أنا أول جــزائري يـظفـــر بعقــد احتــرافي مـع نــاد أوروبــي لـذوي الاحتياجــات الخاصــة

يواصل ابن مدينة قسنطينة عبد الرؤوف أوشن صنع الحدث في عالم الرياضة الجزائرية، فبعد أن كان أول رياضي يدخل عالم الدراجات الهوائية لذوي الاحتياجات الخاصة، فاجأ أوشن الجميع بالإمضاء على عقد احترافي مع نادي عصمانلي سبور التركي لكرة القدم، ليكون بذلك أول جزائري يمارس هذه اللعبة مع أحد الأندية المحترفة، وخص أوشن النصر بحوار تحدث فيه عن الأسباب، التي دفعته لوضع حد لمشواره الحافل كدارج محترف، والانتقال إلى عالم الساحرة المستديرة.
*حققت حلمك أخيرا بالانضمام الى أحد فرق كرة قدم ؟
أجل حققت حلما راودني منذ الصغر، لقد حاولت تحقيقه ببلادي الجزائر، ولكن الأمور كانت مستحيلة، في ظل عدم وجود فرق كرة قدم خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.

مسؤولو عصمانلي سبور التركي اكتشفوا موهبتي عبر «الفايسبوك»
*كيف تمت الاتصالات مع الفريق التركي ؟
لقد اكتشفوا موهبتي عبر موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك)، حيث اتصلوا بي بعدها مباشرة، من أجل جس نبضي حول إمكانية الالتحاق بهم، لقد وافقت على مطلبهم، خاصة وأن هذا الأمر كان بمثابة حلم بالنسبة لي، تمت الإجراءات بسرعة، حيث التحقت بتركيا، من أجل الخضوع إلى التجارب، والحمد لله وفقني المولى عز و جل، بعد  أن نجحت في تسجيل رباعية كاملة في أول ظهور لي، لقد انبهروا للإمكانات التي أتمتع بها، ما جعلهم يضربون لي موعدا من أجل الإمضاء على العقد الرسمي اليوم أو غدا.
*هل لك أن تقدم لنا الفريق التركي، وما هي الامتيازات التي تحصلت عليها ؟
الفريق الذي أمضيت له يدعى «عصمانلي سبور»، وهو ينشط في الدرجة الأولى التركية، وكان صاحب آخر لقب في البطولة، لقد اتفقت معهم على إمضاء العقد بأجرة شهرية لا بأس بها، كما أنهم سيوفرون لي مسكنا، كما سيحاولون إيجاد منصب عمل لي، أنا سعيد لهذه التجربة الجديدة، خاصة وأنني حلمت بها منذ نعومة أظافري.
*هل كان من السهل وضع حد لمشوار حافل كدراج محترف؟
سأفاجئكم بالقول أنه كان من السهل عليّ وضع حد لمشواري كدراج محترف، خاصة وأنني كنت أشعر بحالة إحباط شديدة، عقب حرماني من المشاركة في أولمبياد «ريو دي جانيرو»، لقد مارست رياضة الدراجات الهوائية منذ سنة 2013، ونجحت خلال هذه الفترة الوجيزة  في إحراز    نتائج  باهرة، ولكن عوض الوقوف إلى جانبي ومساعدتي قابلوني بالتهميش، الذي دفعني للتخلي عن هذه الرياضة، والاتجاه إلى عالم كرة القدم.  
لست نادما لوضع حد لمشواري كدراج محترف
*ما هي الأسباب التي دفعتك لتغيير نوع الرياضة التي تمارسها؟
كما قلت لكم نكسة الأولمبياد أثرت عليّ بشكل سلبي، خاصة وأنه كانت لدي أحلام كبيرة في «ريو دي جانيرو»، ولكنهم قضوا عليها بحرماني من التنقل إلى البرازيل، أنا لم أنس تلك الحادثة، وهو ما دفعني لتطليق رياضة الدراجات الهوائية من أول فرصة  أتيحت لي، كما أود أن أضيف شيئا  آخر، وهو أن مستقبلي سيكون أفضل في مجال كرة القدم، خاصة بعد التحاقي بنادي محترف في تركيا، حيث سيمنحني ما كنت أبحث عنه، كما أن حبي لكرة القدم كان دوما أكبر من حبي لرياضة الدراجات الهوائية.
*برهنت مرة أخرى بأنك رياضي مليء بالمواهب أو من نوع خاص ؟
الحمد لله الذي كان دوما إلى جانبي، ومنحني العديد من المواهب، أنا بإمكاني أن أكون لاعب كرة قدم من الطراز الرفيع، كما كان الحال مع عالم الدرجات الهوائية، أين كنت بمثابة رياضي محترف، أنا لا أتذكر كيف تعلمت لعب كرة القدم برجل واحدة، ولكني متأكد من شيء واحد، وهو أنني لاعب ذو إمكانات كبيرة، وهو ما مكنني من الإمضاء في نادي بحجم «عصمانلي سبور»، الذي يملك تقاليد كبيرة في عالم كرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة.
*هل تريد اكتساب الخبرة في تركيا لتجسيد حلمك بإنشاء منتخب وطني لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة بالجزائر؟
أتشرف دوما بخدمة بلدي الجزائري، ولطالما حلمت بإنشاء منتخب وطني لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث طرحت الفكرة على المسؤولين سنة 2013، ولكن هناك من عارض هذا المقترح جملة وتفصيلا، مقدما لي أسبابا واهية وغير مقنعة، سأحاول أن أكتسب الخبرة في تركيا، ما قد يمكنني من بعث هذه الرياضة بالجزائر في يوم من الأيام.

نكسة ريو  دفعتني للتخلي عن رياضة الدراجات الهوائية
*هل يمكن أن نصفك بالرجل الحديدي صاحب الطموحات غير المحدودة؟
(يضحك)...صحيح أنهم حاولوا جعلي أفقد الأمل، بعد حرماني من المشاركة في أولمبياد «ريو دي جانيرو»، ولكن لدي قوة كبيرة مكنتني من تجاوز تلك النكسة، حيث عدت بأهداف أكبر، ورغبة أقوى من أجل تقديم الأفضل، والنجاح في تشريف بلدي الجزائر.
*كيف تفاعل عشاقك بانتقالك من رياضة الدراجات إلى كرة القدم؟
رسائل التهاني لم تتوقف منذ التحاقي بالفريق التركي، وأستغل الفرصة من أجل التوجه بتشكراتي الخاصة للجميع، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم، وأنجح في تشريفهم، وتشريف بلدي الجزائر، خاصة وأنني أعد أول لاعب جزائري يحترف بأحد فرق كرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة.
*ألا تعتقد بأنك لم تلق الاهتمام الكافي في الجزائر لتفجير مواهبك والإثبات بأن شبابنا تنقصه الإعانات والدعم فقط؟
الشباب الجزائري مليء بالمواهب، ولو يلقى الدعم الكافي سيكون رمزا للنجاح، فعلى سبيل المثال مارست عدة رياضات، على غرار السباحة والدراجات الهوائية، والعدو، غير أنني لم أحظ بالمساندة المطلوبة، ما دفعني لترك كل شيء، والانتقال إلى تركيا من أجل تجريب حظي في مجال كرة القدم، أنا أمتلك كافة مقومات النجاح، وأتمنى أن تسير الأمور معي كما أريد.
*ماذا تريد أن تقول في الأخير؟
أشكر كل من وقف إلى جانبي، وأتعهد لهم بتقديم كل ما أملك من أجل رفع الراية الوطنية عاليا في تركيا،... أنا لدي الإمكانات الكافية، من أجل إنهاء الموسم كهداف أو كأحسن لاعب في فريقي، وهو ما سيكون بمثابة الإنجاز في أول مواسمي الاحترافية.
حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى