السكن و المياه و البطالة و الاستثمار أولوياتنا خلال العهدة
يؤكد رئيس بلدية بئر العاتر أن مجلسه واع بالتحديات التي تنتظره في مجال التكفل بانشغالات المواطنين، ويعوّل أستاذ مادة الكهرباء زرقي محمد الزين على الطاقات التي يزخر بها المجتمع العاتري، للنهوض بهذه البلدية التي تعد من بين كبريات بلديات ولاية تبسة.
حـاوره: الـجمـوعي ســاكــر
واعدا في هذا الحوار بفتح العديد من الورشات لمعالجة مختلف التراكمات، وأوضح في هذا اللقاء مع قراء النصر بأن نجاحه تحت مظلة جبهة القوى الاشتراكية لن يؤثر على التنمية ببئر العاتر التي تنام على إرث تاريخي يعد الأقدم في الجزائر، وأنه خلال الأشهر الأولى من العهدة الانتخابية الجديدة قد تم ضبط الأولويات، التي تبدأ بتوفير مياه الشرب ورفع القمامة وبناء السكن ووصولا إلى معالجة البطالة عن طريق استحداث مناصب الشغل في إطار الاستثمار العمومي والخاص.
شراكة صينية سترفع إنتاج الفوسفات عشرة أضعاف
النصر: هل أنتم واعون بحجم التحديات التي تنتظركم وهل تمكنتم من نسج تحالفات مع أضلاع الأحزاب الأخرى لخلق الانسجام بالمجلس الشعبي البلدي الذي ترأسونه؟
السيد زرقي محمد الزين: بالتأكيد نحن واعون بحجم التحديات وواعون بإنشغالات المواطنين التي تتمحور حول كيفية توفير مياه الشرب للأحياء التي لا تصلها المياه لانعدام الشبكات، وكيفية مضاعفة الحصة السكنية الموجهة لسكان هذه البلدية وفي مختلف الأنماط، كما نسعى إلى توفير التسهيلات الضرورية لخلق الاستثمارات القادرة على إدماج المئات من طالبي العمل، فضلا عن العمل على تحسين الإطار المعيشي وتنظيف المدينة وغيرها من الملفات التي تم تشريحها في بداية العهدة، فبئر العاتر بإمكاناتها المادية والبشرية وثرائها في هذا المجال تستحق أن يكون واقعها أفضل من حاضرها، ولهذا نطمئن المواطن بأننا واعون بهذه المسؤولية الملقاة على كواهلنا، ونأمل أن يجد المجلس الشعبي البلدي الذي أرأسه السند المادي والمعنوي من المجتمع المدني، وأؤكد مرة ثانية بأن المجلس قد فصل منذ بداية العهدة في هيكلته بالرغم من نجاح جبهة القوى الاشتراكية في افتكاك الرئاسة، بحيث وسعنا التحالف لمختلف أطياف المجتمع العاتري ، وكونا المجلس الحالي من ممثلي 05 أحزاب من أصل 07 التي كان الصندوق الانتخابي قد أفرزها  وذلك  بعد مرحلة التشاور والتنسيق، فصارت لنا أغلبية 16 من 23 حتى نتمكن من التفرغ للمعضلات التي تواجه البلدية.
سنعمل على إعادة  ضبط توزيع المياه
النصر: رتبتم نقطة توفير المياه كأولوية فهل توصلت إلى تشخيص الداء الذي يربطه البعض بسوء التسيير، فيما يربطه آخرون بقلة الكمية الموجهة لساكني البلدية؟
السيد زرقي محمد الزين: أولى التحديات هي تأمين وصول المياه لجميع المواطنين والتخفيف من معاناتهم، ونسعى بالتنسيق مع مؤسسة الجزائرية للمياه ومديرية الموارد المائية إلى إيجاد حلول لتوزيع المياه، وذلك عن طريق إعادة النظر في فترات التوزيع، والعمل على توسيع عملية التوزيع للأحياء التي لا تمون أصلا بالمياه لعدم وجود الشبكات، مع العلم أن هناك عدة أسباب تحول دون تأمين وصول المياه إلى كافة السكان، منها ما هو مرتبط بالشبكات كالتسربات والتصدعات التي تطال شبكة التوزيع، ومنها ما هو مرتبط بالتسيير كالتسيير العشوائي والتعدي على الشبكات، كما أن واقع الحال يقول بأن بئر العاتر تصلها كميات أقل من احتياجاتها، إذ أن نصفها الأول يمون من بئرين عميقتين، ونصفها الآخر يمون بـ 05 آبار، كما أننا بصدد إطلاق مشروع جديد لدراسة ربط الأحياء التي تنعدم بها الشبكات بعد التنسيق مع المصالح ذات الصلة،، وأكد بأنه في حال تجسيد هذا المشروع فإنه سيتم القضاء على هذا الإشكال الذي يورق المواطن، بالرغم من أن البلدية محاطة بوعاء مائي مهم، فهناك أحياء تعاني من تذبذب في التوزيع.
النصر : بئر العاتر مرشحة للترقية كولاية مستقبلا، غير أن الزائر إليها يصطدم بغياب التهيئة في الكثير من الأحياء و انعدام المساحات الخضراء، فما هي تحضيراتكم لتحقيق هذا الهدف؟
السيد زرقي محمد الزين: لقد مرت بئر العاتر بفترات مختلفة، أين لجأ الكثير من المواطنين إلى بناء مساكن فوضوية وغير شرعية لتعويض الحصة غير الكافية لطالبي السكن، وقد خلقت هذه الوضعية صعوبات للبلدية لتوفير العقار اللازم لإنجاز بعض المشاريع في السنوات الأخيرة، والبلدية في صراع مستمر ودائم مع هذه البناءات الفوضوية التي أثرت على الوجه العام للمدينة، والمجلس الشعبي البلدي الحالي بعد تسلمه لمهامه سلط الضوء على هذه القضية، أين تم هدم العديد من البناءات غير شرعية بالاستعانة بالقوة العمومية، كما قامت البلدية بجرد وإحصاء الفضاءات والمساحات المسترجعة من هذه العقارات لاستغلالها كمساحات خضراء أو مساحات ترفيهية، أو تخصيصها كعقارات لإنجاز بعض المشاريع، مع العلم أن بئر العاتر تتوفر على بعض الفضاءات التي تصلح لأن تكون أماكن للترفيه، كما تتوفر حاليا على حديقة هي الآن في طور الانجاز، وسنسعى إلى ترقية وتدعيم وتشجير الفضاءات القريبة من حديقة البيئة وجعلها متنفسا للعاتريين، وسنسعى في حدود إمكانات البلدية إلى تهيئة المحيط وتجميله بمدينة بئر العاتر التي بها أقدم حضارة في تاريخ الإنسانية وهي الحضارة العاترية، كما نسعى إلى الاعتناء بالذاكرة العاترية من خلال إعادة الاعتبار للإرث الثقافي والتاريخي الذي تزخر به المنطقة، إذا علمنا أن بئر العاتر وبئر الكاهنة أقدم حضارة إنسانية، كما أنه تم اكتشاف هيكل ديناصور منذ عام أو يزيد بإحدى المناطق وقد تم ردم المكان، وسنسعى بالتنسيق مع مديرية الآثار إلى التحري في هذا الأمر واستغلال هذا الاكتشاف إذا كان صحيحا للترويج للوجهة السياحية العاترية، التي تتوفر كذلك على كنوز أثرية عديدة بينها آثار غير مستغلة خاصة بالمناطق الحدودية كالزريقة، كما أن بئر العاتر تتوفر على فضاءات للسياحة الصحراوية كبتيتة وتتوفر على حصة هامة من رؤوس الماشية.
300 عقد امتياز ستوزّع على المستثمرين في القطاع الفلاحي

النصر: على ذكر الماشية والقطاع الفلاحي ما تقييمكم للوضع، وهل من استثمارات في القطاع الصناعي لتقليص عدد البطالين بهذه المدينة المنجمية؟
السيد زرقي محمد الزين: سأبدأ من حيث أنهيت لأقول لسكان بئر العاتر بأنه حل وفد صيني مؤخرا ببئر العاتر لأجل الوقوف على فرص الإستثمار في مجال الفوسفات بمنطقة الهذبة، وبناء على هذه الزيادة سيتضاعف الإنتاج بنحو 10 مرات عما هو مسجل حاليا، وهو ما سيمكن من خلق فرص عمل جديدة للعاطلين الذين يقصدون البلدية يوميا بحثا عن العمل، كما أن القطاع الفلاحي واعد ببر العاتر وفرص الاستثمار فيه مربحة، بحيث يضم القطاع حاليا أكثر من مليون ونصف المليون شجيرة زيتون مغروسة بين بئر العاتر والصفصاف، ومن المنتظر أن يتم توزيع أكثر من 300 عقد امتياز على المستثمرين الشباب، الأمر الذي سيرفع عدد مناصب الشغل المفتوحة بالبلدية، وفي سياق متصل تجري البلدية إتصالات مع الوكالة الولائية للتشغيل لتنظيم معرض بمدينة بئر العاتر حول فرص العمل بهذه البلدية وآفاق الإستثمار، ويجري التنسيق مع الجهات المعنية ووالي الولاية لتنظيم صالون حول الاستثمار بهذه البلدية وذلك لطرح فرص الاستثمار المتاحة ببئر العاتر وتشجيع المستثمرين.
النصر:  مدينة بئر العاتر مهددة بمياه الأمطار خاصة المناطق المحاذية للوادي الكبير فهل من تدابير جديدة سيتخذها مجلسكم للحد من هذا الخطر وحماية المدينة من الفيضانات؟
السيد زرقي محمد الزين:فكرنا في هذا الأمر بالتنسيق مع بعض الجمعيات حتى قبل تقلدنا رئاسة المجلس الشعبي البلدي، بالنظر للخطر الدائم للفيضانات ومياه الأمطار الفجائية والتي تسببت في العديد من الوفيات، كان آخرها وفاة شقيقين جراء انجراف التربة والفيضانات، وسوف ننسق مع مديرية الموارد المائية في هذا الإطار لإعداد مخطط يقلل من هذه الأخطار خاصة بالنسبة للقاطنين بمحاذاة الوادي الكبير.
نسعى إلى فتح سوق للسيارات  أنجز  منذ 5 سنوات
النصر: في ظل الوضع الاقتصادي للبلاد يحث المسؤولون على تثمين ممتلكات البلدية وإعادة الاعتبار لها بما يسمح بالتقليل من التبعية المالية للدولة فهل من تدابير في هذا الشأن؟
السيد زرقي محمد الزين:لقد طلب منا والي الولاية إعداد بطاقات عن الورشات الناشطة بمستودع البلديات، وتلبية لهذا المسعى وجدنا أن عدة ورشات غير ناشطة في هذا المجال، مما يدفع بالبلدية إلى الاستعانة بأطراف أو جهات أخرى، وخاصة في ورشات الكهرباء والميكانيك وحتى سياقة الآلات الثقيلة، وسنسعى إلى إعادة بعث مختلف الورشات في حدود الإمكانات المتاحة، أما بالنسبة لتثمين ممتلكات البلدية وإعادة الاعتبار لها، فنؤكد بأن هذه الممتلكات معلومة لدى البلدية من محلات ومقرات وأسواق مخصصة للكراء، وقد قمنا مؤخرا بكراء أسواق الماشية والخضر، ونسعى لاحقا إلى فتح سوق للسيارات الذي تم إنشاؤه قبل 05 سنوات عن طريق الخواص وذلك بعد إعادة تهيئته، ومن المنتظر أن تنطلق البلدية في إجراء دراسة لإزالة الأكشاك الفوضوية المنصوبة هنا أو هناك، و إستحداث أكشاك جديدة ولائقة يمكن كراؤها للشباب البطال ومن ثم تدعيم مداخيل البلدية...
النصر: تعاني عدة أحياء من انتشار العشوائي للقمامة فهل فكرتم في حلول في هذا الشأن؟
السيد زرقي محمد الزين: لقد سعينا منذ بداية تسلمنا للبلدية إلى الاهتمام بهذا الملف، حيث عقدنا سلسلة من الاجتماعات مع الجمعيات وأصحاب المحلات، وذلك للتكفل الأمثل برفع القمامة، حيث تم الاتفاق على ضرورة ضبط مواعيد مرور شاحنات النظافة وذلك لتفادي الرمي العشوائي، والعمل على أن تصل هذه الشاحنات لمختلف الأحياء، وضرورة فرز مادة البلاستيك من القمامة، على اعتبار أنه تم استحداث وحدة للإستثمار وإعادة تدوير مادة البلاستيك.
نشّن حربا على البناءات الفوضوية واسترجعنا عدة جيوب
النصر: ما زال بعض التلاميذ يعانون من النقل المدرسي وبعض المدارس تقدم وجبات باردة فهل من إجراءات في هذا الشأن؟
السيد زرقي محمد الزين: بالنسبة للمطاعم المدرسية تم التكفل بهذه العملية، وتلاميذ 44 إبتدائية يتناولون وجباتهم الساخنة بانتظام بمؤسساتهم، غير أن 05 من بين هذه المؤسسات ما زالت تقدم وجبات باردة لانعدام الهيكل أو المطاعم النمطية، أما بالنسبة للنقل المدرسي فقد تم تسخير 04 حافلات لنقل سكان المناطق النائية للمؤسسات التربوية، غير أن الأشكال المطروح أن بعض التلاميذ يقومون بالتنقل مسافات إضافية في مناطق يصعب السير فيها مثل الفريش والعزيزية وجزء من طريق بتيتة.
النصر: تعاني عدة أسر من وضع اجتماعي صعب، فهل شرعتم في إحصاء العملية التضامنية وخاصة خلال شهر رمضان؟
السيد زرقي محمد الزين: نعم شرعت البلدية في إحصاء المعوزين والمحتاجين للعمليات التضامنية منذ مدة والعملية متواصلة، ومع نهاية السنة الجارية سيتم ضبط وتحيين هذه القائمة بشكل دقيق، مع العلم أن الإحصاءات الرسمية تؤكد أن عددهم يفوق 3000 عائلة، في حين أن العدد أكبر من ذلك، ومن جانبنا سنسعى إلى الاستعانة بذوي البر والإحسان للتكفل بهذه الفئات وعدم انتظار شهر رمضان فقط.
النصر: كلمة أخيرة لسكان بئر العاتر
السيد زرقي محمد الزين: أقول لهم أن يتأملوا خيرا في هذا المجلس وأن يمدوا له يد العون وأن البلاد تبنى بتضافر جهود الجميع.             
ج/س

الرجوع إلى الأعلى