نعمل على تحويل مهرجان المالوف إلى مشروع كبير
كشف محافظ المهرجان الدولي للمالوف سمير قنز، بأن طبعة 2018 ستكون مميزة، و أن سهرتها الختامية المقررة ليوم 7 ديسمبر القادم، ستكون بمثابة محطة تاريخية، خصصت لتكريم و تخليد عميد فن المالوف الفقيد الحاج محمد الطاهر الفرقاني، و هو التاريخ الذي سيتزامن و الذكرى السنوية الأولى لرحيل أحد رموز الفن القسنطيني. كما تطرق المخرج سمير قنز في هذا الحوار الذي خص به النصر، إلى جديد المهرجان الدولي للمالوف، و الذي ستكون سهراته على غير العادة موضوعاتية، بمشاركة أهل الاختصاص من الفنانين و العازفين، و مجموعة من الأكاديميين.
حاوره: حميد بن مرابط
-في البداية كيف جاءت فكرة تخليد عميد المالوف الحاج محمد الطاهر الفرقاني في هذه السهرة التلفزيونية؟
كما يعلم الجميع، فإن محطة قسنطينة للتلفزيون تعودنا على الحضور في مثل هذه المواعيد الكبرى ولأن الحاج محمد الطاهر الفرقاني جزء من تاريخ هذه المدينة العريقة، فقد ارتأينا أن ننظم هذه السهرة التي ستكون تكريمية و تخليدية في نفس الوقت.
تكريمية من خلال استضافة أفراد من عائلته، و تخليدية من خلال استضافة مجموعة كبيرة من الأسماء الفنية و الثقافية التي عرفت الفقيد عن قرب، و عايشته في الميدان الفني، و كذا من خلال الروبورتاجات التي ستتضمن شهادات حية (كاميرا برنامج)، و التي ستجوب العديد من المناطق (قسنطينة، عنابة، سوق أهراس، البليدة، تلمسان...).
تكريم خاص للفرقاني في  السهرة الختامية 
أما الحضور على مستوى البلاطو، فسيقتصر على باحثين و فنانين من الجزائر و المغرب العربي.  
-و هل يدخل هذا العمل في إطار برنامج المهرجان الدولي للمالوف الذي عينتم محافظا له؟
لعلمكم كوني مخرج  تلفزيوني  فأنا لست بعيدا عن عالم المالوف، حيث كنت من المسوقين له عبر مختلف الأعمال التي أشرفت على إنتاجها (قعدات زمان- الليلة عيد- سهرات المدينة...)، و هو ما جعل المسؤولين على قطاع الثقافة يعينونني محافظا للمهرجان، و كل متتبع لهذا المهرجان، يدرك بأن الأخير فقد بريقه مع مرور الطبعات، و هذا بالنظر إلى الضغوطات التي كانت على المسؤولين، و عليه كان لا بد أن يتحول هذا المهرجان إلى مشروع كبير، ليستعيد بريقه و مكانته في الساحة الفنية، و بالتالي يتحول من مجرد محطة عبور للفنانين، إلى محطة للتتويج و التكريم و التخليد.
و بالعودة إلى سؤالك، أقول بالفعل أن هذا العمل يعد «بروفة» للسهرة الختامية  للمهرجان الدولي للمالوف، المقررة ليوم 7 ديسمبر، و هو الموعد الذي سيتزامن و الذكرى السنوية لوفاة الحاج محمد الطاهر الفرقاني.  
-هل هناك جديد بخصوص حياة عميد المالوف الراحل محمد الطاهر الفرقاني، لم يسبق التطرق إليه؟
بالتأكيد سيكون هناك الجديد بخصوص الحاج الفرقاني، و هذا من خلال المحاور التي سيتضمنها برنامج هذه السهرة.
المحور الأول الذي سيسلط الضوء على الفرقاني الأب، الفنان و الإنسان، من خلال الإجابة على السؤال كيف تمكن الفرقاني من إعطاء فن المالوف بعدا مغاربيا، و دوره  في جعل المالوف يتمتع بقاعدة شعبية، و الدليل ارتفاع عدد العازفين و المغنيين و المحبين.
أما المحور الثاني فسيسلط من خلاله الأكاديميون الضوء على حياة الفرقاني الموسيقية و كذا صوته الفريد من نوعه، و الذي قال عنه أهل الاختصاص بأنه لا يختلف كثيرا عن ملكة الطرب العربي الراحلة أم كلثوم، من ناحية الطبقات الصوتية.
سوقت للفن القسنطيني من خلال أعمالي التلفزيونية
-مثل هذا العمل يتطلب إمكانيات بشرية ومادية كبيرة  ودعم لوجيستيكي كبير ،  فهل هناك عقود سبونسور لتحقيق أهداف هذه السهرة؟
أسمح لي أن أفتح قوسا للتأكيد على أن كل الأعمال التي أشرفت عليها كمخرج أو كمعد، كانت وراءها دوما المحطة بكامل طواقمها، و عليه فالشكر موصول للمديرية الجهوية و للمديرية الفرعية للإنتاج، و من خلالهما لكل عمال المحطة (تقنيين و إداريين...).
البرنامج للإشارة سيتم تصويره بقاعة أحمد باي الكبرى (الزينيت)، و بتسخير إمكانيات الديوان الوطني للثقافة و الإعلام، الذي سبق له مساعدتنا في تصوير السهرة الخاصة بالمولد النبوي الشريف.
أما بخصوص السبونسور، فنحن حاليا في اتصالات مستمرة مع بعض المؤسسات العمومية و الخاصة، و هذا من أجل ضمان الدعم المادي.

-بالنظر لخبرتكم في مثل هذه الأعمال، تتوقعون بكل تأكيد  مصادفة  صعوبات في إنتاج هذا العمل؟
أولا سعيد بتجاوب بعض الفنانين الذين أكدوا حضورهم و المشاركة في هذا البرنامج الخاص، و الأكثر من هذا فقد وعدونا بالكثير من الصور و الفيديوهات و الشهادات، كما أبدوا رغبة كبيرة و صادقة، و هذا ينم عن مدى حبهم و تقديرهم لعميدهم الحاج الفرقاني، كما أبدوا استعدادهم في تكرار مثل هذه البرامج مع أسماء أخرى.
للإشارة نحن الآن بصدد تجميع الشهادات، و من المحتمل جدا أن تضم بعض المفاجآت.  
-نفهم من هذا أنكم تفكرون دون شك في العمل مع وجوه أخرى خلال المهرجان الدولي للمالوف؟
على غير العادة، فإن سهرات المهرجان الدولي للمالوف ستكون هذه المرة موضوعاتية لسببين هامين. المهرجان هذه السنة أردناه عرسا يجمع كل عائلة المالوف، حيث أطلقنا على السهرة الأولى اسم «أصوات المدينة»، حيث سيكون الافتتاح بمشاركة 35 عازفا، و ما بين 7 و 8 مغنيين.
المهرجان فقد بريقه بسبب الضغوطات التي كانت على مسؤولين
أما السبب الثاني فهو ضعف الدعم المالي الموجه للمهرجان هذه السنة، و عليه يبقى هدفنا الأساسي هو إقامة المهرجان في وقته المحدد، من أجل المحافظة عليه و على إستمراريته، في انتظار العام القادم (2018)، و الذي تحصلنا بشأنه على وعود أكيدة لإعادة النظر، من خلال إعادة النظر في دعم المهرجان،  و هنا أريد أن أضيف شيئا مهما، و هو أن المهرجان الدولي للمالوف اسمه يدل عليه، و أن البعد الدولي يجبرنا على أن تكون المشاركة للأقوى و الأحسن و الأفضل، و بعبارة أخرى ليس  كل من يغني المالوف له الحق في المشاركة.
-بماذا يريد المخرج سمير قنز أن نختم هذا الحوار؟.
أتمنى أن تكون الحصة الخاصة بعميد فن المالوف الراحل محمد الطاهر الفرقاني، في مستوى تاريخ و سمعة الفنان، و كذا تاريخ المحطة الجهوية للتلفزيون بقسنطينة، كما أتمناها أن تكون بداية لسلسلة من البرامج التي تكرم و تخلد أسماء أخرى.
ح.ب

الرجوع إلى الأعلى