سنحقـق الاكتفــاء الذاتـي مـن القمـح الصلـب في ثلاث سنـوات
 توقعـات بمـوســم فـلاحي أحسـن من السنـة الماضيـة     22  محطـة لمعـالجة البـذور  دخلت مجـال الاستغـلال
توقع المدير العام للديوان الجزائري المهني للحبوب محمد بلعبدي ، تحقيق اكتفاء ذاتي  في إنتاج القمح الصلب خلال عامين أو ثلاثة وتحقيق الاكتفاء أيضا في إنتاج مادتي العدس والحمص ، بحلول 2021 مع وجود ظروف مناخية ملائمة،  وأوضح من جهة أخرى أن الإنتاج المحلي من الحبوب هذا الموسم من المنتظر أن يكون أحسن من السنة الماضية، بالنظر إلى معدل تساقط الأمطار و التحضيرات الجيدة التي شهدها موسم الحرث والبذر و توفير البذور المعالجة في وقت مبكر ، على مستوى 22 محطة للمعالجة ، دخلت حيز الاستغلال،  وأكد في حوار مع النصر، أن الجزائر حققت اكتفاء ذاتيا ، فيما يخص إنتاج البذور ، مع  استمرار العمل من أجل  تحسين النوعية .
 النصر:  ماهي  توقعاتكم بخصوص حجم إنتاج الحبوب خلال الموسم الحالي، سيما بعد الكميات المتساقطة من الأمطار والثلوج في المدة الأخيرة ، عبر مناطق الوطن ؟
محمد بلعبدي: من المبكر جدا أن نتكلم خلال هذا الشهر ، عن المحصول لسنة 2018 ، وبالنسبة لموسم الحرث والبذر، فقد مر في ظروف جيدة، لأننا قمنا هذا العام بفتح الشبابيك الموحدة بشكل مبكر وذلك في شهر جويلية وهو ما سمح للفلاح ، أن يأتي إلى التعاونية في هذه الفترة ، حيث يوجد على مستوى هذه  الشبابيك ممثل البنك ، ممثل  التأمين وممثل التعاونيات وكل ذلك على مستوى التعاونيات وأيضا هناك برنامج يخص  22 محطة لمعالجة البذور  والتي دخلت مجال الاستغلال  وقد ساعدتنا هذه المحطات ، في توفير البذور في وقت قياسي،  حيث كان  في السابق نقص فيما يخص هذه المحطات ولما دعمنا هذه الحظيرة لمعالجة البذور ، فقد ربحنا 50 يوما بالنسبة للوقت، وتوجد هذه المراكز في كل المناطق ، بما فيها الصحراوية والتي استفادت من هذه المحطات كي تتم عملية معالجة البذور على مستواها، دون تحويلها إلى مناطق بعيدة كما كان الأمر في السابق، أما الآن فقد تمكنا من ربح الوقت وهو ما ساعدنا على تحضير الموسم بكل ارتياح ، وذلك أعطى انطلاقة ونفسا جديدا لعملية الحرث والبذر ، حيث أن البذور كانت جاهزة في شهر سبتمبر عكس فترات سابقة ، وذلك كان يشكل ضغطا على التعاونيات مع تشكل الطوابير و السرعة في العمل وهو ما يؤثر على جودة البذور وعلى احترام المسار التقني ، ومن جهة أخرى فقد جهزنا الأسمدة كلها ، الآزوتية و الفوسفاتية  بصفة مبكرة ،  كما توجد 42 حظيرة للمكننة  على مستوى التعاونيات ،  من أجل تحضير وتهيئة التربة لموسم الزرع و تتوفر كل حظيرة  على الآلات التي تمكن من الحرث واحترام المسار التقني، وهذا كله مكننا من استقبال الموسم بكل ارتياح، وقد استبشرنا خيرا بكمية الأمطار التي تساقطت على مستوى كل القطر الوطني، ولا يخفى عليكم أن شعبة الحبوب مرتبطة بالأمطار وهي فلاحة مطرية ولحد الساعة نحن مرتاحين ومتفائلين هذه السنة ونتوقع أن يكون الموسم الحالي أحسن مقارنة مع السنة الماضية، حيث كان يقدر  الإنتاج ب 34 مليون قنطار،  ومن جهة أخرى  نشير إلى أنه  كل سنة  هناك زيادة في الاستهلاك والاستيراد  بالنسبة للقمح اللين ،  و زيادة في التبذير لذلك من الضروري عدم التبذير في هذه المادة وتغيير النمط الاستهلاكي وبخصوص  الكميات المستوردة خلال العام الماضي من الفرينة و الشعير والقمح  فقد بلغت 8.4 مليون طن  .
 تحقيق اكتفاء ذاتي  فيما يخص إنتاج البذور
النصر : ماذا بخصوص برنامجكم المتعلق بإنتاج البذور وتحسين نوعيتها من أجل الرفع من المردودية ؟
محمد بلعبدي : كميات البذور التي حولت للمحطات بلغت 3 ملايين و700 ألف قنطار من البذور المحلية  وذلك من أجل  معالجتها ، وقد تحصلنا خلال هذه العملية على 3 ملايين قنطار من البذور الجيدة،  توجد كمية منها توجه إلى المخزون الاستراتيجي ، وكمية أخرى تحول للتسويق وقد تجاوزت  مليونين و200 قنطار، وهذه الأرقام تعتبر قياسية لأنه في السنوات الثلاث أو الأربع الماضية لم نكن نتجاوز مليون و200 قنطار من البذور ، و قد أصبح الفلاح في هذه السنوات الأخيرة  يتجه إلى التعاونية من أجل اقتناء هذه البذور المعالجة و أصبحت لديه ثقة كبيرة في هذه البذور وذلك ما ساعدنا على منع الفلاح من استعمال البذور غير المعالجة  الموجودة في السوق الموازية، كونها غير معروفة ومردودها ضعيف  وتحمل أمراضا ومنتوجها رديء وبالنسبة لإنتاج البذور، لقد حققنا اكتفاء ذاتي في هذا المجال، واليوم نعمل على النوعية، وقد أنشانا في هذا الصدد شركة مختلطة مع الفرنسيين وهذا ما ساعدنا على أن نأتي بأنواع جديدة من السوق الفرنسية ، خاصة بالنسبة للقمح الصلب والشعير وهي الآن في مرحلة التجارب وسنبدأ في تسويقها بداية من العام المقبل مع الشركة المختلطة «SAL FRA”  وهي شركة  مختلطة جزائرية فرنسية لإنتاج البذور .
    نطمح لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مادتي العدس والحمص  بحلول 2021
النصر : ما ذا حققتم في مجال إنتاج البقوليات الجافة ؟
محمد بلعبدي : وضعنا برنامجا  يتعلق بإنتاج البقوليات الجافة ، خاصة مادة العدس والحمص،  ونحن متفائلون به، حيث أن هذا البرنامج يمكننا من امتصاص أراضي البور،  وقد منحنا البذور  الخاصة بهذه البقوليات الجافة والأسمدة على شكل قرض للفلاحين وخلال الموسم الجاري يوجد على المستوى الوطني 70 ألف هكتار من  البقوليات، بينما كانت المساحة في السنة الماضية قليلة مقارنة بالعام الحالي ، وقد بلغ الإنتاج من العدس في العام الماضي ، 250 ألف قنطار ونتوقع  إنتاج  أكثر هذا العام ، لأننا رفعنا من نسبة المساحات ونتفاءل بوجود ظروف مناخية ملائمة لزيادة الإنتاج، لأن الهدف المسطر هو تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذين المادتين ، ونتوقع ان نحقق ذلك ، بحلول عام 2021 مع وجود ظروف مناخية ملائمة ، خاصة وأن الفلاح بدأ يشعر بأهمية هذه المواد ومردودها ، سيما وأنها  تجعل الأراضي غنية بمادة الآزوت وهذا ما يساعد الحبوب في الدورة النباتية .
برنامج يضم 39 مطمورة للرفع من قدرات التخزين
النصر : ما هي قدرات التخزين الحالية وماهي المشاريع المسطرة في هذا المجال ؟
محمد بلعبدي:  لدينا برنامج كبير للرفع من قدرات التخزين، و توجد 39 مطمورة للتخزين، منها 9 إسمنتية و30 حديدية وهذه السنة سنستلم 9 ، لكننا نسجل بعض التأخر في المطمورات الحديدية، وهذا  البرنامج سيساعدنا على الرفع من قدرات التخزين بزيادة تقدر ب 9 ملايين قنطار ،  و تتمثل مهمة الديوان في ضبط وتوزيع وتكوين المخزون الاستراتيجي وعملية تأطير الحملات وخاصة عملية الحصاد والدرس و تبلغ قدرات التخزين بما فيها المخزونات في المطامير  والمخزونات على مستوى المستودعات ، 34 مليون قنطار ، وبإضافة 9 ملايين قنطار ، نتجاوز بذلك 40 مليون قنطار مستقبلا.
النصر : ما هي الاستراتيجية التي تطبقونها بهدف  تحقيق القفزة النوعية فيما يخص إنتاج الحبوب ؟
محمد بلعبدي : الديوان  سطر استراتيجية من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج القمح الصلب باعتبار أن الظروف المناخية والمنطقة والتربة كلها تساعد على تحقيق إنتاج في مادة القمح الصلب خاصة وأننا طورنا السقي التكميلي والسقي الكامل واليوم نحن في منتصف الطريق  لتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة والعملية متواصلة و مقتنعين بهذه الفكرة وكل الفلاحين يعملون لتحقيق هذه النتيجة ، ونحن نعمل في بعض المناطق على تحسين واحترام المسار التقني  وفي مناطق أخرى مثل الجنوب نركز على ضرورة السقي بآلات اقتصادية من دون التبذير ، حيث أنه في هذه المناطق الصحراوية لا يجب أن يكون المردود أقل من 65 قنطارا في الهكتار لكن في المناطق الشمالية ، نعمل على تحسين المسار التقني واستعمال المكننة واستعمال أصناف من القمح تكون جيدة ومن  المتوقع  أن نحقق اكتفاء فيما يخص إنتاج القمح الصلب خلال عامين أو ثلاثة ،  و من جانب آخر فقد اشترينا 200 شاحنة إنتاج محلي،  إ ضافة إلى آلات لتفريغ البواخر لتساعدنا في تفريغ الباخرة بسرعة مع استثمار في المخازن ومحطات البذور، أما الاستثمار الكبير فيتعلق بتطوير الشعبة ولدينا تقريبا 500 مهندس على مستوى 50 تعاونية و فيما يخص المكننة استثمرنا من 2013 إلى  غاية هذه السنة مبلغ 15 مليار دينار، فيما يخص اقتناء آلات المعالجة و الجرارات والحصادات وكل متطلبات الفلاح في المكننة .
أجرى الحوار : مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى