كشفت دراسة حديثة عن وجود أزيد من 620 نوع نباتي بالمناطق السهبية الواقعة بالجهة الجنوب الغربي للجزائر مهددة بالانقراض ،حيث تكتسي هذه النباتات البرية أهمية علاجية كبرى لعديد من الأمراض .
الدراسة التي أشرف عليها مخبر علوم البيئة لجامعة ستراسبورغ بفرنسا ، تؤكد عن وجود عدد لا يستهان به من النباتات البرية ذات الصبغة العلاجية ينبغي المحافظة  وإعطاء الرعاية الكبيرة لها، خصوصا  من ظاهرة التصحر والرعي العشوائي و الجمع والنتف و الاقتلاع بدون ترك الجذور من قبل سكان المناطق المجاورة لها ،وتتصدر تلك النباتات التي تستقطب اهتماما كبيرا للتجار على الخصوص على مدار السنة نباتات مثل «الشيح و الرتم و القطف و الدغموس ،الرمث إلى جانب ذلك كمأة الصحراء المعروفة بالترفاس .
وتشير الدراسة التي تأتي في سياق معرفة حجم التنوع البيولوجي بالمناطق الصحراوية المهددة بالتصحر كولاية النعامة على سبيل المثال ، إلى أن الممارسات الخاطئة من طرف بعض المواطنين، إلى جانب الظروف المناخية السائدة كشفت أن 73 بالمائة من النباتات البرية مهددة بالانقراض، من بينها نبات الشيح المصنف من الفصيلة المركبة، وهو نبات معمر لأوراقه له رائحة عطرية، يستعمل حسب العطارين في تخفيف البول السكري، ويستعمل أيضاً لطرد الديدان كما يستخدم  كبخور لتطهير المنازل من الروائح الكريهة.
  وينصح  المختصون في المجال بعدم استخدامه بكثرة أو بصفة مستمرة، حيث أنه يحتوي على مادة السانتونين التي لها آثار سامة إذا أخذت منه جرعات كبيرة . ويعد الترفاس من بين النباتات التي يكثر عليها الإقبال بالنظر لفوائده الصحية وقمته الغذائية، وفق ما نشرته الأبحاث العلمية، حيث يحتوي هذا النبات الفطري على كمية كبيرة من البروتينات الضرورية لنمو الجسم وتقوية وإنتاج الخلايا والهرمونات وعمل الأنزيمات، كما أنه يمد الجسم بالطاقة ،كما أنه له دور في تقوية جهاز مناعة الجسم أما بالنسبة للأملاح المعدنية لها دورا مهما في النمو، أما بالنسبة لفيتامين «س» له دور في تقوية مناعة الجسم والوقاية من الأمراض والمساعدة على تنامي الجروح والكسور و الكمأ الذي غز الأسواق المحلية بشمال البلاد وانتشاره كأكلة تقليدية أصبح مصدر رزق للعديد من الأشخاص لأنه يعرض الآن بالأسواق المحلية بأثمان باهظة حسب نوعيته ،حيث يوجد ترفاس أبيض و آخر بني.
 وإلى جانب الترفاس، يكثر نبات القطف أو الرغل أوراقه عصارية خضراء باهتة والسيقان بنفسجية اللون، ذو طعم مالح يزهر القطف بأزهار صغيرة صفراء، ويعتبر من المراعي المهمة للغنم والإبل، يستعمل لعلاج الكيس المائي ،ويرى أبناء الصحراء أن الماشية التي ترعى في القطف يكون لحمها شهي وطيب .
وينتشر في المناطق السهبية بالجنوب الغربي نبات الرمث،  وهي أشجار معمرة يتراوح ارتفاعها ما بين 50 - 100 سم يبدأ تفرعها من عند القاعدة ذات لون أخضر رصاصي يفرز مادة لزجة سكرية «تسمى المن»، تتجمع في أطراف الأفرع وذلك قبل فترة الأزهار مباشرة. يستخدم الرمث لعلاج الزكام والجروح، كما يستخدم فحم النبات في معالجة الحروق والقروح، كما أن من أسراره أن المسافرين في الصحراء إذا أصابهم المطر وبل الشجر، فإنهم يستخدمون الرمث كوقود، إذ أنه قابل للاشتعال مهما كان مبللاً بالماء.                              

هشام ج

الرجوع إلى الأعلى