في الآلات  المتطورة  المستعملة في الإنتاج و طريقة العمل الدقيقة التي تبدأ من صناعة الهياكل البلاستيكية على مستوى الوحدة الخاصة التي استحدثت قبل سنوات لزيادة نسب الإدماج في المنتوج الوطني و التقليل من الاعتماد على التركيب و الأجهزة المستوردة.
وتتوزع عملية تصنيع المنتوج عبر عدة مراحل يتم فيها تركيب مختلف القطع الإلكترونية على اللوحات و الشاشات الخاصة بأجهزة التلفزيون عبر سلسلة يتوزع فيها العمال و العاملات جنبا إلى جنب و يقوم فيها كل عامل بوضع القطع الإلكترونية المكلف بها إلى أن تصل مرحلة الإنتاج و التصنيع لمراحلها النهائية بمراقبة جودة الصورة و نظام التشغيل ليتم فيما بعد وضع الأجهزة في علب كرتونية قبل تحويلها إلى المخزن .


وبوحدة صناعة الثلاجات تتوزع آلات ضخمة على امتداد المصنع، و تبدأ عملية التصنيع من قولبة الصفائح الحديدية بما يتماشى مع الهندسة المعتمدة في الشكل النهائي للثلاجة، حيث يتم الاعتماد في هذه العملية على التطور التكنولوجي و الآلات الحديثة المبرمجة بشكل دقيق لقولبة الصفائح المعدنية حسب الأشكال المعتمدة في المخطط الهندسي للثلاجة، كما يختص عمال آخرون في الجناح المقابل بوضع المحركات و التجهيزات الكهربائية و الالكترونية إلى أن تصل عملية التصنيع لمرحلة تجريب الثلاجات من قبل مهندسين مختصين في السلسلة الأخيرة التي تتراص فيها مجموعة من الثلاجات بالطابق العلوي لوحدة التصنيع.
 مرحلة التصنيع تكتمل بنقل المنتوج النهائي إلى المخزن أين يتم الاعتماد على نظام دقيق في عملية التخزين بوضع أرقام متسلسلة للمنتوج تخضع للمراقبة، كما تخضع عمليات إخراج المنتوج من المخزن لعمليات مراقبة دقيقة، حيث توضع كاميرات للمراقبة في الساحات المقابلة للأبواب الرئيسية لأماكن التخزين ترصد جميع التحركات و حركة المركبات و وسائل نقل المنتوج، كما يقوم فريق بالمدخل الرئيسي للمخزن بأخذ المعلومات المتعلقة بسائق المركبة المخصصة للنقل و الرقم التسلسلي للشاحنة أو الوسيلة المستعملة في النقل.
و مقابل الصرامة في تعامل إدارة المؤسسة مع عمالها، توفر لهم جميع الظروف المساعدة على العمل بما فيها النقل و الإطعام و كذا الرعاية الصحية و التأمين عن المخاطر باعتماد أنظمة عالمية للوقاية داخل الوحدات الصناعية بالإضافة إلى إنشاء مركز خاص بالمتابعة الصحية للعمال و عائلاتهم و مركز للحماية الاجتماعية، مع الاهتمام بالجانب التحفيزي من خلال الاعتماد على مسابقات للابتكار و التجديد في المنتوج و تنظيم احتفالات في كل عام لتكريم العمال الذين تفوق خبرتهم العشر سنوات، و وضع صورهم في وحدات التصنيع لتشجيع بقية العمال على الاجتهاد و المثابرة .

وحدات الشركة توفر 12 ألف منصب عمل دائم

هذه التحفيزات و غيرها زادت من غيرة العمال على شركتهم و جعلتهم يدافعون عنها، كما استقطبت متفوقين في جميع المجالات، سواء ما تعلق منها بالتسيير الإداري وكذا في مجال الابتكار والتطوير والتكنولوجيات الحديثة و  المناجمنت والهندسة و غيرها من التخصصات، حيث تستقطب الشركة مئات المتخرجين من الجامعات و معاهد التكوين في كل سنة، فضلا عن تركيزها على جلب الكفاءات و تكوينهم في مجالات اختصاصاتهم، ما جعل مؤسسة كوندور رائدة أيضا في التوظيف على المستوى الوطني، حيث توفر 06 آلاف منصب عمل دائم في وحدات تصنيع الأجهزة الالكترونية و الكهرومنزلية، فيما يوفر مجمع كوندور أزيد من 12 ألف منصب عمل، ناهيك عن آلاف المناصب غير المباشرة .
و يقول عبد المالك بن حمادي الرئيس المدير العام للمؤسسة أن قوة كوندور تستمدها من عمالها و طاقاتها البشرية التي تمكنت من صنع التميز و جعلت من هذه المؤسسة أيقونة في الصناعة الجزائرية و الاستثمار الخاص بشكل عام، ما جذب إليها اهتمام سفراء الدول التي تطمح في الاستثمار بالجزائر للإطلاع على قدرات الشركة و فرص نجاح الاستثمار في المجال الصناعي بأرض الوطن بالإضافة إلى الاهتمام الذي توليه الدولة لتشجيع المؤسسات الناجحة و هو ما تجسد في الزيارات الدائمة للوزراء وممثلي الحكومة لشركة «كوندور».

انتقال  مدروس من الاستيراد إلى التصدير

و قد أصبحت هذه الشركة توصف بعملاق الإلكترونيك في الجزائر و أخذت سمعتها تتوسع عالميا، بعد مشاركتها في الكثير من الملتقيات و الندوات و المعارض العالمية بما فيها أكبر معرض عالمي للهواتف النقالة الذي أقيم بإسبانيا مؤخرا، ناهيك عن تحقيقها لنسب أرباح كبيرة و غزو منتجاتها للسوق الوطنية، بعدما كان نشاطها يقتصر في بدايتها على الاستيراد .
 بدايات التأسيس لهذا المجمع تعود حسب الرئيس المدير العام إلى الفترة الممتدة من سنة 1996 إلى سنة 1997، أين بدأت الشركة بنشاط الاستيراد من عدة دول على غرار الصين و إندونيسيا  وكوريا الجنوبية و اليابان وكذا  فرنسا اسبانيا و البرتغال، و كان مجال اختصاصها يكاد ينحصر في التجارة لمدة أربع سنوات وإلى غاية سنة 2000 أين قدمت الدولة عدة تسهيلات لتشجيع الاستثمار المحلي من خلال إصدار نظام «أس كادي – سي كادي» الذي أعطى امتيازات كبيرة للصناعيين و المستثمرين للرفع من نسب الإدماج و تخفيض فاتورة الواردات، من خلال فرض اعفاءات ضريبية بنسبة 30 بالمائة للمستوردين و الصناعيين الذين يلجؤون إلى مجال التصنيع المحلي و التركيب بدل استيراد المنتوج المصنع نهائيا، و كانت بداية مجمع «كوندور» بالاستثمار في وحدة لتركيب أجهزة التلفزيون سنة 2002، و نظرا لما حققته من نجاح زادت شراهة
المؤسسة في فتح استثمارات جديدة في مجال تصنيع المكيفات الهوائية و بعدها فتح وحدة لتصنيع الثلاجات، و فتح وحدات أخرى تباعا لصناعة أجهزة الاستقبال الرقمي و الحواسيب و اللوحات الرقمية و لوحات الطاقة الشمسية و أجهزة الهواتف النقالة التي غزت السوق الوطنية .

و لم يكن الطريق سهلا في جلب المعرفة و الرفع من نسب الإدماج التي تبقى متفاوتة من وحدة إلى أخرى بشهادة عبد المالك بن حمادي، الذي أكد على لجوء الشركة  إلى الرفع من نسب الإدماج و التخلي جزئيا عن الاكتفاء بعمليات التركيب لإعطاء بصمة جزائرية للمنتوج، غير أنه اعترف بعدم تحقيق نسب إدماج عالية في بعض المنتوجات، مشيرا إلى استغلال الفرص في كل مرة تظهر فيها امكانيات تصنيع الأجهزة محليا و الاستغناء عن الاستيراد على غرار توجه الشركة لصناعة الهيكل و الخلفية البلاستيكية لأجهزة التلفزيون، حيث عمدت وحدة الإنتاج إلى جلب آلات تحويل البلاستيك  للتقليل من مصاريف النقل و التفكير في تطوير الجانب الاقتصادي الاندماجي الذي يساعد في تخفيض سعر الشراء و يسمح بصناعة القطع و مراقبة نوعيتها.
بدأت وتيرة الرفع من نسب الإدماج تتسارع من عام إلى آخر، إلى حد تحقيق نسب عالية من الإدماج  في مصنع المكيفات الذي يتم فيه تصنيع  كل مكونات المكيف من الألمنيوم و  البلاستيك و الصفائح المعدنية، ما سمح للوحدة بتجاوز مرحلة التركيب، و كذلك الحال بالنسبة لمصنع الثلاجات الذي يتم فيه تصنيع كل شيء محليا  بوحدة الانتاج فيما يتعلق ببعض الموديلات، بما فيها الأبواب و الرفوف البلاستيكية الداخلية و طلاء الهيكل.

مركز للبحث و التطوير لإعطاء بصمة جزائرية للمنتوج

 و موازاة مع انتهاج الشركة لخيار الرفع من نسب الإدماج، و التخلي جزئيا عن الاستيراد، قامت بإنشاء مركز للبحث والتطوير لتقديم الاقتراحات و البدائل في مجال اقتناء قطع الغيار و التعامل مع الشركاء لتغيير النماذج و تحسين المنتوج و التركيز على تطوير الجودة من جهة و الأخذ بعين الإعتبار التكاليف للحفاظ على القدرة التنافسية في السوق، وتوسيع مهام هذا المركز إلى البحث في امكانية صنع أجهزة مدمجة تحمل بصمة خاصة بالمؤسسة و تميزها عن باقي الشركات المنافسة.
بعدما حققت الشركة نجاحات على المستوى الوطني بدأ طموحها يتوسع إلى الانفتاح على السوق العالمية و بدأ التفكير خلال سنة 2007 في الدخول لمرحلة الاعتمادات الدولية، حيث تعتبر شركة «كوندور» أول شركة وطنية خاصة معتمدة دوليا بشهادة إيزو، و في 2008 بدأت الأمور تتغير من ناحية المناجمنت بعد تزايد التركيز على العامل البشري و استقطاب الكفاءات، من خلال زيادة موازنة التكوين، و التكفل ماديا بتكوين جميع المدراء لتحيين معارفهم في تخصصاتهم و مواصلة تكوينهم في مجال المناجمنت و التسيير ما مكنهم من الحصول على شهادة الماستر في هذا التخصص، و تلتها فيما بعد برامج للتكوين لفائدة المهندسين و العمال كل حسب تخصصه.
كما استثمرت الشركة فيما بعد في إدخال برامج معلوماتية داخل المؤسسة، لتأطير مختلف العمليات و مراحل الإنتاج من الطلبية إلى غاية خروج المنتوج، ما يسمح لمدير المصنع بأن يكون على دراية تامة بتوقيت وصول قطع الغيار و يتم اعطاء أوامر بالتصنيع بناء على طلبيات المدير التجاري الذي يتابع السوق و يعطي أوامر بالإنتاج، حيث أصبح الاعتماد منصبا على المدير التجاري باعتباره  الحلقة الرئيسية في المؤسسة بناء على ما يصله من مصالحه و أعوانه حول رغبات المستهلك و ادخال تعديلات حسب الرغبات و التطور التكنولوجي، و دراسة السوق أيضا لتحديد امكانيات التصنيع و التحديث في مختلف الأجهزة، و الأخذ في الحسبان القدرة الشرائية للمواطن و محاولة التخفيض من الأسعار قدر المستطاع، بالإضافة إلى التريث في تصنيع بعض الأجهزة مرتفعة الثمن.
و أشار بن حمادي إلى تريث شركته لمدة 04 سنوات قبل شروعها في صناعة أجهزة «الألسيدي» لما كان سعرها يصل 200 مليون سنتيم، و عدم إعطاء الضوء الأخضر لتصنيعها محليا إلا بعد انخفاض أسعارها بما يتلاءم مع القدرة الشرائية للمواطن الجزائري.
 بلوغ الشركة إلى المقاييس و المواصفات العالمية في تصنيع المنتوجات الالكترونية و الكهرومنزلية، جعلها تتحصل على الموافقة للدخول في نظام ايزو 2600 الذي يؤكد احترام الشركة لمقاييس المسؤولية الاجتماعية في منتوجاتها من خلال توفير شروط النوعية و الصحة و السلامة و الأمن، و زيادة على ذلك يتم مراقبة نشاط الشركة بشكل دوري ما يزيد في حس العمال و المسيرين بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، حيث تقوم فرق مراقبة بالتحقيق في مدى تقيد المؤسسة بدفع الضرائب و مساعدة الجمعيات و مدى توفير شروط السلامة للعمال و الاعتناء بهم اجتماعيا و صحيا و كذا الاطلاع على عمليات التكوين في الداخل و الخارج، و الجهود التي تقوم بها الشركة في الحفاظ على نظافة المحيط و تقليص نفقات استهلاك الطاقة .
في هذا الصدد يؤكد بن حمادي أن خيار الدخول في نظام ايزو 2600 للمسؤولية الاجتماعية، يتطلب توفر جميع الشروط المذكورة و قد يتعرض طالبه للرفض بناء على تقارير محاضر المراقبة الدورية، مشيرا إلى أن اعتماد هذا النظام في الشركة لا يجني لها فوائد مادية بقدر ما يهدف إلى تحسيس المسؤولين و العمال بالمسؤولية و على سبيل المثال فرض التأمين لفائدة العمال و رفض  تشغيل الأطفال و احترام القوانين و المقاييس العالمية للعمل و في العلاقة مع المجتمع .

خدمات ما بعد البيع و تخفيض الأسعار لغزو السوق

فضلا عن التطور الذي حققته الشركة من عام إلى عام في مجال الإدماج و التشغيل و التكوين و الاعتماد على المقاييس العالمية، توجهت خلال السنوات الفارطة إلى تحسين نوعية منتوجاتها و جودتها و كذا دراسة السوق وفقا للمواصفات العالمية و بناء على القدرة الشرائية للمستهلك، حيث قامت بتغيير استراتيجيتها و تحيينها وفق المتغيرات التكنولوجية الحديثة المعتمدة في السوق، على غرار اعتماد تكنولوجبا «04 جي» في صناعة الهواتف النقالة بدل  تكنولوجيات «3 جي»،  و من ثمة الاعتماد على برنامج استراتيجي و تعيين مدير في الجزائر و مدير آخر في الصين مهمتهما التعامل مع الممونين و الاعتماد على المواصفات العالمية في تصنيع آخر منتجات الشركة من الأجهزة الالكترونية و الهواتف النقالة، و الحرص على ضمان خدمات ما بعد البيع، و يشير الرئيس المدير العام لشركة «كوندور»إلى قيام مصالحه بدراسة  السوق الجزائرية، ما مكن من الوصول إلى تحديد المشكل الرئيسي في سوق الهواتف الذكية و اللوحات الرقمية و آلات تكنولوجيات الإعلام و الاتصال، المتمثل في النقص المسجل في خدمات ما بعد البيع لشركات عالمية في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، إما لدخول منتجاتها عن طريق التهريب أو عن طريق الاستيراد و في هذه الحالة الثانية تعتمد الشركات العالمية أسعارا لا تلائم القدرة الشرائية، و هو ما استثمرت فيه شركة كوندور قبل الانطلاق في تصنيع الهواتف النقالة، حيث وضعت في الحسبان خدمات ما بعد البيع و الاعتماد على أسعار تلائم القدرة الشرائية للمواطن الجزائري، ما جعلها تتربع على سوق الهواتف النقالة بالجزائر في ظرف قياسي، حيث أصبحت المتعامل رقم واحد في سوق الهواتف النقالة، ما دفع بالشركات المنافسة إلى تخفيض أسعارها، إلى درجة اعتماد إحدى الشركات العالمية تخفيضات بلغت 10 آلاف دينار (مليون سنتيم) في المنتوج الواحد، حيث كانت تسوق هواتف نقالة بسعر 40 ألف دينار و قامت بتخفيض أسعارها إلى 30 ألف دينار لأجل تكسير الأسعار في محاولة لوضع حد لغزو منتجات «كوندور» للسوق الوطنية.

التصدير من بوابة إفريقيا وفرنسا مدخل نحو أوروبا

استحواذ الشركة على أكبر نصيب في السوق الوطنية جعلها تفكر في التوسع و الانتشار عالميا، و من ذلك التحضير لمرحلة التصدير من خلال التعريف بالمنتوج و المشاركة في كبرى الملتقيات و المعارض الخاصة بالتكنولوجيات الحديثة، بما فيها المشاركة مؤخرا في أكبر منتدى عالمي للهواتف النقالة ببرشلونة في اسبانيا بهدف الرفع من طموح الشركة لدخول المنافسة دوليا، و لم تكن المشاركة في هذا المنتدى سهلة لما تتطلبه من توفر شروط و مقاييس عالية في المنتوج للحضور كمنتج و مصنع،  و هو ما تمكنت الشركة الجزائرية من تحقيقه، حيث شاركت إلى جانب كبرى الشركات العالمية في مجال الإلكترونيك وصناعة و تطوير الهواتف النقالة، حيث استطاعت أن تجذب انتباه حوالي 1000 زائر يوميا من المصنعين و المنتجين و التجار و الممونين و غيرهم من الزبائن المهتمين بسوق الهواتف النقالة في العالم، ما سمح لها أيضا بالتعريف بالمنتوج الجزائري عبر القنوات التلفزيونية العالمية، كما تناولت بعض الصحف و وسائل الإعلام العربية حضور شركة جزائرية في المنتدى العالمي لسوق الهواتف النقالة كحدث في حد ذاته، حيث أشار عبد المالك بن حمادي إلى استغراب بعض الصحفيين العرب بتواجد «كوندور» بين الشركات العالمية في المنتدى في وقت لم تحضر فيه دول كبرى لديها تقاليد في صناعة الهواتف و الإلكترونيات مثل ألمانيا و سويسرا .
و يعترف بن حمادي أن التوجه إلى التصدير ليس سهلا بل يتطلب الإحاطة بمجموعة من العوامل التي تضمن نجاح الشركة في تسويق منتوجاتها خارج الوطن، مشيرا إلى البدايات المتذبذبة و غير المستقرة في مجال التصدير في المرحلة الأولى، ما استدعى انتداب مدير لتطوير الصادرات و الاستفادة من تجربته و كفاءته العالية بعدما اشتغل لسنوات بشركة عالمية، حيث كلف بإقامة علاقات و إدارة مستقلة تماما من أجل التسويق و التصدير، وقام بعديد الجولات للدول المستهدفة لتصدير منتجات «كوندور» على غرار  فرنسا و الكاميرون و الكوت ديفوار و غيرها من الدول للاطلاع على امكانيات نجاح التصدير ودرجة قبول منتوجات الشركة في السوق العالمية، معطيا أمثلة عن تداخل عديد المعطيات في عمليات التصدير لضمان نجاحها، و الأخذ في الحسبان جميع الحسابات المتعلقة بالأسعار المعتمدة في هذه الدول في سوق الهواتف النقالة و الأجهزة الالكترونية و الكهرومنزلية فضلا عن الحقوق الجمركية المعتمدة و كيفية التعامل في عمليات الدفع إن كانت عن طريق الدفع الفوري أو بطرق أخرى مثل القروض البنكية، و هو ما يستوجب بحسب مدير المجمع دراسات معمقة أخرت من عمليات التصدير، فلكل دولة تقاليد و ميزات خاصة بالسوق مثلا في الجزائر سوق نقدي الدفع مباشرة أما بالمغرب و تونس يتم التعامل بالقرض الاستهلاكي بنسبة تصل90 بالمائة من المبادلات التجارية، و التركيز أيضا على الأسعار المعتمدة مشيرا إلى بيع هواتف في السوق الإفريقية على غرار النيجر بسعر لا يتجاوز 10 دولار، بحيث لا يمكن المغامرة بدخول هذا السوق بهاتف يبلغ سعره 6 ملايين سنتيم.
من هذا المنطلق يعتبر مدير الشركة أن عمليات التصدير هي مهنة في حد ذاتها و تتطلب الكثير من اليقظة و النباهة، مؤكدا على وضع عامل التصدير مستقبلا من بين أهم العوامل قبل الشروع في انتاج و تصنيع أي منتوج جديد، و التركيز على مدى توفره على المواصفات العالمية التي تؤهله لدخول السوق العالمية، كالإرتقاء نحو تصنيع الهواتف بتقنية « 04 جي» بدل تكنولوجيا «3 جي» المعتمدة في وقت سابق.
و تركز شركة كوندور حاليا في دراسة امكانيات التصدير على السوق الجهوية، من خلال دراسة تسويق منتجاتها نحو تونس ليبيا و المغرب، أما قاريا فتضع في الحسبان دول الكاميرون، كوت ديفوار، أوغندا، تنزانيا و غانا، و بالنسبة للدول الأوربية تضع فرنسا على رأس الأولويات، حيث تطمح الشركة لتسجيل تواجدها بفرنسا على الأقل من أجل المغتربين الذين يحنون للمنتوج الجزائري الذي لا شك أنه سيشعرهم بنوع من الفخر لتواجده بالسوق الفرنسية .

شراكة في صناعة الألبسة الرياضية و الدراجات مع «ديكاتلون»

كما تطمح الشركة إلى توسيع مجالات الاستثمار في مجال التسويق، حيث أكد عبد المالك بن حمادي تلقيه لاتصالات من شركة «ديكاتلون» المعروفة بانتهاج أساليب جد ناجحة في مجال التسويق من أجل الشراكة، مشيرا إلى وضع مجموعة من الشروط في التفاوض مع مديرها منها عدم حصر الشراكة في مجال التسويق أو الاكتفاء بالدور التجاري، و اشتراط الدخول معها في مجال التصنيع بالجزائر، و إبداء الاستعداد للاستثمار في المصانع شريطة الحصول على التجربة في صناعة الألبسة و الاستفادة من التكنولوجيا و التكوين في تفصيل الموديلات بالإضافة إلى تسويق المواد المصنعة في الجزائر إلى كافة الدول التي تتوفر فيها شركة «ديكاتلون» على فروع تجارية، و التعبير الصريح عن رفض حصر الشراكة في الاستيراد وفقط لأنه لم يعد أولوية في مخططات مجمع»كوندور» بالجزائر، بل يطمح في اطار هذه الشراكة لإنجاز مصانع  للأحذية و الملابس الرياضية و التوسع تدريجيا بإقامة مصانع في مجالات أخرى على غرار التفكير في إقامة مصنع للدراجات الهوائية.
بالإضافة الى هذه المفاوضات كشف بن حمادي تلقيه لاتصالات اخرى لتصدير منتوج وحدة صناعة الالواح الشمسية نحو الخارج وعقد شراكة يتم بموجبها تصدير 70 بالمائة من المنتوج نحو الخارج.
و فيما يتعلق بالعوائق و المتاعب التي تهدد نجاح وحدة الألواح الشمسية، بالنظر إلى المتاعب و الصعوبات التي تعترضها  في مجال التسويق و بيع المنتوج، و هو الانشغال الذي تم التطرق إليه في الزيارات المتعاقبة لمختلف الوزارء و كذا خلال زيارة الوزير الأول للوحدة المتواجدة بالمنطقة الصناعية بمدينة البرج، أوضح عبد المالك بن حمادي أنه لا يحمل المسؤولية لأي كان بما فيها الحكومة، مشيراإلى أن مسؤولية الفشل او النجاح يتحملها المستثمر لوحده الذي من المفروض أن يقوم بدراسة معمقة للسوق قبل الشروع في أي مشروع.
و أكد على أنه لم يطرح مشكل التسويق في لقائه بمختلف الوزراء و حتى خلال زيارة الوزير الأول لوحدة تصنيع الألواح الشمسية بل العمال هم من تحدثوا لبعض الوزراء عن المشكل، حيث سبق للممثل التجاري للوحدة أن عرض على الحكومة مقترح تمكين الشركة من حصة بـ 50 ميقاواط من مشروع أطلقته بـ 400 ميقاواط منح لشركة صينية .
في نفس السياق قال بن حمادي أن توجه رئيس الجمهورية للطاقات البديلة لم يأت من فراغ بل لدرايته بأهمية الطاقة الشمسية التي أصبحت أفضل خيار و بديل في ظل تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري و تهديدات نفاد المواد البترولية.     روبورتاج / عثمان .بوعبدالله

عبد الرحمان بن حمادي للنصر

أنا ابن عائلة متواضعة و لا أختار أصدقائي على أساس الولاء

يتحدث لنا عبد الرحمان بن حمادي المعروف باسم عبد المالك في هذا الحوار الذي خص به جريدة النصر، عن جزء من حياته و عن السر الذي أوصله إلى كبرى الجامعات العالمية و جعل منه واحدا من أبرز الشخصيات الوطنية و العالمية في مجال الاقتصاد و الصناعة، بعد تحقيقه لنجاحات و أموال طائلة جعلته من بين أثرياء الجزائر و رجال المال و الأعمال الذين يحسب لهم ألف حساب من قبل كبرى الشركات العالمية التي تضررت بفعل دخول شركة»كوندور الكترونيكس» التي يملكها و يسيرها على خط المنافسة و استحواذها على نسب هامة من السوق الجزائرية في مجال تسويق الأجهزة الإلكترونية و الكهرومنزلية و الهواتف النقالة و توسيع نشاط شركاته و مصانعه إلى الاستثمار في العقارات و الصناعات الثقيلة و الدخول كشريك في المشروع المقترح لإقامة مصنع «بيجو» للسيارات بوهران، و غيرها من المشاريع الأخرى، نجاحات لخص سرها في تحليه بالصدق و الجدية و توسيع دائرة الطموح لبلوغ الهدف، و أسرار أخرى ستجدونها في هذا الحوار.

تحصلت على صفر في جميع المواد في البكالوريا البيضاء


 النصر: أصبح اسمك متداولا وطنيا و دوليا، بفضل امتلاكك لكبرى الشركات في مجال الإلكترونيك و الهواتف النقالة و تحقيقك لنجاحات في الاستثمار الصناعي جعلتك من بين الأثرياء في الجزائر، ما السر في ذلك و من يكون عبد المالك بن حمادي؟
 عبد الرحمان بن حمادي:  أنا من عائلة متواضعة، ولدت خلال الثورة التحريرية بمزرعة صغيرة بمنطقة بئر حمودي المحاذية لجبل مزيطة بولاية برج بوعريريج، تتلمذت بمدرسة رأس الوادي و تحصلت بعد الاستقلال على شهادة التعليم الابتدائي، ما مكنني من الانتقال لثانوية عبد الرحمان ميرة بالبويرة، فقديما كانت الثانوية تستقبل التلاميذ الناجحين في شهادة التعليم الابتدائي، واصلت دراستي بثانوية ميرة إلى غاية السنة النهائية أين كنا نواجه مشكل العجز في التأطير البيداغوجي و شغور مناصب أساتذة المواد الأساسية، ما أجبرني على التحويل نحو ثانوية سطيف شهر ديسمبر من سنة 1976، لأننا كنا مقبلين على اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا و نعاني من شغور مناصب 05 أساتذة بثانوية البويرة في مواد أساسية منها الفيزياء و الرياضيات و العلوم، مع العلم أني كنت أزاول دراستي في تخصص علمي، و بعدما انتقلت إلى سطيف اجتزنا امتحانات البكالوريا البيضاء، أتذكر أنني تحصلت حينها على علامة الصفر في جميع المواد الأساسية.

عملت ليل نهار حتى أصل إلى ما أنا فيه

 ° ماذا فعلت لاستدراك هذا التأخر ؟
 ـ بطبيعة الحال بذلت مجهودا كبيرا و لم يكن باستطاعتي الاكتفاء بما يقدم من دروس في القسم مع بقية التلاميذ، لأنهم تجاوزوني في الدراسة بكثير، فما كان علي سوى استدراك الدروس الضائعة، حيث قمت بضبط برنامج دقيق و مكثف، فكنت أدرس و استدرك الدروس الخاصة بثلاثة أيام في يوم واحد، بالإضافة إلى متابعة و مواكبة الدروس مع الأساتذة في القسم و استدراك الدروس المتأخرة و الضائعة عند العودة إلى الإقامة، و بوصول شهر أفريل منحونا عطلة للمراجعة لمدة شهر قبل اجتياز البكالوريا، كنت منهمكا في المطالعة و تمكنت من استدراك كل الدروس بمفردي خلال شهر واحد.
° وهل نجحت في هذه السنة الدراسية؟
ــ من لطف الله لم يذهب تعبي سدا و تحصلت على شهادة البكالوريا في نفس العام، و بعدها انتقلت إلى المدرسة العليا للتجارة بجامعة الجزائر سنة 1977 و تخرجت من بين الاوائل في الدفعة، لأتنقل بعدها لجامعة انجليزية أين بدأت في دراسة اللغة الانجليزية و بقيت بها لمدة عام لاكتساب اللغة، تلقيت بعدها تكوينا خاصا في المناجمنت تخصص تسيير الأسهم و تحصلت على شهادة الماستر في الاقتصاد فرع التوزيع سنة 1984، عدت بعدها إلى الجزائر و التحقت بمجال التعليم العالي بجامعة سطيف التي قضيت فيها 10 سنوات كاملة أين اشتغلت أستاذا جامعيا، لأتوجه بعدها إلى مجال التجارة.
لماذا تخليت عن مهنة التعليم بالجامعة و اخترت النشاط التجاري؟
 ـ ضميري لم يسمح لي بمواصلة التعليم لأنني شعرت بالتخلي عن مهامي كأستاذ، خاصة و أني كنت أصر على تقديم عملي باحترافية و اتقان، لكن مع مرور الوقت أحسست أنني مقصر في حق التلاميذ، حيث لم أكن أكتب الكتب و لم أقم ببحوث خلال الفترة التي اشتغلت فيها كأستاذ ، وجدت نفسي مثل الموظف العادي و لم أكن ارغب في الاستمرار على هذا المنوال، لأن الأستاذ الجامعي لا بد أن يترك أفكارا للمجتمع و للإنسانية و من مهامه إنتاج الافكار و النظريات و غيرها لفائدة البشرية بأكملها و ليس للتلاميذ فقط  استقلت و دخلت عالم التجارة مع الوالد سنة 1996 و قررت بداية الاستيراد.

ضميري لم يسمح لي بمواصلة التدريس في الجامعة

  كيف أسست شركة كوندور و ما هو السرفي تحقيق النجاح في مجال الاستثمار؟
ـ بعد استقالتي من الجامعة تحررت وكنت أعمل ليل نهار في مجال التجارة و الاستيراد، صدقني إذا قلت أنني كنت لا أنام نهائيا طيلة يوم كامل، دخلت بجدية في هذا الميدان و ما ساعدني هو الصدق خاصة مع الأجانب، أتذكر أن الجزائر كانت تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، غير أنني تمكنت من كسب ثقة المتعاملين الاقتصاديين الذين كنت أتعامل معهم في أغلب الدول بفرنسا و كوريا و الصين و حتى إيطاليا، و كانوا يثقون في.

كسبت ثقة الأجانب في عز الأزمة الاقتصادية بالجزائر

ما هو السر في كسب ثقة هؤلاء المتعاملين و ما هو دروهم في نجاحك كمستثمر و رجل أعمال؟
ـ هم يختبرون الإنسان، فكما قلت الصدق كان مفتاحي لكسب ثقة هؤلاء المتعاملين منهم من كان يمنحني كميات كبيرة من السلع مقابل دفع جزء صغير من قيمتها لكنني كنت حريصا على دفع ديوني مباشرة بعد عمليات البيع و هو ما زاد من ثقة المتعاملين بي.
و هل كان هذا كافيا لتأسيس شركة «كوندور» و تحقيقها لنسب معتبرة من الأرباح و الاستحواذ على السوق الوطنية؟
ـ  بدايات تأسيس شركة كوندور كانت مع اعتماد الدولة على نطام « أسكادي-سيكادي» الذي يشجع على الإنتاج الوطني و يمنح تخفيضات في الضرائب تصل إلى 30 بالمائة مقارنة باستيراد المنتوج المصنع نهائيا، ما جعلني أفكر في الانتقال من الاستيراد إلى التصنيع في الجزائر و هو ما تمكنا من النجاح فيه بفضل عمال الشركة و مسيريها و الاستراتيجية المسطرة من قبل الكفاءات التي تسهر على كل كبيرة و صغيرة في مجال الإنتاج و التصنيع و التسويق .
هل أثرت نجاحاتك على علاقاتك مع محيطك و بالأخص أفراد عائلتك ؟
ـ علاقتي بأفراد عائلتي لم تتغير، و بقيت على العهد مع زوجتي  التي رزقت معها بإبنين و طفلة، و نعيش حياة هادئة و سعيدة، أما عن أصدقائي فأنا لا أختار الناس على أساس الولاء،أرى نفسي قائد مؤسسة و اختار الإنسان الذي لديه طموح القيادة، لم أتغير و بقيت بسيطا مثلما كنت لأن البساطة جزء من شخصيتي.

حاوره / عثمان . ب

الرجوع إلى الأعلى