لا تزال أصداء حادثة إقامة تشكيلة مولودية قسنطينة بمدينة ورقلة، وما رافقها من جدل واسع، تُلقي بظلالها وسط حالة من التوتر داخل أسوار الموك بين إدارة الفريق والجماهير الغاضبة، التي اعتبرت ما حدث «فضيحة» تمس بتاريخ الفريق العريق.
وفي خضم هذا الجدل، خرج رئيس مولودية قسنطينة، نور الدين قدري، عن صمته في تصريحات للنصر أمس، وقال إن ما جرى في ورقلة لا يعدو أن يكون سوء تفاهم تم تضخيمه لأغراض شخصية، حسب تعبيره.
وقال قدري:» هناك من سعى لتحريف الحقيقة وتصوير الأمر وكأن الفريق طُرد من الفندق، بسبب عدم دفع المستحقات، وهو أمر غير صحيح. الفاتورة كانت مضمونة من طرف مديرية الشباب والرياضة، ولكن انشغال مديرها بمناسبة احتفالية في قسنطينة أجّل فقط تسوية الأمور، وما حدث استُغل بطريقة مغرضة لتشويه سمعتي ودفع الأنصار ضدي».
وأكد قدري أنه تواصل بشكل مباشر مع رئيس نادي مستقبل الرويسات لحل الإشكال وتكفل بتسوية الأمور المالية، مشيرا إلى أن كل شيء تم بطريقة حضارية، واعتبر أن الفيديوهات المتداولة والتي تُظهر الفريق في موقف محرج مليئة بالمغالطات، وأن من روّج لها يهدف، حسبه، إلى الضغط عليه للاستقالة من رئاسة الفريق.
وفي المقابل، عبر عدد من أنصار الموك عن غضبهم مما حدث، مؤكدين أن الحادثة بصرف النظر عن خلفياتها، تكشف عن هشاشة في التسيير الإداري، ومطالبين الإدارة الحالية بتحمل مسؤولياتها أو الانسحاب من المشهد، معتبرين أن اسم الفريق لا يحتمل المساومة أو التبريرات.
ويرى متابعون أن هذه الحادثة، وإن كانت بسيطة في ظاهرها، إلا أنها تعكس عمق الأزمة التي تعيشها المولودية، سواء من الناحية الإدارية أو التنظيمية، وسط غياب رؤية واضحة تليق بتاريخ الفريق الذي ظل غائبا عن قسم الأضواء لأكثر من عقدين.
جمعية عامة مرتقبة وقرارات مصيرية
في ظل هذه الظروف، أنهى محاسب الفريق مؤخرا ضبط الحسابات المالية الخاصة بالتقرير المالي، تمهيدا لعقد الجمعية العامة العادية يوم 26 ماي الجاري، والتي يُتوقع أن تكون محطة ساخنة، خاصة بعد إعلان الإدارة عن فتح باب الترشح لعضوية الجمعية العامة، ما قد يُفضي إلى دخول أسماء جديدة، غير أن أعين الجميع تبقى موجهة نحو الجمعية العامة الاستثنائية المقررة مطلع شهر جوان، والتي من المنتظر أن تكون حاسمة في تحديد مستقبل قدري على رأس الفريق، إذ سيتقرر خلالها إن كان سيواصل مهامه أو يترك مكانه لمسؤول جديد قد يُحدث التغيير الذي ينشده الأنصار.
وتبقى مولودية قسنطينة، أحد أعرق أندية الشرق الجزائري، حبيسة دوامة من المشاكل الإدارية والمالية التي تحول دون عودتها إلى مصاف الكبار، وبين اتهامات متبادلة، وضغوط جماهيرية متزايدة، وخطابات مطمئنة من الإدارة، يبدو أن المستقبل القريب سيحمل إجابات حاسمة حول مصير الفريق وطموحات أنصاره الذين يحلمون بعودة اسم الموك إلى الواجهة بعد غياب دام أكثر من عقدين.
سمير. ك