"الساحة" لم يملأ قاعات العرض رغم إشادة النقاد

كشف المخرج دحمان أوزيد للنصر عن مشروعين جديدين، موضحا بأن الأول عمل تلفزيوني و الثاني سينمائي يعكف حاليا على وضع الترتيبات الأساسية للانطلاق في تجسيدهما في الأيام القليلة القادمة.
مخرج أول كوميديا موسيقية جزائرية، دحمان أوزيد، اعترف بأن فيلمه الساحة الذي عرض في نسختين تلفزيونية و سينمائية، لم ينجح في ملأ قاعات العرض الجزائرية، رغم إشادة النقاد بالفيلم شكلا و مضمونا.
و اعتبر محدثنا بأن ما حدث مع فيلم “الساحة” المنتج عام 2010، دفعه و المنتج بلقاسم حجاج إلى التفكير في علاج ظاهرة عزوف الجمهور الجزائري عن قاعات السينما التي لم تعد تنجح في جذب عشاق السينما، كما كانت في الماضي، لأسباب كثيرة لخصها في عوامل ناتجة عن تأثير العشرية السوداء، و الطوّر التكنولوجي الذي ساهم في انتشار عادات جديدة، حوّلت الجمهور إلى جمهور كسول يرفض التنقل إلى قاعات العرض و يفضل متابعة الأفلام عبر الـ “دي في دي” أو جهاز الكمبيوتر..الشيء الذي ساهم في تدهور صالات السينما التي باتت هياكل بلا روح.
و أكد دحمان أوزيد بأن منتج فيلمه “الساحة” بلقاسم حجاج اهتدى إلى فكرة وصفها بالناجعة، لاستعادة مكانة الثقافة السينمائية ببلادنا و ذلك من خلال العمل على غرس هذه الثقافة في النشء، و تشجيع مديريات التربية على منح التلاميذ فرصة زيارة و متابعة أعمال سينمائية بمكانها الحقيقي داخل قاعات العرض، مثلما بادر إليه منذ فترة مع فيلم «لالا نسومر» الذي تابعه عدد مهم من التلاميذ، و اعترف الكثيرون و حتى الشباب بأنهم لم يسبق لهم دخل قاعة سينما من قبل.
و أردف بأن السياسة الثقافية للبلاد، تتحمل أكبر جزء من المسؤولية لأنها لم تضع ميكانزمات لنشر الثقافة السينمائية أو على الأقل الحفاظ على ما كان موجودا في الماضي حتى لا تحدث هذه القطيعة، التي ساهمت في عدم بروز أعمال ذات جودة و بقاء أسماء مبدعة و متألقة في الظل.
و علّق قائلا «وضعنا كل الترتيبات الضرورية، و وفرنا كل ظروف الترويج الناجح لفيلم الساحة من ملصقات ضخمة و قوافل و إعلانات إشهارية، لكن دون جدوى، فالقاعات لم تمتلئ حتى يوم العرض الشرفي الذي يتم عادة على دعوات خاصة»، إشارة إلى عزوف الجمهور الجزائري عن حضور العروض السينمائية حتى الأجنبية منها مثلما قال.  
و تحدث المخرج عن عمليات ترميم قاعات العرض و ما خصص لها من أموال  لإعادة فتحها «ما الجدوى من إعادة فتح قاعات هجرها الجمهور، إذا لم توّفر كل الظروف لإعادة بعث الحركة السينمائية»، مشيرا إلى نقص وسائل النقل و المقاهي و مرافق الخدمات العمومية التي يحتاجها رواد السينما، إذا رغبوا في متابعة فيلم سينمائي في الفترة المسائية.
و عن مشاريعه الجديدة، أكد مخرج مسلسل «الغايب «و «العودة « الحائز على جائزة الفنك الذهبي، بأنه بصدد التحضير لعملين جديدين، موضحا بأن الأول من نوع الدراما، و شبهه باللوحة الفنية الاجتماعية، لتمحورها حول علاقات متداخلة لثلاث عائلات يجمعها نفس المصير، أما الثاني فعبارة عن فيلم سينمائي، تدور قصته حول مغامرات صحفي.
و بخصوص موعد انطلاق تجسيد العملين، قال أوزيد أنه سيكون في الأيام القليلة القادمة، مؤكدا انتهائه من كل الترتيبات الأساسية، و حرصه على كشف وجوه فنية جديدة من خلال تنظيم عمليات كاستينغ لانتقاء أبطال فيلميه قريبا.
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى