سجل ميناء الصيد البحري بعنابة، أمس، مع تحسن أحوال الطقس، دخول كميات معتبرة من الأسماك الزرقاء، بعد نحو أسبوع من الاضطراب الجوي المتزامن مع عطلة عيد الفطر. وحسب المصالح المعنية، فقد سجل صيد معتبر من الأسماء الزرقاء، على رأسها السردين وباقي الأنواع، على غرار "لنشوا" و "سورال" و"البوقة".   
الأسعار حسب ما وقفت عليه النصر ببعض المسمكات والأسواق، كانت مرتفعة نوعا ما بين 900 و 1000 دج، نظرا لقلة العرض مقابل كثرة الطلب، وتوقفت النشاطات التجارية بعد العيد، رغم الكميات الكبيرة من أسماك السردين المستوردة التي تم توفيرها خلال شهر رمضان، بسعر 500 دج، وباعتبار أن سواحل عنابة من أشهر المناطق مردودية من حيث سمك السردين امتدادا إلى القالة، إلا أن الأسعار ظلت مرتفعة.
وحسب صيادين ومختصين في الصيد البحري، فإنه من المرتقب خلال الأيام المقبلة، دخول كميات هائلة من السردين في هذه الفترة من فصل الربيع، مع التساقط الغزير للأمطار بالسواحل الشرقية، كما يرتقب دخول أسراب سمك أبو سيف "سبادو" والتونة، القادمة من المياه الباردة للتكاثر في سواحل البحر الأبيض المتوسط، على أن يشرع في صيدها بداية شهر جوان، أين تدخل بقوة ويُفتتح موسم صيدها ما بين 20 جوان إلى غاية نهاية جويلية، وتعتبر عنابة ممرا استراتيجيا لسمك التونة باتجاه خليج سرت بليبيا، أين تضع بيوضها هناك، ثم تعود مرة أخرى إلى الجزائر.
من جهة أخرى، وجهت مؤسسة تسيير موانئ الصيد البحري بعنابة، إعذارات لمُلاك السفن القديمة أو المراكب غير اللائقة للملاحة، تلزمهم بتحطيمها وإبعاد حطامها من ميناء الصيد "لاقرونيار" ببلدية عنابة، قبل تدخل السلطات المينائية والقيام بالتدابير اللازمة لتحطيمها وإبعاد الحطام تحت مسؤولية مالكها.
وحسب بيان لمؤسسة تسيير الموانئ، فإن المصالح المعنية سطرت برنامجا بالتنسيق مع مديرية الصيد البحري، بهدف تطهير نشاط الصيد وكذا قوارب النزهة المهملة والتي تشغل مساحة معتبرة وتهدد سلامة الملاحة والأمن داخل الميناء وتعيق الاستغلال الأمثل.
ودعت ذات المصالح، جميع ملاك السفن المجهولة، بدون اسم و رقم تسجيل، والمتروكة عمدا في الحيز المينائي، للتقدم من مصالح شركة تسيير موانئ الصيد البحري، من أجل تسوية وضعياتهم وإخراج سفنهم في أجل أقصاه 15 يوما منذ بدء سريان الإعذار، نهاية الأسبوع الماضي.
من جهتها أعلمت شركة تسيير موانئ الصيد البحري والنزهة، كافة مجهزي السفن على مستوى ميناء الصيد البحري عنابة "لاقرونيار"، ببدء استلام الملفات الخاصة بطلبات الحصول على خانات الصيادين والحاصلين على مكان رسو بميناء عنابة، من فئة الجياب وصيد السردين، وحددت تاريخ 30 أفريل كآخر أجل.
وفي سياق متصل، انطلقت مديرية الصيد البحري لولاية عنابة، في إحصاء حطام السفن والوحدات البحرية المهملة على مستوى الأرصفة وفوق اليابسة عبر موانئ الصيد، تمهيدا لمنح التراخيص التي تسمح بإخراج الحطام من الموانئ.
وتدخل العملية، حسب مدير الصيد البحري، نور الدين رميتة، في إطار برنامج الوزارة لإعادة تنظيم موانئ الصيد البحري وخلق فضاءات جديدة للنشاط وتحرير مواقع رسو.  وأوضح المتحدث، أن اللجنة أحصت 37 سفينة تخلى عنها أصحابها، مُحطمة على مستوى ميناء "لاغرونيار" بعنابة، بالإضافة إلى سفينة لصيد السردين غارقة في حوض الميناء، مشيرا إلى أن وحدات الصيد المهملة تعيق عمل المهنيين، خاصة في جوانب الصيانة والتحضير للخروج للصيد وكذا خياطة الشباك، وأشار المصدر، إلى استجابة أصحاب سفن الصيد لمطلب الإخراج من الميناء.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى