لجأت العديد من الأسر الجزائرية في السنوات  الأخيرة إلى تقنية تعتبر جديدة في توصيلات الغاز الطبيعي داخل البيوت، بحثا عن أناقة  يؤكد المختصون  أنها تتسبب في كوارث و تهدد حياة السكان ، نتيجة تسربات تبقى نقاطها مجهولة. هاجس الأناقة و إخفاء أنابيب الغاز الموضوعة أسفل أو أعلى الجدران، جعل الكثيرين يفكرون في إخفائها، بحثا عن جمال مميز داخل البيت و نظافة بصرية تلغي التشوه الذي غالبا ما تسببه تلك الأنابيب المتلاصقة، خاصة على  مستوى الشقق من المدخل الرئيسي للبيت، مرورا بغرفة الجلوس، مشكلة فوضى لكن أغلب من  حاولوا إخفاءها تداركوا الأمر حفاظا على سلامتهم.
لقد لجأ الكثيرون من  القاطنين في الشقق حديثة الإنشاء و كذا البنايات الذاتية في الفترة الأخيرة، إلى اعتماد إستراتيجية  إخفاء  أنابيب  الغاز، مثلما يحدث مع  الأسلاك الكهربائية، حيث يقول البناء فاتح أن الكثيرين باتوا يطلبون منه تخصيص مكان على مستوى الأرضية أو داخل قطع الآجر، من أجل تمرير أنابيب الغاز الطبيعي، و هي الظاهرة التي أكد أنها تشهد رواجا كبيرا في أوساط الجزائريين. و يقول  فيصل صاحب شقة جديدة  بأنه استعان ببناء و قام  بكسر الجدران  من الجهة العلوية و قام بإخفاء أنابيب الغاز و الماء الممررة  بشكل عشوائي في نظره، من أجل الحصول على نتيجة أجمل و إزالة التشوه الذي سببته  داخل البيت، متهما المقاولين و شركات البناء بعدم إيلاء الجانب الجمالي للبيت أهمية عند الإنشاء، و هو ما قرر استدراكه  شخصيا، دون احتساب ما قد تسببه العملية من أخطار.
حاولنا معرفة رأي أهل الاختصاص في مجال الترصيص، فاعتبروا الأمر كارثة حقيقية، إذ يقول فيصل الذي ينشط في المجال منذ نحو 15 عاما، بأن الظاهرة جديدة و تلقى رواجا حقا بالمجتمع، غير أنه حذر منها  كثيرا، مؤكدا بأن  اعتماد التوصيلات المخفية، من شأنه أن يخفي  تسريبات  الغاز التي قد  تتسبب في إبادة جماعية لأفراد العائلة، دون التمكن من تحديد موضع الخلل، داعيا المواطنين إلى تفادي هذه التقنية التي يصفها بالخطيرة.
مصدر مسؤول بمصالح الحماية المدنية على مستوى  مديرية بومرداس،  أفاد بأن الأعوان  تدخلوا عديد المرات في حالات مشابهة، معتبرا الوضع خطيرا يستدعي التحرك و التكثيف من حالات التوعية بخطورة تقنية إخفاء الأنابيب، إذ لا يمكن التعرف على موضع التسرب، و قد يستدعي الأمر أشغال هدم كبيرة من أجل الوصول إليها، لكن حتى ذلك قد يكون بعد فوات الأوان و خسارة أرواح  بسبب تسرب مر عبر الجدران أو الأرضية في صمت تام.
و يبقى الفرد الجزائري مطالب بالحيطة و الحذر و اليقظة بشكل أكبر في التعامل مع منتجات ينبغي التفكير في الاستفادة منها دون خسارة، لا البحث عن أناقة و فخامة قد تكون ضريبتها في النهاية باهظة.
إيمان زياري

الرجوع إلى الأعلى