اخترعت أنظمة  تكنولوجية توفر فاتــورة استيراد كبيرة للجزائــر

يكشف المخترع المهندس الشاب سعدون لخضر مولاي عن نجاحه في تطوير أنظمة تكنولوجية قال  أنه من من شأنها تخفيف الفاتورة الباهظة التي ترصدها الدولة من أجل استيرادها بالعملة الصعبة، مبينا بأنه يعمل في الوقت الراهن على مشروع من شأنه أن يتكفل بأطنان النفايات التي تعجز عن جمعها العديد من البلديات، وتعهد في مقابل ذلك بتجسيد مشاريع عصرية في الجزائر في حال توفرت له الإمكانات ووقفت إلى جانبه السلطات، مبديا رغبته في رد جميل الولاية التي احتضنته في المراحل الأولى لتعليمه، وهو ما جعلنا نلتقي به أياما بعد تطوعه المجاني الذي كان ناجحا لإعادة تشغيل الأضواء الثلاثية بمدينة أم البواقي والتي ظلت معطلة طيلة عهدة انتخابية كاملة، و كشف عن جديد اختراعاته التي يأمل أن يجسدها في حال قدمت له يد المساعدة.
حاوره : أحمد ذيب
النصر: بداية هل لنا أن نتعرف على سعدون لخضر مولاي
سعدون لخضر مولاي من مواليد السابع والعشرين من شهر ماي من سنة 1985 بمدينة عين البيضاء بأم البواقي، درست بثانوية براكنية علي بعين البيضاء تخصص الكتروتقني وتحصلت على البكالوريا سنة 2000، لألتحق بمعهد الالكتروتقني بجامعة العربي بن مهيدي، أين تخرجت سنة 2006 وتحصلت على شهادة الدراسات التطبيقية الجامعية كمهندس دولة في الالكتروتقني وكنت من الأوائل على مستوى دفعتي، وبعد تخرجي مباشرة شاركت أسرتي تجارتهم وفلاحتهم إلى جانب النشاطات المتنوعة للعائلة، لألتحق بعدها وبشكل مؤقت للتدريس بأحد معاهد التكوين المهني بمدينة عين البيضاء أين تعاقدت مع المعهد في إطار عقود الوكالة المحلية للتشغيل «أنام» وعملت أستاذا طيلة 8 أشهر، ليستقر بي الأمر حاليا بشركة سوناطراك أين أشتغل مهندسا بحاسي مسعود.
أعمل على مشروع يغني البلديات عن جمع القمامة
متى كان اهتمامك بالاختراعات وهل مشاركتك في برنامج «نجوم العلوم» كان هو الدافع؟  
اهتمامي بالاختراعات كان سنة 2003 أي بعد التحاقي بالجامعة، أين انطلقت في الأبحاث العلمية في مجال اختصاصي وكانت أبحاثي حينذاك نظرية ومعززة بتطبيقات، وكانت سنة 2008 شاهدة على أني كنت من بين أحسن المخترعين في العالم العربي، بفضل مشاركتي في برنامج «نجوم العلوم» الذي نظمته دولة قطر، أين كانت مشاركتي بعد الإعلان عن البرنامج تلفزيونيا في عديد القنوات الفضائية، وأجري البرايم الأول بالجزائر وانتقلت بتفوق للمرحلة الثانية بتونس وتوجت حينها ضمن أفضل المخترعين العرب، وكنت من الأوائل من بين 5600 مشارك.
اخترعت نظاما للوقاية من حوادث المرور غير أني لم أتلق أي رد  من السلطات
فسنة 2008 التي تميزت بمشاركتي في البرنامج، فتحت لي كذلك أبواب الاحتكاك بالمسؤولين، خاصة عندما سلطت علي وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية الضوء، أين نجحت في السنة نفسها بتطوير أنظمة تكنولوجية تكلف خزينة الدولة فاتورة استيراد باهظة، وهو التطوير الذي يختزل المسافات ويقلص استيراد هاته الأنظمة.
هل لنا أن نتعرف على اختراعاتك وهل من صعوبات يواجهها مولاي عند شروعه في أي اختراع؟
لي عديد الاختراعات فبعضها أوجهه للاستعمال المنزلي، والبعض الآخر أسعى لتعميم تجسيده واستغلاله عبر الوطن، على غرار ابتكاري الذي حزت على براءة اختراعه من طرف المعهد الوطني للملكية الصناعية، ويتعلق بنظام أمني للوقاية من السرقة باستعمال الهاتف النقال.
فلو كان باستطاعتي وتوفرت بعض الظروف لاخترعت أنظمة كل شهر أو شهرين، غير أن الاختراع الواحد يكلفني 12 ألف دينار فقط للحصول على براءة اختراعه ناهيك عن المصاريف التي يجب تخصيصها لكل اختراع، وتوجد عدة اختراعات انتهيت من إعدادها وعرضتها على أعلى السلطات غير أني لم ألتق أي رد، على غرار نظام وقائي  من حوادث المرور.
عالم الجزائر بلقاسم حبة سبب تطوعي المجاني لإعادة تشغيل كل ما هو معطل بولايتي
فردي على الشق الثاني من سؤالك هو أني وفي غياب الدعم والمرافقة أواجه صعوبات في تجسيد اختراعاتي على أرض الواقع ليستفيد منها الجميع، فانطلاقي في التحضير لأي اختراع وأنا على علم ودراية بأن الجهة التي عرضت عليها الفكرة لم ترد علي، هو أمر مؤسف ويحبط من عزيمتي، فنظام الوقاية من حوادث المرور عرضته على أعلى السلطات لما كان فكرة ونظرية وحين جسدته اختراعا ولكن من دون رد.
نفهم من كلامك أنك في حاجة ماسة لدعم مادي ومعنوي؟
إذا توفرت الإمكانيات وتوفر الدعم المادي والمعنوي، فالعديد من الأفكار لدي قابلة للتجسيد، ومن شأنها أن تساعد الدولة والبلديات وتوفر مداخيل دون الاعتماد على ريع النفط، فالمشروع الذي أعمل عليه حاليا والذي لن ينجح في غياب دعم من الدولة، هو مشروع يجعل في حال تجسيده البلديات تستغني عن جمع القمامة ويجعل مؤسسات تبحث وراء القمامة لتجمعها، وهو مشروع جاء بعد سلسلة سفريات قمت بها باتجاه بلدان أمريكية وأوروبية، و أسعى لتجسيده في بلادي بعد أن شاهدته ناجحا في مناطق ريو ديجانيرو وموسكو وساوباولو بالدرجة الأولى.  
تطوعت ونجحت في إعادة تشغيل الأضواء الثلاثية بمدينة أم البواقي ووفرت على البلدية غلافا ماليا بـ3 مليار سنتيم، كيف كان ذلك؟
بداية سبب تطوعي لإعادة تشغيل الأضواء الثلاثية ببلدية أم البواقي، كان بفضل نصائح وتوجيهات عالم الجزائر لسنة 2015 البروفيسور بلقاسم حبة أين التقى على هامش حفل تتويجه بفندق الهيلتون عددا من المخترعين والباحثين الجزائريين، ووجه لهم نصيحة برد جميل المنطقة التي كانت صاحبة الفضل على كل واحد منا سواء خلال مرحلة الدراسة أو التربية وغيرها.

طورت نظاما للوقاية من السرقة بواسطة النقال
عدت آنذاك من فندق الهيلتون وأنا مشحون بتوجيهات العالم المتواضع حبة، وشرعت حينها في رد جميل المنطقة التي احتضنتني وجعلتني  ما  أنا عليه اليوم، بالرغم من العراقيل الكبيرة التي واجهتها سواء من الإدارة أو في الميدان.
فالتحية أوجهها لرئيس بلدية أم البواقي وممثل مديرية النقل اللذان جعلاني أدرك بأنهما فعلا غيوران على مدينتهما، من جهته الوالي ولحظة أن طرحت عليه الفكرة طلب مني العمل ووعدني بأن يكون المساند الأول لي، فاتصالي كان بداية بالمسؤول الأول بالولاية وذلك لجعل الأمور قانونية ومنظمة بعيدا عن الفوضى، وقبل الوالي الفكرة وبدأت أجسدها في الميدان.
كل  براءة اختراع تكلفني 12 ألف دينار وهو أمر مكلف
ففي مدينة أم البواقي أتممت إصلاح جميع الأضواء الثلاثية، وقبل نهاية شهر أوت الجاري سأنتهي من إصلاح 3 أضواء ثلاثية بعين البيضاء بعد أن انتهيت من إعادة إصلاح نافورة المياه المتواجدة بمدخل المدينة والتي كانت معطلة طيلة 8 سنوات كاملة.
تطوعت بأم البواقي وحاليا بعين البيضاء ما هي وجهتك المقبلة؟
المبادرات التطوعية التي عملت وأعمل عليها أقوم بها لوحدي، وعند انتهائي من الأضواء الثلاثية بعين البيضاء سأتوجه لوالي أم البواقي بغية ضبط برنامج عمل، فخلال الأيام الماضية تمنيت لو ضبطت برنامجا مع مسؤول بيده سلطة اتخاذ القرار، في ظل الصعوبات التي أصطدم بها مع المسؤولين المحليين، لاسيما أني أشتري كل الأغراض وقطع الغيار من جيبي، والتطوع الحالي أراه لا يساوي شيئا أمام التحدي الذي رفعته.
علمنا كذلك أنك تتطوع سنويا لتقديم محاضرات للمترشحين للبكالوريا ؟
صحيح كل سنة أخصص جانبا من وقتي لتقديم محاضرات بثانويات مدينة عين البيضاء، ليست محاضرات أكاديمية لتدريس ومراجعة المقرر الدراسي، وإنما محاضرات أقدم من خلالها نفسي لجيل المستقبل أعمل من خلالها على توعيتهم بأن ابن مدينتكم لم يهاجر ولم يختر شق البحار للعمل والتدريس، بل هو باق في الجزائر، وذلك في محاولة لشحن بطارياتهم عشية امتحان البكالوريا، والسنة قبل الماضية بادرت بتكريم المتفوقين الأربعة الأوائل في البكالوريا بثانويات عين البيضاء، أين منحت كل واحد منهم لوحة رقمية.                                                                              

الرجوع إلى الأعلى