ضحيت بالدراسة من أجــل المسرح و اخترت الفكاهة  على الغناء

فنان كوميدي دخل قلوب العائلات الجزائرية صغارا وكبارا، بالنظر إلى أعماله الفنية المميزة، وقدرته الفائقة في إضحاك الناس، فهو يحمل طاقة إبداعية خارقة تجلت من خلال أعماله الكوميدية الهادفة.  محمد خساني النجم الفكاهي المشاغب الذي لا يخشى كسر الطابوهات، ويستخدم الكوميديا كسلاح للانتقاد، وإيصال رسائله الهادفة فتح قلبه للنصر، وتحدث عن كيفية ولوجه عالم الفن، وعن جديد أعماله، وعدة أمور أخرى ستكتشفونها في هذا الحوار.
حاوره: مروان. ب
*كيف كانت بدايتك مع عالم الفن والمسرح ؟
بدايتي مع عالم الفن كانت في سن الثانية عشر، حيث كنت مهتما بالمسرح أكثر من أي شيء آخر، ما جعلني أغادر مقاعد الدراسة في سن  السابعة عشر، رغم تحفظات عائلتي التي كانت رافضة لهذه الفكرة في بادئ الأمر، قبل أن تتقبل الواقع فيما بعد، حيث قامت بتشجيعي على سلك هذا الدرب، الذي أنا فخور به الآن، بالنظر إلى النجاحات التي حققتها.
أنتظروني في سلسلة عاشور العاشر والحاج لخضر أخبرني بأني أذكره بنفسه
*متى اقتنعت بسلك هذا الدرب ؟
تجربتي بمسرح وهران جعلتني ألقى تفاعلا كبيرا من الجماهير التي اكتشفت موهبتي، وشجعتني على المواصلة، لأجد نفسي أتلقى اتصالا من مسؤولي برنامج قهوة القوسطو فيما بعد، حيث عرضوا علي فكرة المشاركة، وتم اختباري عن طريق «الكاستينغ»، الذي تخطيته بنجاح، ما جعلني أظهر في ذلك البرنامج الذي أضاف لي الكثير، كونه علمني الوقوف أمام الكاميرا، واختبار مؤهلاتي سواء في التمثيل أو اختيار المواضيع التي لم تكن سهلة.
*الجمهور اكتشف شابا موهوبا عبر قهوة القوسطو، هل كنت تتوقع ذلك النجاح ؟
لو لم أكن واثقا من موهبتي لما سلكت هذا الدرب، لقد ضحيت بالدراسة من أجل المسرح، ولم يكن لي أي خيار سوى النجاح، لقد كان البرنامج الترفيهي قهوة القوسطو فرصتي للظهور، حيث اكتشفني الجمهور الجزائري، الذي تفاعل بشدة مع كافة أعمالي، لقد اكتسبت قاعدة جماهيرية معتبرة بعد تلك التجربة التي زادتني نضجا ومسؤولية، وجعلتني أقتنع بأني في الطريق الصحيح.
*تابعناك بعدها في عدة أعمال فنية، هل لك أن تحدثنا عنها ؟
تجربتي في برنامج قهوة القوسطو فتحت أمامي الأبواب، وجعلتني أتلقى عدة عروض عمل فيما بعد، على غرا رالمشاركة في جرنان القوسطو، الذي حقق نجاحا باهرا، بالنظر إلى المتابعة الجماهيرية الكبيرة، وكذا ردود الأفعال الإيجابية التي كانت تصلنا من المتتبعين، لأتلقى بعدها عرضا مهما من طرف الفنان الكبير الحاج لخضر، الذي كلف نفسه عناء ملاقاتي، وعرض علي فكرة العمل إلى جانبه، لقد كنت سعيدا جدا بتلك التجربة التي مكنتني من الاحتكاك بأحد عمالقة الفن الجزائري. لا أزال أتذكر بأني اخترت العمل إلى جواره على قبول عرض مغر آخر، أنا أشكره بالمناسبة، ولن أنسى ما قاله لي، خاصة وأنه أخبرني بأني أذكره ببداياته، وتلك شهادة أعتز بها لأنها تأتي من أحد أبرز نجوم الفن في الجزائر.
عادل إمام ملهمي وحلمي الانتشار عربيا
*هل كنت تتوقع أن تحقق كل هذا النجاح في هذا التوقيت القصير ؟
كما قلت لكم من قبل من يملك الموهبة والإرادة بإمكانه الوصول إلى كافة أحلامه، لقد اكتسبت الكثير من الخبرة بالعمل إلى جانب فنانين كبار، على غرار الحاج لخضر، ما مكنني فيما بعد من المشاركة في عدة أعمال جيدة، سواء عبر التلفزيون الجزائري أو حتى عبر القنوات الخاصة التي فتحت أمامي الأبواب، ومكنتني من إبراز موهبتي، أنا متأكد من أمر واحد وهو أنه من يجتهد ويخلص في عمله سيصل إلى كافة أهدافه. أنا الآن راض بمشواري، وأتطلع لأعمال أكبر في المستقبل، خاصة وأن أحلامي لا تقف عند هذا الحد بل تتجاوزه بكثير.
*هل تخطط   لمشاريع مستقبلية ؟
 هناك عدة مشاريع، ولكن قبولي للعمل مرتبط بدراستي الدقيقة للمواضيع والدور الممنوح لي، خاصة وأنني لا أريد ارتكاب أي أخطاء قد تتسبب في عودتي إلى الخلف، ومن بين الأعمال التي سأظهر فيها سلسلة عاشور العاشر، الذي حقق نجاحا باهرا الموسم الماضي، وكان من أبرز البرامج خلال شهر رمضان، لقد كان المخرج جعفر بلقاسم وراء مشاركتي في هذا العمل، حيث اتصل بي، وعرض علي فكرة المشاركة معه، خاصة وأنه يثق كثيرا في إمكاناتي، ويعتبرني من أبرز الأسماء الصاعدة على مستوى الفكاهة، أنا أشكره على هذه الثقة، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنه، وأنجح في تقديم الإضافة التي ينتظرها مني، أنا أقول لجمهوري بأني سأظهر في شكل مختلف سيلقى إعجابهم.
هناك أسباب وراء عدم إنجاب الجزائر لممثلين من شاكلة عثمان عريوات
*حدثنا عن هذا الدور بالتفصيل ؟
أفضل عدم التطرق إلى التفاصيل الآن، سيما وأنني لا أريد «حرق» العمل، ولكني أؤكد لكم بأنه قد تم منحي دورا مهما  و رئيسيا، إلى جانب الفنان القدير صالح أوقروت، الذي أتشرف بالعمل إلى جانبه، كما كان الحال مع الحاج لخضر، أنا اعتبر مثل هذه التجارب فرصا لا تعوض من أجل التعلم واكتساب الخبرة، خاصة وأنني لا أزال في بداية مشواري، وأمامي الكثير من أجل تحقيقه.
بماذا يحلم محمد خساني ؟
أريد ترك بصمتي في الفن الجزائري، ولن يكون لي ذلك سوى بتقديم أعمال في المستوى تلقى استحسان الجمهور الجزائري، الذي يعد ذواقا، ويعرف جيدا كيف يقيم عمل الكوميدي والفكاهي، وهو  هدف     يحتاج  إلى الكثير من الموهبة والدقة و التفاني في العمل، لقد قدمت عدة أعمال جيدة لحد الآن، ولكنها لم تتعد الجزائر، وأنا أطمح لفرض نفسي عربيا بالمشاركة في أعمال فنية بالمغرب أو مصر أو غيرها من البلدان العربية التي تعترف بمقدرة الفنان الجزائري.

بلايلي وبلجيلالي وبلال الصغير أصدقائي وأتمنى تتويج الحمراوة باللقب
*هل تعتبر الفن في الجزائر وسيلة كافية لكسب العيش ؟
بإمكان الفنان الجزائري أن يعيش في ظروف جيدة إن أحسن التعامل مع فترات عطائه المتميزة، اعتقد بأن الفنان يجني أموالا معتبرة من الأعمال التي يشارك فيها، ولكن يجب أن يستثمرها في أشياء تعود عليه بالفائدة بعد الاعتزال، لا أخفي عليكم بفضل الفن والمسرح عرفت حياتي نقلة نوعية، ولن أقع في أخطاء السابقين، وسأحاول توفير الأموال التي سأجدها وقت الحاجة.
ماذا عن ظروف العمل في الجزائر ؟
الغالبية تريد إعطاء صورة قاتمة عن ظروف العمل في الجزائر بوصفها بأنها سيئة للغاية، ولكني أؤكد لكم بأن الأمور مختلفة تماما، بالنظر إلى وجود الكثير من الأمور الإيجابية في الساحة الفنية الجزائرية، كل ما في هذا الموضوع أن يكون الفنان الراغب في النجاح عند قدر المسؤولية، ويحسن استغلال الفرص التي تتاح له، أتحدث عن نفسي  قدمت عدة أعمال ناجحة جعلت أسهمي في ارتفاع، وأقول لمن يتحججون بالظروف غير الملائمة أن يكفوا عن اختلاق الإدعاءات، ويركزوا على العمل الميداني.
قهوة «القوسطو» فتحت أمامي أبواب النجومية
*من هو قدوتك؟
منذ صغري معجب بالعملاق عادل إمام، الذي أعتبره ملهمي، فهو فنان مبدع وممثل الفريد من نوعه، وسيكون من الصعب على الساحة الفنية العربية إنجاب خليفته، بالنظر إلى ما قدمه ولا يزال يقدمه لحد الآن. عادل إمام هو الكوميدي الوحيد القادر على تحسين وضعيتي النفسية عندما أكون في أسوأ أحوالي، حيث أقوم فورا بمتابعة أحد أعماله، خاصة الجدية منها، أين أجد نفسي استمتع، وفي الوقت نفسه أنجح في الخروج من الإحباط الذي كنت أشعر به، كما أني معجب ببعض الفنانين الجزائريين الكبار على غرار المرحوم سيراط بومدين.
الفنان  في الجزائر يجني اموالا  معتبرة  لكن لا يحسن استثمارها
* لماذا لم نعد نرى ممثلين من شاكلة عثمان عريوات والمفتش الطاهر ؟
من تحدثت عنهم قامات لا يمكن بأي شكل من الأشكال تعويضهم، ولكن الأمور اختلفت عما كانت عليه فالسابق، حيث لم تعد هناك الكثير من دور السنيما، ما أثر بالسلب على الطاقات الشابة، التي لم تعد تحظى بنفس الفرص، اعتقد بأن المواهب في الجزائر موجودة، ولكن يجب أن تلقى الدعم من أجل إظهار إمكاناتها الحقيقية، وعن نفسي لو كانت هناك سينما في بلادنا فأنا متأكد بأني سأحقق نجاحا باهرا، وسأتمكن من جعل الجماهير تتابع أعمالي بشغف كبير.
* تجيد الغناء إلى جانب الكوميديا، ما تعليقك ؟
يضحك...أجل أجيد الغناء وأقوم بإبراز طاقاتي فيه كل ما تتاح لي الفرصة، ولكني اعتبره بالأمر المسلي لا أكثر ولا أقل، بالنظر إلى أن كامل تركيزي منصب على التمثيل، الذي اخترته عن قناعة، كوني كنت متأكدا من تفوقي فيه، على عكس الغناء الذي أنا متميز فيه، غير أن هناك عدة أصوات أفضل مني.  
* تمتلك عديد العلاقات المتميزة مع المغنيين، حدثنا عن الأمر ؟
أجل لدي علاقات وطيدة مع عديد المغنيين، على غرار النجم بلال الصغير الذي يعد من أعز أصدقائي، شأنه في ذلك شأن كادير الوهراني، والشاب حسام والشاب بلال، وعدة مغنيين آخرين. حبي للغناء وراء هاته العلاقات التي افتخر بها، خاصة وأن غالبية هؤلاء الأشخاص ينحدرون من مدينة وهران.
الفن  أحدث  نقلة نوعية في حياتي ماديا
*علاقاتك تمتد إلى لاعبي كرة القدم، حدثنا عن أصدقائك في هذا الميدان ؟
مدينة وهران كانت ولا تزال خزانا للنجوم في كافة المجالات، سواء الفن أو كرة القدم، فبعد أن أنجبت في الماضي عديد الأسماء البازرة، التي تألقت في الساحرة المستديرة، هاهي لا تزال تقدم  عناصر متميزة، على غرار نجمي كرة القدم يوسف بلايلي وقدور بلجيلالي، اللذين يعدان من أبرز أصدقائي، دون نسيان نجوم أخرى تنحدر من وهران، في شاكلة الدوليين هشام بلقروي وبغداد بونجاح، أتمنى لكافة هؤلاء حظا موفقا، كما أستغل الفرصة من أجل أن أدعو لفريق القلب مولودية وهران، الذي يقدم في موسم استثنائي أتمنى أن يكلل بالفوز بلقب البطولة الوطنية.           

الرجوع إلى الأعلى