تصميم «الجبّة» أصبح رديئا و أنقص من هيبة المحامي
أكدت مختصة و خبيرة في فن الخياطة و تصميم الألبسة الرسمية و  جبّة المحامين بولاية قسنطينة ، أن جبّة المحامين لم تعد تُخاط بشكل جيد، و  تشوبها عيوب كثيرة خاصة في الكتف و تثبيت الشارة، ما يجعلها تبدو  و كأنها وشاح، كما أن نوعية القماش المستعملة و لونه الأسود الباهت ينقص من قيمتها، مشيرة إلى عدم اهتمام الدفعات الأخيرة للمحامين بهندامهم عكس ما كان يعرف عن المحامي وما تتطلب مهنته من وجاهة.
المصممة فضيلة عميرش المقترن اسمها  في ولاية قسنطينة بالجبة الرسمية السوداء، في العقد الخامس من العمر، مكنها تكوينها الجيد في مجال الخياطة على يد مختصين أكفاء من داخل الجزائر و خارجها من صنع التميز في خياطة البدلات الرسمية التي تعتبر مجال تخصصها و خاصة « جبة» المحامين، ما جعلها قبلة لعديد المحامين من كل ولايات الوطن، حيث يقطعون مسافات طويلة للوصول إليها، نظرا لتمتعها بخبرة كبيرة و لإتقانها هذا النوع من البدلات، كما يقصدونها حتى من خارج الوطن، وقد أكدت في حديثها للنصر بأن هناك عدد كبير من المحامين يأتون من فرنسا، مباشرة إلى قسنطينة خصيصا لخياطة الجبة، مضيفة بأنها في كثير من الحالات تلتقي معهم في المطار لتأخذ القياسات كما تتكفل أحيانا بكل إجراءات التوصيل لفرنسا، موضحة بأن سعرها في فرنسا باهظ إذ يقدر بنحو 8 ملايين سنتيم.
الدفعات الاخيرة
من المحامين لم تعد تهتم للهندام
السيدة فضيلة التي تتمتع بخبرة تفوق 25 سنة في مجال خياطة الألبسة الرسمية، قالت بأن هناك دخلاء على هذا المجال  يسيئون لهذا اللباس الرسمي بعدم احترام معايير تصميمها و خياطتها، بحيث تظهر و كأنها غير متناسقة و لونها باهت، و تبدو  صورة المحامي عند لبسها منفّرة ما ينقص من هيبته، مشيرة إلى أنها عندما تذهب إلى المجلس القضائي بقسنطينة و تشاهد بعض المحامين يرتدون هذا النوع من الجبة تشعر بالحزن الشديد، موضحة بأنها تعتبر « الجبة»  قطعة منها و تتأثر عند مشاهدتها على هذا الحال، و أضافت بأن  المحامين أيضا أصبحوا يقبلون بشكل كبير على   البدلة السوداء منخفضة الثمن ، غير مكترثين لنوعيتها و لا لطريقة خياطتها، في الوقت الذي من المفروض أن يحرصوا على تصميمها الجيد و نوعية قماشها الرفيعة، باعتبارها تمثل هويتهم و هوية أنبل مهنة و الجواز الذي يسمح لهم بالدخول و المرافعة في أروقة العدالة إلى جانب بطاقتهم المهنية.
و عن المعايير الواجب احترامها في خياطة الجبة قالت محدثتنا، بأنها تلقت تكوينا متخصصا في فن تصميم اللباس الرسمي، حينها تمكنت من إتقان تصميم الكتفين و الرقبة بإحكام، ما جعلها تتقن أي بدلة تقوم بخياطتها باعتبارها ألمت بكل جوانب الخياطة، مضيفة بأن الجبة لها إكسسوارات جد رئيسية تتطلب هي الأخرى تصميما جيدا،  كالشارة العبارة و الميزان ، موضحة بأن الجبة تخاط مرتين و يستعمل فيها عدد من أنواع الأقمشة كالساتان و الكاشمير و البوبليم و لاطوال، و إنجازها يتطلب التركيز التام، نظرا لتفاصيلها الصعبة، و قالت بأنها تستغرق 3 أيام في خياطتها موضحة بأن سعرها حاليا بين 750 و 800 ألف سنتيم.
 في الجزائر يوجد  ستة مصممين لزي المحاماة
و بخصوص سر تميزها في هذا النوع من البدلات قالت بأنها حظيت بتكوين جيد في فن خياطة اللباس الرسمي و القفطان المغربي عند الأستاذة سماتي سنة 1993 ، و بدورة تكوينية في فن تصميم الأزياء عند مختصة فرنسية، في شارع المحاربين بذات السنة، حيث كانت في البداية تصمم هذا النوع فقط من الألبسة، و في  سنة 2004 اقترحت عليها أختها أن تخيط البدلة الرسمية للمحامين باعتبارها مختصة في اللباس الرسمي، حيث تخوفت في البداية لتقوم بعدها بتصميم و خياطة « جبة» واحدة و قامت بعرضها على نقيب المحامين بالشرق  الأستاذ مصطفى الأنور، و الذي منحها الموافقة، و قد تكفلت بخياطتها للدفعة التي تخرجت سنة 2004 ، و نجحت فيها و بعدها أصبحت تقوم بتصميم و خياطة بدلات التخرج للطلبة في تخصصات مختلفة كالطب و جراحة الأسنان ، و كذا البدلات الخاصة بالمتخرجين الأوائل على مستوى الدفعة، ، و منذ ذلك الحين توقفت عن خياطة الأنواع الأخرى من الألبسة، و تخصصت في الجبة لأنها تستغرق وقتا، كما  قامت بتصميم بدلات رسمية للأطفال الصغار الذين يشاركون في المسرحيات و المناسبات، مشيرة بأن سعرها يتراوح بين 300 أو  400 ألف سنتيم.
و اختتمت  حديثها بالقول بأنها نجحت في خياطة هذه الجبة، التي يوجد القلة القليلة فقط من يخيطونها في الجزائر، إذ لا يتجاوز عددهم الستة عبر الوطن، هذا بالرغم حسبها من المشكل الذي صادفها مع نقابة المحامين بالشرق التي رفضت وضع إعلان لها على مستوى المجلس القضائي بقسنطينة،  قائلة أن عملها المتميز من   صنع لها اسما.
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى