أغنـية الـراي العصريـة فــارغة المحتـوى و قوة الفرقـة في رســالتـها السامـية
يرى الفنان لطفي العطّار، أحد الوجوه البارزة ضمن فرقة «راينا راي» المعروفة، بأن أغنية الراي العصرية مستنسخة بطريقة سيئة ، و تهدف إلى تحطيم عقول الشباب، خاصة و أن كلماتها تفتقر للروح وتفشل في تبليغ الرسالة السامية للفن،  و أكد في لقائه بالنصر، على هامش مشاركة الفرقة مؤخرا في إحياء إحدى سهرات مهرجان جميلة، بأن ما يعرف بأغنية الراي العصرية موجة غريبة عن مجتمعنا، مضيفا بأن قوة فرقة «راينا راي» التي بقيت صامدة عبر السنين تكمن في الرسالة التي تقدمها، كما أعرب الفنان عن آرائه في ما يتعلق بتغيرات أخرى تشهدها الساحة الفنية الجزائرية .
. النصر: ما رأيك في موجة الراي الجديدة؟
لطفي العطار: لا أفهم سر تعلق الشباب بهذه الموجة الجديدة من أغنية الراي، أعتقد بأنه طابع غريب و من الأحسن أن يقدم الفنانون أغان تهدف إلى تربية الجيل الجديد و الارتقاء بأخلاقه، كما أن الموسيقى من المفروض أن تثقف، بدل أن يتم ترديد كلمات جوفاء فارغة من المحتوى. بلدنا يحتاج إلى جيل مثقف وواع و من المفروض أن نوجهه ونقدم له المكملات الثقافية، بفضل موسيقى تهدف إلى زرع بذور الخير و الحب، كما كان لزاما على الموسيقى أن تراعي نقل أمور إيجابية، من خلال رفع التحديات و المساهمة  في بناء وطنه.
. هل ترى بأن انتشار موجة الراي الجديدة جاء نتيجة انسحاب الفنانين القدامى من الساحة الفنية وعزوف المنتجين أو بطلب من الشباب؟
يمكن القول بأن الأغنيات المصنفة ضمن موجة الراي الجديدة و المعروفة باسم «الملاهي»، لا يتطلب أداؤها سوى ترديد كلمتين سهلتين، و بالتالي وجد الجميع سهولة في تناول مواضيع تافهة ، لا تسعى إلى تبليغ ثقافة أو تقديم لحن  راق يبقى راسخا في الأذهان. بالمقابل قدمت فرقتنا أغان بقيت راسخة في أذهان الجميع ويرددها الجميع لحد الآن، يمكن القول بأن المفاهيم اختلطت، ومن الضروري إصلاح ما يمكن إصلاحه لإعادة الفن الحقيقي إلى الواجهة.
قطعت مسارا طويلا في تقديم أغنية الراي، ما هي الذكريات التي بقيت عالقة في ذهنك مع فرقة «راينا راي»؟
تعتبر السهرات والحفلات التي قدمتها ضمن فرقة «راينا راي» طيلة مشواري الفني، جزء لا يتجزأ من التراث الجزائري، و هذا يجعلني أشعر بفخر كبير. منذ تأسيس الفرقة منذ سنوات طويلة، بقيت صامدة و نشيطة. أنا و كافة أعضاء الفرقة نشعر بالفخر و الاعتزاز عندما نصعد إلى الركح ويتجاوب معنا الجمهور، كأن الأغاني التي نقدمها جديدة و طرحناها للتو، نرى ونحس بذلك التفاعل والانجذاب دائما، على غرار ما حدث مع جمهور مهرجان جميلة. كما قلت فإن تقديم أغان نظيفة من حيث الكلمات و الألحان يجعلها تبقى لعشرات السنوات راسخة في ذاكرة الجمهور .
جرت العادة أن الفرق الموسيقية تندثر مع وفاة أو انسحاب أعضائها، لكن فرقة «راينا راي» تختفي قليلا، وسرعان ما يلتئم شمل أعضائها، ما السر في ذلك؟
من الصعب أن نحافظ على استمرارية فرقة معنية، فعبر العالم نجد أن العديد من الفرق اندثرت، وفي  أغلب الأحيان لا يلتئم شملها من جديد، يمكن القول بأن سر قوة فرقتنا في الرسالة النبيلة التي تقدمها، كما أنني رفقة زميلي قادة و بعض الأعضاء، نحاول العمل جاهدين على الإبقاء على روح المجموعة، رغم تأثرنا بوفاة الجيلالي عمارنة، و انسحاب بعض الأعضاء وعودتهم.إننا نحاول تقديم فن راق ونقل رسائل إلى المجتمع، لهذا بقيت الفرقة تسير على نفس المنوال تماما كما كانت عندما تأسست. إننا نحمل على عاتقنا مسؤولية المحافظة على فن الراي الأصيل من الاندثار، لإدراكنا بأن الجيل الحالي يحتاج إلينا لنعرفه بما قدمه الجيل السابق، خاصة و أن موسيقانا وصلت إلى العالمية.
كيف تقيم مشاركتكم في مهرجان جميلة العربي؟
الحمد لله الجمهور لا يزال يتذوق أغنية الراي الأصلية و الأصيلة، لدينا دينا لهذا الجيل و نحاول تسديده من خلال تقديم أفضل أغانينا، لقد أحسسنا بتفاعل الجمهور الكبير مع الأغاني التي قدمنا على غرار «يا الزينة» وأغنية «لو كان يديرو عليك باب حديد» وغيرها من الأغاني التي اشتهرت كثيرا. لقد كان هدفنا تقديم فن نبيل بكلمات نظيفة وموسيقى تدخل القلب وتتناغم معه، و نهدف إلى الاستمرار في ذلك وتقديم الجديد و الجميل دائما.
حاوره / رمزي تيوري

الرجوع إلى الأعلى