أطلب الهداية لعمراني و من العيب أن يتهم ناديا عالميا بالتزوير!

أبدى رئيس وفاق سطيف حسان حمار استغرابه للتصريحات التي طالت إدارة فريقه من طرف المدرب عبد القادر عمراني، الأخير الذي اتهمهم بتزوير عقده. و قال حمار خلال حوار هاتفي خص به النصر، بأنه لن يعترض على تسريح مدرب الوفاق خير الدين مضوي للمنتخب المحلي، مؤكدا بأن الكرة الجزائرية لن ترى النور في وجود خفافيش الظلام، كما تحدث عن عدة أمور تخصه و تخص الوفاق ستكتشفونها في هذا الحوار.
وفاق سطيف يحتل ريادة الترتيب بعدما غاب عنها لمدة 20 شهرا كاملا، ما تعليقك؟
     ليس غريبا على وفاق سطيف التواجد في ريادة الترتيب العام، رغم أننا لم نصل إلى ذلك سوى بعد 20 شهرا، خاصة بعد المشاكل التي حدثت لنا، عقب الإقصاء من المنافسة الإفريقية الموسم الماضي. نحن نلعب دوما على الألقاب والتتويجات،  و الأمر لا يتعلق بوجودي على رأس الفريق، أو وجود مسير آخر، بل بثقافة تمتد جذورها إلى تاريخ تأسيس الفريق سنة 1958، حيث يتغير الأشخاص و لكن أهداف الوفاق لا تتغير على الإطلاق. نحن سعداء الآن بالريادة التي جاءت بفضل تضافر جهود الجميع، سواء لاعبين، طاقم فني أو أنصار، و نتمنى أن نواصل بذات المستوى إلى غاية نهاية الموسم.
لن أعترض على رغبة «الفاف» في تعيين مضوي لتدريب المحليين
هل وضعتم التتويج بأحد الألقاب هدفا لكم هذا الموسم؟
     يجب أن تعلموا بأن الأهداف المسطرة من قبل الأندية لا توضع بين ليلة  و ضحاها، بل تتم مناقشتها قبيل انطلاق الموسم الكروي، و هو ما تحدثنا بخصوصه كمسيرين و طاقم فني، حيث قلنا بأن الوفاق يجب أن ينهي الموسم ضمن فرق “البوديوم»، خاصة و أن رغبتنا كبيرة في العودة إلى المنافسة الإفريقية، التي لم نشارك فيها هذا الموسم على غير العادة. نتمنى أن نتوج باللقب، و لكن إن اكتفينا بالمرتبة الثانية أو الثالثة لن نحزن.
الوفاق يسعى للعودة إلى المنافسة الإفريقية الموسم القادم أليس كذلك؟
بطبيعة الحال هدفنا العودة إلى المشاركات الخارجية، بالنظر إلى التقاليد التي أصبحنا نمتلكها في هذه المسابقات، خاصة عقب تتويجنا بلقب رابطة الأبطال الإفريقية، و كأس “السوبر” الإفريقي. الحمد لله أننا نجونا من عقوبة قاسية من “الكاف” بعد حادثة لقاء صن داونز، و التي عرفت اجتياح الأنصار لأرضية الميدان، حيث كنا مهددين بالحرمان من المشاركة في مناسبتين، و لكن بفضل المجهودات الجبارة التي بذلها الطاقم المسير، و الذي قدم ملفا ثقيلا للجنة الانضباط التابعة للاتحاد الإفريقي، اكتفينا بعقوبة مباراتين فقط، و هو ما سيجعلنا على أهبة الاستعداد للمشاركة الموسم القادم، التي أحلم فيها بالتتويج بكأس “الكاف”، و هو اللقب الوحيد الذي ينقص خزينة الوفاق.
استعدتم المدرب مضوي بعد المشاكل التي حدثت لكم مع سابقه عمراني، ما تعليقك؟
     لم تكن لدينا أي مشاكل مع المدرب عبد القادر عمراني، حيث طلب الرحيل بمفرده، بالنظر إلى عدم تحمله للضغوطات المفروضة من قبل الجماهير، التي كانت تطالب بمستوى لعب أفضل. نتمنى له حظا موفقا في مهمته الجديدة على رأس العارضة الفنية لشباب قسنطينة، و لم لا النجاح في قيادة هذا الفر يق العريق إلى ضمان البقاء.
و بخصوص انتدابنا لخير الدين مضوي، فلا يمكن أن نجد بديلا أفضل منه، بالنظر إلى معرفته الجيدة ببيت الوفاق، إذ و بمجرد الانتهاء من الارتباط مع عمراني، حتى اتصلنا بمضوي من أجل القدوم، خاصة و أنه لم يكن مرتاحا في ناديه السابق الوحدة السعودي.
كأس الكاف التاج الوحيد الذي ينقصنا و سنتوج به قبل نهاية عهدتي
عمراني اتهمكم خلال أحد الحوارات التي خصنا بها بتزوير عقده، ماذا تقول في هذا الموضوع؟
     لا أريد التعليق على هذا الاتهام الخطير، و ليس لدي ما أقوله في هذا الشأن سوى عيب... عيب. أنا احترم هذا المدرب و أقدره كثيرا، و لكن أن يصل إلى  حد اتهام ناد بحجم وفاق سطيف، الذي شارك في كأس العالم للأندية بالتزوير فهذا أمر غير مقبول. أنا أطلب له الهداية، و لا أريد أن أضيف شيئا آخر في هذا الموضوع.
هل صحيح أن المدرب خير الدين مضوي مطلوب من «الفاف» لتدريب المنتخب المحلي؟
لقد اتصل بي مسؤولو الاتحادية الجزائرية لكرة القدم «فاف» بخصوص خير الدين مضوي، و لقد تكلمت معه بخصوص هذا الموضوع، حيث لمست لديه رغبة كبيرة في قيادة المنتخب المحلي. نحن ليس لدينا أي إشكال، و لن نقف حجر عثرة أمامه، خاصة و أن الأمر يتعلق بمصلحة المنتخب الوطني، الذي يأتي في المقام الأول. نحن هنا من أجل مساعدة الكرة الجزائرية، التي كان لها الفضل في التكوين الجيد لـ “خيرو» الذي تحصل على كافة شهاداته التدريبية بالجزائر. أعتقد بأن مضوي بإمكانه العمل مع المحليين و وفاق سطيف في نفس الوقت، بالنظر إلى قصر مدة تربصات المنتخب الوطني.
حادثة لقاء صن داونز كادت تقصي الوفاق من مشاركتين قاريتين
نشهد احتدام المنافسة بين فرق المقدمة و المؤخرة، حيث طفا على السطح مشكل التحكيم، ما تعليقك؟
     هناك بعض الصحفيين في الجزائر يتعاملون بمبدأ اللامساواة، حيث يفضلون بعض الفرق على أخرى.. لا أنكر بأن إتحاد الحراش هضم حقه في لقاء النصرية، عقب احتساب ضربتي جزاء غير شرعية ضده، و لكن الهالة الإعلامية التي أحدثها ذلك اللقاء تجعلك في قمة الحيرة و الاندهاش، خاصة وأن هناك أندية أخرى قد تعرضت إلى ظلم أكبر، على غرار ما حدث لنا أمام شبيبة القبائل، إذ تم احتساب ضربة جزاء خيالية ضدنا، دون نسيان لقاء الساورة الذي تلقينا فيه هدفا من وضعية تسلل.
إذا أردنا تطوير الكرة الجزائرية، يجب أن نتعامل مع كافة الأندية بنفس الطريقة، لأن ما يحدث في بطولتنا يجعلك تتذكر سياسة “فرق تسد” للجنرال بيجو. يجب أن نتكلم بصوت واحد عند ملاحظة الظلم، كما يجب القضاء على الجهوية. فمثلا مدينة سطيف بها 1,5 مليون نسمة، و هي تحتل المرتبة الثانية من حيث الكثافة السكانية بعد الجزائر العاصمة، التي تمتلك فرقها الأفضلية على حساب بقية الأندية الأخرى لاعتبارات يعرفها العام و الخاص.
هل صحيح أن لجنة الانضباط على مستوى الرابطة تتعامل بسياسة الكيل بمكيالين مع الأندية؟
     نحن نثق في لجنة الانضباط، و نحترم كافة قراراتها، حتى و لو لم تكن في صالح وفاق سطيف، الذي تعرض في بعض الأحيان إلى الظلم. نحن في وفاق سطيف لسنا معروفين بـ “البهرجة” و التصريحات غير المسؤولة، خاصة و أن ذلك قد يكون انعكاسه سلبيا على الجمهور.
لا يجب جعل الرياضة ستارا لتغطية إخفاقات أخرى
مع اقتراب نهاية الموسم الكروي شاهدنا عودة مارد العنف بقوة، إلى درجة جعلت الأصوات تتعالى مطالبة بضرورة توقيف هذه البطولة، هل أنت مع أو ضد هذا المقترح؟
     لأول مرة أسمع بهذه المطالب التي تتحدث عن ضرورة توقيف البطولة، بسبب العنف الذي تشهده ملاعبنا. أعتقد بأن لا أحد بإمكانه أن ينادي بمثل هذه الأمور، دون العودة إلى الجمعية العامة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، كونها الهيئة الوحيدة المسؤولة عن اتخاذ هذه القرارات إلى جانب الدولة الجزائرية. ربما أن أصحاب المراتب الأخيرة هم من يتمنون حدوث ذلك، ولكن هذه الآمال بعيدة التجسيد على أرض الواقع، بالنظر إلى قيمة كرة القدم لدى الجمهور الجزائري الذي تعد متنفسه الوحيد.
ما رأيك فيمن يطالبون بتغيير المنظمومة ككل بعد إخفاق الخضر في “كان” الغابون ؟
     قلتها وأعيدها. المنتخب الوطني منذ الاستقلال، وعلى مدار 55 سنة اكتفى بحصد كأس أمم إفريقية وحيدة، وكان ذلك بالجزائر سنة 1990، حيث فشل بعدها في كافة المسابقات، إذا ما استثنينا بعض المحطات المميزة، على غرار المونديال الأخير بالبرازيل. لا يجب أن نصف إخفاق “كان” الغابون بالكارثة، خاصة وأن هناك منتخبات تفوقنا إمكانات وخبرة، لم تصنف هذه الهزائم في خانة الكوارث، وأتحدث هنا عن إسبانيا المتوجة بكأس العالم وكأس أمم أوروبا، حيث غادرت اليورو الأخير من الدور الأول، دون نسيان المنتخب الفرنسي الذي فرط في اللقب في بلاده أمام المنتخب البرتغالي. اعتقد بأن وقع الإقصاء في الغابون كان كبيرا على الجمهور الجزائري، بالنظر إلى الأوهام التي بيعت له بأننا نملك المنتخب الأحسن في إفريقيا، كيف نتحدث عن منتخب كبير، ونحن لا نمتلك مدافعا أيمن ولاعبا في المحور، دون الحديث عن مناصب أخرى.
أستغرب لمن صنفوا إخفاق «كان» الغابون في خانة الكوارث!
هل من كلمة أخيرة؟
     لا يجب جعل الرياضة ستارا لإخفاء عجز باقي القطاعات الأخرى، التي تعتبر مريضة بأتم معنى الكلمة. يجب أن نفكر في قوت المواطن قبل الحديث عن مشاكل الرياضة الجزائرية. أنا استغرب ممن يطالبون بتغيير منظومة كرة القدم ككل، خاصة و أن هذا الأمر ليس من مهامهم، بل من مهام الدولة الجزائرية التي تبقى أدرى بالمصلحة الوطنية.
حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى