دعا خطباء مختلف مساجد الجزائر عموم الجزائريين إلى حسن استقبال شهر رمضان وحسن استغلاله؛ لأنه ضيف سنوي كريم وأجر الطاعة فيه مضاعف، ولذلك يتطلب توبة نصوحا وصياما بإيمان واحتساب وكثرة فعل الطاعات لاسيما تلاوة كتاب الله تعالى والصدقة، وحسن معاملة الناس وإتقان العمل وتحاشي كل ما يخدش صفاء الصوم وصدق التوبةمن الأذى الحسي أو الأدبي.
وقد أسهمت وزارة الشؤون الدينية في هذا المسعى لتحقيق أهداف الصيام فنشرت للأئمة وعموم المواطنين خطبة جمعة تصب في إبراز هذه المعاني والقيم شدا لأزر الصائمين و تثبيتا لهم وترغيبا في فعل الخير، وترهيبا من فعل ما يسيء للصيام، ومما جاء فيها: (معشر المسلمين ، بالأمس القريب صمنا رمضان الواحد، وها نحن نستقبل رمضان من العام الجديد، جرت الأيام كلمح البصر ،إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب... إنها دروس وعبر تذكر كل ناس وتنبه كل غافل وتوقظ كل لاه، دروس نتعلم منها أن الأيام مطايا نقطع بها أعمارنا، ونقترب بها لآجالنا، والسعيد فينا من كثر خيره وقل شره، والشقي من كثر شره وقل خيره، لكن أشقى الأشقياء الذي يقطع أيام هذه الدنيا ثم يخرج منها مفلسا ؛ لم ينل منها إلا الغفلة، تلك هي الخسارة التي لا جبر لها ((قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين)). ونحن اليوم على مشارف شهر التوبة والصيام شهر الرحمة والقيام؛ شهر المغفرة والعتق من النيران، كيف حالنا ونحن نستشعر قربه ودنوه؟ كيف حاله في نفوسنا وبيننا وبينه أيام قلائل؟ كيف هي همتنا وعزيمتنا؟ السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم كانوا يجدون منه في نفوسهم فرحة لا توصف وعزيمة لا تقدر، والشاهد أنهم كانوا يدعون الله قبل حلوله بستة أشهر أن يبلغهم إياه كما ثبت في الصحاح.
أما نحن بكل أسى وكل أسف أكثرنا لا يعير له أي اهتمام ولا يبدي له أي إمعان! بماذا يستعدّ البعض منا لرمضان؟ البعض تجده على أحرّ من الجمر لقدومه، لكن ليس رغبة في ثوابه، بل من أجل نيل حظ من حظوظ الدنيا، وهي من الظواهر الغريبة عن ديننا الحنيف، ومن جملتها التربّص لرمضان بغلاء الأسعار واحتكار بعض المواد الضروريّة لهذا الشهر الكريم، إنها لمن جملة الشواهد على ابتعادنا عن تعاليم ديننا التي تدعو إلى الرحمة والرأفة خاصة في هذا الشهر الكريم. إن الذين يتربصون بالصائمين في رمضان لِيأكلوا أموالهم بهذه الطريقة إنما يأكلون في بطونهم نارا، نسأل الله لهم الهداية والتوبة.
أيها التاجر إنك تحمل أمانة، وإن الله ينتظر منك الرحمة بعباده لينظر إليك بعين رحمته فيبارك لك في تجارتك، واعلم أن تجارتك مع الله أعظم وأكرم وأجزل، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ:(التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ). فاغتنم هذا الشهر في التجارة مع الله تعالى بإعانة الصائمين على الصيام، بدل إعانة النفس على الآثام، (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).
هذا البعض، أما أكثرنا فيستعد له بجمع ما لذ وطاب من المآكل المتنوعة والمشارب الملونة! على خلاف هدي السلف الذين «يجوعون كثيرا، ويتقللون من أكل الشهوات»، وفي الحديث: (إنَّ أكثرَ النَّاسِ شبعًا في الدُّنيا، أطولُهم جوعًا يومَ القيامةِ) حسن «إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا».وآخرون خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا؛ فيفتحون فيه بؤرا للهو وموائد للعب ليضيعوا على بعض المسلمين فرصة الاغتنام وعزيمة الاهتمام بخيرات هذا الشهر، مما يجعلهم يقضون ليلهم في الغفلة ونهارهم في النوم، وكأنهم لا يدركون أن قدر رمضان وشرف رمضان كقدر وشرف القرآن، وتعظيم رمضان تعظيم للقرآن وتعظيم القرآن تعظيم لله وتعظيم الله غاية الغايات ودليل سلوك طريق الجنات: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}. وتعظيم رمضان يبدأ من شعبان، وخير دليل هدي النبي عليه الصلاة والسلام، كان يصومه إلا قليلا، لحكمة عرض الأعمال، ثم تعظيما واستعدادا لرمضان.
إن معظم من يضيعون وقت رمضان في اللهو واللغو هم ممن لم يعظموا حرمة هذا الشهر ولم يعدّوا له العدة، قال الله تعالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}، فلو أراد الإنسان الفوز بما في هذا الشهر من ثواب وأجر لأعد له العدة، ولكن قلّ الوازع الديني والباعث على العمل الصالح، حتى أصبح جمهور المسلمين اليوم لا يعظمون هذه الشعائر بالقدر الذي تستحقه ولا يفرحون إلا لما يكون لهم فيها من حظوظ مادية أو نفسية، وإلا فإن تعظيم هذه الشعائر الدينية الكريمة يكون بالفرح عند حلولها وإعداد العدة قبل أوانها، فهل نحن كذلك؟إن رمضان الفضيل هو من فضل الله علينا، فبذلك فلنفرح، ولنسعد ولنعدّ له العدة، وخير الزاد التقوى والعمل الصالح، وسعيد من حلّ عليه هذا الشهر وهو ينعَم بالتقوى والإيمان، فيشهد عليه رمضان بأنه أهل لرحمة الله والدخولِ للجنان والنجاة من النيران.
شهر رمضان شهر الرحمة والإحسان شهر المغفرة والقرآن شهر العتق من النيران شهر يصفد فيه الشيطان وتتزين فيه الجنان، فآروا الله من أنفسكم برا وإحسانا ورحمة وإذعانا وتوبة وإيمانا فأبشرو وبشروا، وأظهروا فرحتكم به واعقدوا فيه صدقكم وأحسنوا فيه عملكم واحذروا فيه المعاصي والآثام، واستكثروا من الطاعات والإحسان:{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا وهو خير مما يجمعون}، تزودوا منه لغدكم فإن الغد لناظره قريب{وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}،كما أوصي نفسي وإياكم بالتجمل بالأخلاق الجميلة والخلال الجليلة من الصبر والرفق والتحمل والصدق، والبعد عن السفه والفسق، فإن نبيكم صلى الله عليه وسلم لم يكن سبابا ولا لعانا ولا فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق ولا يقابل السيئة بالسيئة،بل يقابلها بالعفو والإحسان والصفح والغفران، فاقتدوا به لتهتدوا:{لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}.ولا تنسوا أن تحسنوا لإخوانكم الفقراء والمعوزين في هذا الشهر، فربما يكون ذلك سببا لدخول الجنات واستنزال الرحمات.وهي خطبة بليغة شاملة لمتطلبات هذا الشهر سواء في الاستعداد له أو أثناء صيامه.
ع/خ

حثت على احترام المرجعية الوطنية
اللّجنة الوزارية للفتوى تدعو إلى ترشيد سلوك الصائمين
أصدرت اللجنة الوزارية للفتوى عقب اجتماع لها عشية حلول شهر رمضان، بيانا دعت فيه عموم المواطنين إلى الحرص على استقبال شهر رمضان بتجسيد المعاني الإيمانية صياما وقياما وسلوكا، قال: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) [البخاري ومسلم]، وقال كذلك: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)[البخاري ومسلم].
كما دعتهم إلى تعلم فقه الصيام وفق المرجعية الدينية الوطنية، وتلقيه عن أهل الذكر، والرجوع في الفتوى إلى أصحاب الخبرة والاختصاص، لا سيما فيما يتعلق برخص الصوم للمرضى والحوامل والعجزة وأصحاب الأعذار؛ إذ إن الحكم الفقهي مؤسّس على التكامل بين النظرة الفقهية والخبرة الطبية، وعليه فلا ينبغي لأصحاب الأعذار أن يكلفوا أنفسهم ما يُلحق بهم الضرر، قال تعالى: ((ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)) [البقرة 194].وقال: (إنَّ اللهَ يُحبُّ أن تُؤتَى رُخَصُه، كما يُحبُّ أن تُؤتَى عزائمُه)[الطبراني].
وحثت على التحلي بمكارم الأخلاق، وجميل العادات وذلك بضبط النفس ونشر روح الأخوة والمحبة، وتجسيد قيم الرحمة والتكافل والتضامن والتعاون، وإشاعة الفرحة بين أفراد المجتمع، والحث على إصلاح ذات البين وصلة الرحم ورد المظالم، قال سيدنا رسول الله: أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ)[الطبراني].
وأكدت في بيانها الذي نشرته وزارة الشؤون الدينية في موقعها على ضرورة ترشيد سلوك الصائمين، لاسيما في مجال الاستهلاك، بتجنب مظاهر الإسراف والتبذير عملا بقوله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) [الأعراف].
ودعت التجار إلى مزيد من البذل والإنفاق في هذا الشهر، وتجنب كل مظاهر الغش والتدليس والاحتكار، قال: «التاجرُ الصَّدُوقُ الأمينُ، مع النَّبِيِّينَ، والصِّدِّيقِينَ، والشهداءِ، والصالحينَ» [الترمذي].

فتاوى
llما هي أحكـام الفدية؟
الفدية لغير القادر على الصوم واجبة. إذا كان الشخص المسلم غير قادر على الصوم وكان فقيرا لا قدرة له على الإطعام فتسقط عليه الفدية ولا تجب في حقه، أما مقدارها فهي غير محددة بالقيمة، فأقلها نصف صاع من قوت البلد على سبيل التقريب فيجب على المريض مرضا مزمنا أو من في حكمه إذا عجز عن الصيام أن يطعم عن كل يوم مسكين. وتعطى الفدية لمجموعة من الأشخاص، أو لشخص واحد جملة أو يدعى كل يوم فقير أو تدعى مجموعة من الفقراء بعدد أيام الفطر كل ذلك يجزئ  والمسلم مخير في ذلك.
ll   ما حكم صيام من ابتلي بمرض مزمن كالسرطان، وهل يصح صومه مع وجود المعاناة الشديدة أم يجب الصوم، أم يجوز الفطر، وإخراج نصيب من المال وما هو المقدار الواجب إخراجه؟
من الأصناف التي اهتم بها الشرع الحنيف في مسائل الصيام: أصحاب الحاجات، ومنهم المريض.فالمريض مرضا مزمنا لا يجوز له الصيام، إذا كان الصيام يضره أو يؤخر شفاءه، ومن ثم فإذا قرر الأطباء عدم قدرته على الصيام فلا يصوم وإلا يكون آثما، وإنما يجب في حقه الإطعام (أن يطعم عن كل يوم مسكين) والمقدار الواجب في ذلك غير محدد بالقيمة وإنما هو حسب استطاعة الإنسان ويصح في ذلك (الـ 100 دج والـ 200 دج وأقل من ذلك وأكثر.)  والمسألة في هذا واسعة.
موقع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف

قراء يتداولون على صلاة التراويح بجامع الجزائر  بطبوع مختـلفة
تقرر أن تقام صلاة التراويح لأول مرة بجامع الجزائر بعد تدشينه رسميا من قبل رئيس الجمهورية منتصف شهر شعبان، وتحسبا لذلك أعلن رئيس المجلس العلمي، موسى اسماعيل، عن انطلاق مختلف الأنشطة في جميع مرافق الجامع، على غرار الفضاء المسجدي، مشيرا إلى أن صلاة التراويح في شهر رمضان المعظم ستكون «وفق رواية ورش عن الإمام نافع» وستكون «فرصة لقراء الجزائر الممتازين باختلاف طبوعهم في التلاوة لإمامةالمصلين وقراءة حزبين من القرآن ليتم ختم القرآن في آخر الشهر الفضيل».
كما سيعرف الجامع -يضيف ذات المسؤول-قبل صلاة العشاء «تلاوات قرآنية ودروسا وعظية يقدمها أئمة ومشايخ، داعيا المصلين إلى «الالتزام بالتعليمات والتوجيهات والمحافظة على الهدوء، خصوصا وأن الجامع سيكون مفتوحا أمام المصلين لأداء سائر الصلوات».وفي ذات السياق، أعلن عن الاطلاق الرسمي للموقع الالكتروني الخاص بالجامع قبل رمضان، والذي سيتضمن جميع النشاطات المبرمجة بالتفصيل خلال الشهر الفضيل وبعده بما يمكن المواطنين من الاطلاع عليها.

المقرئ إرشاد مربعي ينهي تسجيلا كـاملا لتلاوة القرآن الكريم
أنهى المقرئ محمد إرشاد مربعي تسجيلا صوتيا لتلاوته للقرآن بإذاعة القرآن الكريم الجزائرية، تحت إشراف المقرئ حسين وعليلي والمقرئ خالد درباني وعمار رقبة الشرفي، وستعكف اللجنة خلال شهر رمضان المبارك على المراجعة النهائية للختمة قبل إجازتها النهائية والشروع في بثها خلال أيام شهر رمضان الكريم.

الرجوع إلى الأعلى