الاثنين 12 ماي 2025 الموافق لـ 14 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

رغم قلة الإمكانيات: شبــــاب قايـــس يعــــود لقســـــم ما بين الجهات بدرجة امتياز


حقّق شباب قايس صعودا مستحقا لقسم ما بين الجهات، بعد تتويجه بلقب جهوي باتنة الأول وسيطرته على مجموعته، رغم قلة الإمكانيات، والتجديد الذي مس تعداده بنسبة 70 بالمائة، الأمر الذي كاد أن يجهض هذا الحلم، لولا إرادة اللاعبين وتضحيات الإدارة، ناهيك عن الدعم اللامشروط للأنصار.

روبورتاج: محمد مداني

وما زاد من قيمة هذا الإنجاز، ترسيم شهادة الارتقاء قبل محطتين من خط الوصول وبفارق 9 نقاط عن بقية الملاحقين الذين لم تكن لهم القدرة الكافية، على مزاحمة ممثل ولاية خنشلة وسد الطريق أمامه لترجمة طموحاته، والشروع مبكرا في إقامة الأعراس.
صعود القايسية، وعودتهم إلى ما بين الجهات التي غادرها الفريق قبل سنتين فقط بفعل المشاكل التي حاصرته آنذاك من كل الجوانب، لم يكن سهلا، أو هبة من أي طرف، بقدر ما تطلب الكثير من العمل والمثابرة وتضافر الجهود، وكثير من التضحيات رغم غياب التمويل بالشكل المطلوب، والدعم المالي الضروري، ولو أن ذلك لم يثن من عزيمة اللاعبين في رفع التحدي، وخطف الأضواء، وجعل الجماهير الرياضة المحلية، تعيش الأفراح، وتصنع طقوسا احتفالية مميزة وفق تقاليد المنطقة.
وانطلاقا من هيمنته على مجموعته، يجمع المتتبعون على أن الشباب أدى مشوار بطل، وصعوده كان بدرجة امتياز، بدليل تواجده في الصدارة برصيد 58 نقطة، وبفارق تسع خطوات عن ثنائي الوصافة، نتاج 16 انتصارا و10 تعادلات، مع تجرع مرارة الخسارة في أربع مناسبات، إضافة إلى امتلاكه أحسن قاطرة أمامية بتسجيله 42 هدفا، وأفضل خط دفاع بتلقيه 18 هدفا.
مسار الكتيبة الزرقاء لم يكن برأي مسيريه وأنصاره مفروشا بالورود، نظرا لتعدد الطموحين منهم خاصة أمل مروانة ونجم أولاد دراج وأولمبي مجانة، لكن حنكة وخبرة المدرب زهر الدين بوريدان جعلته يحسن توظيف الطاقات والمهارات الفنية التي يستحوذ عليها الفريق وينجح مع مرور الأسابيع في إعطاء شخصية قوية لمجموعته، ومعها الثقة بالنفس، ومن ثمة شق طريق النجاح.
وإذا كان الشباب القايسي قد سطع نجمه في البطولة داخل وخارج قواعده، فإنه يتميز كذلك بعدة خصال منها امتلاكه قاعدة شعبية واسعة، فهو فريق عريق تأسس سنة 1947 وبأنصار من ذهب، لم يتخلفوا يوما في مؤازرته، ليهديهم في نهاية المطاف صعودا رد به الاعتبار للكرة القايسية، وحمل في طياته الكثير من المعاني والدلالات. وعلى الرغم من شح المساعدات المالية، فإن الطاقم المسير برئاسة بديع شنينة، قبل أن يتفرغ لمهامه كرئيس بلدية قايس ويسلم المهام لنائبه نور الدين غربي لم يفقد الأمل في الأخذ بيد الفريق نحو الواجهة، من خلال حمل مشعل التحدي، والسير بخطى ثابتة.
وبالنظر إلى التحديات الكبيرة المنتظرة، تطالب الإدارة بضرورة التكفل الفعلي بانشغالات واحتياجات الشباب، حيث تأمل في مساعدته وتوفير له كل المتطلبات، إدراكا منها بأنه بدون أموال، يبقى الفريق في ممر ضيق إلى إشعار آخر.
تعداد الفريق:
حملاوي عبد الجليل(حارس) ـ زديرة أحمد ياسين (حارس) ـ أونيسي فاروق ـ بن سالم يونس ـ ديديش يازيد ـ جمال عبد الجليل ـ مساعدية علاء الدين ـ بن عبيد صلاح ـ قيدوم منذر ـ غطوط ياسر ـ نجمة إلياس ـ بودراري فايز ـ سطحاوي عبد الغاني ـ بخوش إلياس ـ مرايحي علاء الدين ـ بزاز عبد اللطيف ـ سوداني مروان ـ سايح معمر ـ فاتح عبد الحي ـ زايدي عبد الرحمان ـ مباركي وسيم ـ مرابطي سفيان ـ حبشي زهير ـ غربي نور الدين.

مدرب الفريق زهر الدين بوريدان للنصر
هـــــــذا سابــــــع صعـــــــود لـــي يحمـــل طعمـــــا خاصـــــا
* ماذا يشكل الصعود بالنسبة إليك؟
هذا سابع صعود في مساري المهني، وهو بكل تأكيد يحمل طابعا خاصا، ويعد مكسبا مهما لإثراء رصيدي الشخصي، وثمرة عمل ومثابرة ومساهمة كل الأطراف. وما أسعدني كثيرا أن جهودنا لم تذهب هباء منثورا، وفي اعتقادي، فإن الفضل يعود بالدرجة الأولى إلى إرادة اللاعبين وتضحيات المسيرين وأعضاء الطاقم الفني، والمناصرين الذين كانوا السند القوي للفريق.
*  أكيد أن الرحلة كانت شاقة؟
صراحة، تعبنا كثيرا ولم نجد الطريق مفروشا بالورود، حيث صادفتنا عديد العقبات، والعراقيل، ناهيك عن منافسة قوية من طرف بعض الفرق في صورة أمل مروانة وأولمبي مجانة. غير أن إرادة اللاعبين وروح التحدي التي شكلت سلاحهم، سمحت للفريق باجتياز المنعرجات الخطيرة بنجاح، ورفع سقف الطموحات، ولو أن هدفنا منذ البداية كان الصعود.
وقد مكنتنا هذه العوامل من ولوج المنافسة في ثوب البطل ودون عقدة، حيث لم نتعثر سوى في أربع مناسبات على مدار الموسم. وفي تصوري قايس تستحق فريق كبير وقوي، كونها مدينة تعشق الكرة حتى النخاع.
*  برأيك من أين يستمد الشباب قوته؟
لا أبالغ إن قلت بأن نقطة قوة فريقي تكمن في «النيف» والإدارة الجماعية والثقة بالنفس، والنية الصادقة دون أن ننسى سهر الإدارة وبقية الأطراف التي تحدت كل الظروف ووضعت المصلحة العامة في المقام الأول. كما أن عاملي الجدية والانضباط في العمل شكلا أيضا سلاحنا، بغض النظر عن دعم الأنصار.
* كيف سايرت ضغط المنافسة؟
قبل انطلاق البطولة، ضبطنا خارطة طريق إدراكا منا بالصعوبة التي سنواجهها بفعل تواجد منافسين بارزين يملكون الكثير من الخبرة والإمكانيات، حيث عمدنا إلى تسييرها مباراة بمباراة. وهي الإستراتيجية التي خولت لنا الكشف مبكرا عن نوايانا الجادة من خلال احتلال الصدارة تارة، والوصافة تارة أخرى، قبل الانفلات عن القافلة مع دخول المنافسة العد التنازلي إلى درجة توسيع الفارق عن كوكبة المطاردة إلى تسع نقاط. وقد سمح لنا ذلك بالتتويج باللقب وترسيم الصعود، بعيدا عن كل مضايقة.
* ما هي أصعب مرحلة واجهها فريقك في البطولة؟
منذ البداية، عمدنا إلى أخذ جميع اللقاءات بنفس الأهمية، واحترام كل المنافسين في ظل وجود عدة أندية كانت تطمح للصعود. ولعل ما منحنا ثقة أكبر في إمكانياتنا وقدراتنا، الانطلاقة الموفقة في البطولة و المستوى الذي أبان عنه الفريق مع مرور الجولات، وجاهزيته من شتى الجوانب. ورغم بعض فترات الفراغ، سيما في مرحلة الذهاب، فضلا عن مغادرة بعض الركائز في الميركاتو الشتوي، إلا أننا عرفنا كيف نتدارك الأمر ونعود بقوة في مرحلة الإياب.
* ما هي توقعاتك لمستقبل الفريق في قسم ما بين الجهات؟
شخصيا أتوقع ظهور الفريق بوجه جيد في بطولة ما بين الجهات التي سبق وأن احتك بها لعدة سنوات، شريطة توفير الإمكانيات والاعتناء به، لأنه في اعتقادي المطالب على مستوى هذا القسم ستتضاعف وحجم التحديات سيكبر. كما أنه من الأجدر الاحتفاظ بالركائز مع القيام بانتدابات تكون نوعية مع التطلع للرهان على مراتب مشرفة، ولما لا المراتب الأمامية، هو أمر قابل للتجسيد لما يزخر به النادي من خبرة وتقاليد كروية.

المكلف بتسيير الفريق نور الدين غربي للنصر
الإنجاز كلفنا 3 ملايير اعتبر
المكلف بتسيير الفريق نور الدين غربي، في غياب رئيس النادي شنينة المنشغل بالتزاماته على رأس المجلس الشعبي البلدي لبلدية قايس بأن الصعود أعاد الاعتبار للكرة القايسية التي ظلمتها برأيه الأيام وأخرجها من دائرة الظل، مبرزا الإسقاطات الإيجابية لهذا الإنجاز الذي وصفه بالمكسب المهم.
وأضاف قائلا:» الصعود حققناه عن جدارة وعلى أرضية الميدان بفضل تضافر جهود جميع الأطراف، وقد كلف خزينة النادي قرابة 3 ملايير في وقت لم تتعد الإعانات التي استفاد منها الفريق عتبة 2.5 مليار، ما أدى إلى رفع حجم الديون. لذلك، نحن ننتظر التفاتة من السلطات الولائية من خلال تخصيص مكافأة الصعود كعربون اعتراف للمجهودات المبذولة وللإنجاز المحقق».
وحسب ذات المتحدث، فإن إشكالية الحجز على الرصيد لم تشكل عائقا أمام ترجمة طموحات الفريق، مضيفا أن الإدارة نجحت في رفع الحجز مطلع شهر جانفي الماضي، ومن ثمة استغلال إعانات السلطات المحلية، مضيفا بأن التحديات المنتظرة، تستوجب الكثير من الإعانات المالية خاصة من السلطات الولائية.

قالــــــــوا عــــــن الصعــــــــــــــــود

المهاجم بزاز لطفي
تحدينا منافسينا الأقوياء
«أعتقد بأن هذا الصعود، كان مستحقا لأننا سيطرنا على البطولة ولم نتنازل على الريادة إلا لفترات. لذلك، أرى بأن تتويجنا ليس مفاجأة، رغم أن المنافسة كانت شديدة وكنا هدفا للإطاحة به في جل المنعرجات، وأهدي هذا الصعود للأنصار الأوفياء».

الحارس حملاوي عبد الجليل
الإرادة صنعت الفارق
«جد سعيد بهذا الصعود، الذي يعد مكسبا كبيرا لكرة القدم بقايس، خاصة وأنه لم يكن سهلا. صحيح أننا تعبنا كثيرا جراء مزاحمة بعض الأندية، لكن بفضل إرادة اللاعبين، تمكنا من تخطي الكثير من العقبات، وأثبتنا بأننا نملك فريقا محترما».

متوسط الميدان سفيان مرابطي
عشنا لحظات رائعة
«هي لحظات ممتعة تعيشها الكرة بقايس، بعد أن فقدت في الموسمين الماضيين مكانتها في قسم ما بين الجهات. لهذا، يحق لنا اليوم الافتخار بهذا الصعود الذي لم يكن هدية، لأننا صراحة واجهنا عديد الصعاب بفعل تعدد الطموحين».

المهاجم مرايحي علاء الدين
كنا الأفضل في مجموعتنا
« صراحة، كنا الأفضل وأدينا مشوار بطل، ولو أننا واجهنا بعض الصعوبات أمام المطاردة المتواصلة لبعض الفرق القوية التي كانت ترغب في الصعود. بكل تأكيد لم نسرق الصعود، بدليل مشوارنا المميز والنتائج الإيجابية داخل وخارج القواعد، لذلك، علينا توجيه تشكراتنا لكل من ساهم في هذا الإنجاز».
الكاتب العام للفريق زايدي عبد الرحمان
كنا عند مستوى التطلعات
« أعتقد بأن هذا الصعود كان منتظرا لعدة اعتبارات، منها الانتدابات التي قمنا بها، والتجنيد الواسع وراء الفريق، ناهيك عن وجود مناخ ملائم ساعد كثيرا اللاعبين على إبراز قدراتهم الفنية. لقد صنعنا عائلة واحدة، وكنا نتقاسم كل الأفراح والإخفاقات، ولم نشك مرة واحدة في قدرة الشباب على تجسيد تطلعات الأنصار».

 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com