يمكن إنقاذ حياة الأشخاص الذين يتعرضون لنوبات قلبية من خلال القيام بحركات بسيطة، مهذا ما  يؤكده طبيب الحماية المدنية بالوحدة الرئيسية بالبليدة قادم حكيم ياسين، بشرط أن يقوم بالحركات المسعف المتكون، مشيرا إلى أن تعرض الأشخاص لأزمات و نوبات قلبية ارتفع بشكل كبير في العقود الأخيرة، بسبب تغير نمط الحياة والغذاء وارتفاع النمو الديمغرافي، والقلق وغيرها، مشيرا إلى أن الدول المتطورة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية تسجل أكبر نسبة من الأزمات القلبية، في حين أن هذه الدول تمكنت من إنقاذ أرواح العديد من الأشخاص الذين يتعرضون لها بسبب ارتفاع أعداد المسعفين، إلا أن في دول العالم الثالث، نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يتعرضون لأزمات قلبية يتوفون لغياب ثقافة المسعفين.
في الجزائر يقدر عدد المسعفين الذين تلقوا تكوينا في الإسعافات الأولية من طرف مصالح الحماية المدنية ب65 ألف مسعف، بما يعادل 1.75 بالمائة من عدد السكان فقط، في حين في دول أوربية وصلت نسبة المسعفين المتكونين فيها إلى 50 بالمائة، وبالولايات المتحدة الأمريكية إلى 95 بالمائة، ويساهم هؤلاء بشكل كبير في إنقاذ حياة الأشخاص، خاصة منهم الذين يتعرضون لأزمات قلبية و يكونون بحاجة إلى دقائق معدودة لإنقاذ حياتهم، وذلك باستعمال حركات بسيطة يقوم بها المسعف تساهم في تغذية دماغ الضحية و تعيد القلب إلى وظيفته الطبيعية و بالتالي إنقاذ حياته.  وفي سياق متصل، أشار نفس الطبيب لدى إشرافه على  دورة تكوينية لفائدة الصحفيين والمراسلين نظمت بالشريعة بولاية البليدة نهاية الأسبوع الماضي من طرف مديرية الحماية المدنية، بأن الشخص الذي يتعرض لأزمة قلبية يكون بحاجة إلى 09 دقائق لإنقاذ حياته، وإذا لم يتم التدخل خلال هذه الفترة سيفارق الحياة، في حين تدخل إسعافات الحماية المدنية خلال هذه الفترة يبقى مستبعدا، إلا إذا كان الضحية بمكان قريب من مقر وحدة الحماية المدنية، ولهذا فإن تكوين المواطنين، حسبه  في مجال الإسعافات الأولية مهم جدا لإنقاذ حياة الأشخاص الذين يتعرضون لهذه الأزمات التي تأتي بشكل مفاجئ في الطرقات والمنازل وأماكن العمل وغيرها.
و أوضح نفس الطبيب بأن اكتشاف تعرض الضحية لأزمة قلبية، يتم بعد التأكد من توقفه عن التنفس و توقف نبضات القلب، وأشار إلى أن المسعف في هذه الحالة يقوم بالنفخ في فم الضحية و الدلك على مستوى الصدر، موضحا بأن عملية النفخ تتم مرتين، و كل نفخة في الفم تقابلها 30 عملية دلك، مضيفا بأن هذه الحركات  تمكن من تغذية دماغ الضحية وبالتالي عودة القلب إلى وظيفته لمدة 20 دقيقة، وهذه الفترة تكون كافية لتدخل مصالح الحماية المدنية وإنقاذ حياة الضحية بعد تمكينه من تناول دواء يتضمن مادة الأدرينالين التي تنقذ القلب و تعيده إلى حالته العادية، في حين إذا لم يستفد الضحية الذي يسقط في الطريق أو المنزل أو مقر العمل، لإسعافات من طرف عائلته أو أحد المارة أو زملائه في العمل، بالطريقة المذكورة خلال 09 دقائق الأولى لإصابته بالأزمة القلبية فسيفارق الحياة، كما استبعد نفس المتحدث تمكن عناصر الحماية المدنية من التدخل خلال 09 دقائق، خاصة إذا كان الموقع الذي تعرض فيه الضحية للأزمة القلبية بعيدا عن وحدات الحماية المدنية.
 كما أشار الطبيب قادم حكيم ياسين إلى أن الشخص الذي يسقط  على الأرض في الأماكن العامة أو المنزل و يغمى عليه لأسباب أخرى، قد لا تكون لها علاقة بالأزمة القلبية، فإن عملية النفخ والدلك لا تؤثر سلبا على صحته، مشيرا في نفس الإطار إلى أن تعرض رضيع لأزمة قلبية يتم النفخ في فمه مرتين مقابل 05 عمليات ذلك على صدره بالأصابع بعد كل نفخة، أما الطفل فيتم نفخ في فمه مرتين مقابل 15 عملية دلك بيد واحدة، أما بالنسبة  للبالغين فنفختين مقابل 30 عملية دلك بعد كل نفخة، وأكد نفس المتحدث بأن الطب الحديث أثبت بأنه يمكن الاستغناء عن النفخ في الفم والاكتفاء بالدلك لإنقاذ حياة الضحية.
جهاز الصدمات الكهربائية لإنقاذ المصابين بالأزمات القلبية
كشف طبيب الحماية المدنية قادم حكيم ياسين عن جهاز عصري يستعمل لإنقاذ الأشخاص الذين يتعرضون لأزمات كهربائية في القلب، وأشار إلى أن هذا الجهاز الذي يطلق عليه جهاز الصدمات الكهربائية يستعمل قبل الدقيقة الرابعة لتوقف نبضات القلب و التنفس لدى الضحية، مشيرا إلى أن هذا الجهاز متوفر حاليا في المستشفيات و لدى مصالح الحماية المدنية، في حين  يثبت هذا الجهاز في الشوارع والساحات العمومية والمطاعم بالدول المتقدمة، حتى يكون التدخل سريعا، مباشرة بعد تعرض الأشخاص لأزمات كهربائية في القلب.
في نفس الوقت، فإن استعمال الجهاز يتم بشكل بسيط، حيث يتضمن زر التشغيل و مخططا لطريقة استعماله في جسم الضحية، كما يتوفر على مسجل صوتي يؤكد لمستعمله إذا ما كان الأمر يتعلق بأزمة كهربائية في القلب أو غير ذلك، وإذا كان الأمر يتعلق بأزمة يساعد الجهاز في تنظيم نبضات القلب، أما إذا كان الأمر مختلفا، ينصح الجهاز مستعمله عن طريق رسالة صوتية بالاتصال بمصالح الإسعافات، مشيرا في نفس الصدد إلى أن القوانين في الدول المتقدمة تسمح للمواطن العادي باستعمال هذا الجهاز لإنقاذ أرواح الأشخاص، و ينصح نفس الطبيب بتوسيع استعماله حتى يساعد على إنقاذ الأشخاص في اللحظات الأولى لتعرضهم لأزمات كهربائية في القلب. ، و بين  في سياق متصل، بأن مصالح الحماية المدنية تجد صعوبات كبيرة في الوصول إلى الضحايا الذين يتعرضون لأخطار، خاصة في ظل ازدحام الطرقات وعدم احترام سائقي المركبات لرواق الإسعافات، إلى جانب تجمع الفضوليين وعدم تقديم الإسعافات اللازمة للضحايا، كل هذه الأمور عوائق قد تعرض الضحية إلى فقدان حياته.
 و بتعميم الإسعافات الأولية، خاصة بتلقينها للتلاميذ في المدارس، قد تساهم بشكل كبير في إنقاذ حياة الأرواح، وأشار في هذا الإطار إلى أنه خلال فترة عمله التي تقدر ب14 سنة، تمكن من إنقاذ شخص واحد أصيب بأزمة قلبية داخل سيارة الإسعاف، في حين أن باقي الحالات التي عاينها يفارق أصحابها الحياة، بسبب غياب ثقافة الإسعافات الأولية لدى المواطنين .   
نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى