كشفت الفنانة المتألقة ريم تاكوشت، بأن الحلقات القادمة من مسلسل «الدامة» سوف تعرف تطورات لا يتوقعها الجمهور، و قالت ردا على حملة الانتقادات التي طالت المسلسل، بسبب تصويره لجوانب من الحياة في الأحياء الشعبية بالجزائر، بأن هذه المعالجة الدرامية تشكل قطرة في بحر الواقع، معتبرة الدامة، من بين أهم الأعمال التي تسلط الضوء على ظواهر خطيرة أهمها المخدرات و نهب و تهريب ثروات الجزائر، كما تحدثت عن العديد من الأمور حول هذا المسلسل الذي يصنع الحدث محليا و عربيا.
حاورتها: إيمان زياري
لهذا السبب قبلت دور حورية
النصر: تصنع «حورية» الحدث فنيا منذ حلول شهر رمضان، فقد تقمصت دورا مركبا يتطور في كل مرة، حدثينا عن هذه الشخصية؟
ـ ريم تاكوشت: يجب على كل فنان أن يعيش الدور، حورية سيدة جزائرية من قلب الواقع، أردت من خلال هذا العمل رد الاعتبار للمرأة و نقل معاناتها الفعلية، خصوصا الأرملة التي تصارع لتربية وحماية أبنائها في مجتمع صعب، لقد تأثرت بهذا الدور و سعدت بالمشاركة في معالجة مواضيع مهمة أخرى، مثل قضية المخدرات و نهب ثروات الجزائر و تهريبها.
ـ هل تعاطفت مع البطلة و باقي الشخصيات التي تعاني أيضا؟
ـ تعاطفت حقا مع الشخصية وتأثرت بالقصة ككل، و تعاطفي الكبير كان مع فئة الأطفال، بسبب الخوف من تأثير المخدرات على مستقبلهم و كان من واجبي المشاركة في مثل هذه الأعمال من أجل توعية الرأي العام و الأولياء بخطر هذه الآفة، و شد انتباههم أكثر و توجيههم لأجل مضاعفة الرقابة على الأبناء.
لم ننه التصوير بعد
ـ من ضحية اغتصاب إلى أرملة مضطهدة ثم سيدة قوية، هل سنرى تطورات أخرى في الحلقات المقبلة مع هذه الشخصية ؟
ـ بالطبع، سيناريو الفيلم تم حبكه بكل دقة و إتقان، فيه تطورات كثيرة مع تسلسل الأحداث، و هذا ما يضاعف عنصر التشويق في العمل طوال 26 حلقة، لا يمكنني طبعا الإفصاح عما ستحمله الحلقات المقبلة، لكن أعدكم بتفاصيل مثيرة غير متوقعة، بالرغم من أن التطورات الأخيرة توحي بما تخفيه الحلقات القادمة، علما أننا لم ننه تصوير المسلسل بعد.
الانتقادات دليل على نجاح المسلسل
ـ تعرض العمل للعديد من الانتقادات بشأن مشاهد العنف و الانحراف و الظلم، ما تعليقك و هل تعتقدين أن هناك مبالغة في تصوير واقع الأحياء الشعبية؟
ـ تدور أحداث المسلسل بباب الوادي بقلب العاصمة، وقد أردنا التمثيل في هذا الحي لأنه رمز للجزائر العميقة، و الأحياء الشعبية في الجزائر ليست باب الواد فقط، نحن لا تمثلنا الأحياء الراقية و لا البريستيج، الإشكالية ليست في الأحياء الشعبية، و إنما في عدم الرغبة في الاعتراف بوجه من أوجه الواقع، لأننا لا نحب مواجهة مشاكلنا عادة، وقد جاء هذا العمل ليدق ناقوس الخطر، و يضاعف الوعي بالخطر المحدق بالأطفال بفعل الآفات الاجتماعية و الإجرام.
طبعا هنالك أشخاص سيقلقهم العمل، والانتقادات دليل على النجاح فالأعمال الناجحة لا تمر دون ضجة، خاصة في ظل المتابعة الواسعة من قبل الجمهور، الذي اعتبر قطاع بأن الدامة يحاكي واقع كثير من الأسر الجزائرية و بساطة عيشها، لذا أعتبره عملا مميزا خاصة و أننا كفريق أدينا أدورانا على أكمل وجه، و هذا ما زاد من تأثير و نجاح السيناريو الذي لم يحد عن الحقيقة، فنحن لم نأت بحكايات دخيلة أو غريبة عن مجتمعنا.
ـ كيف تقيمين أداء الأطفال الذين شاركوا في البطولة و ما توقعاتك لمستقبلهم الفني؟
ـ إتقان الدور يجب أن يكون من شخص عايش الأحداث أو كان قريبا منها، هؤلاء الأطفال ينحدرون من الحي الشعبي، يمتلكون طريقة الكلام و يعرفون البيئة جيدا، هم أصلا جاهزون لتقمص أدوارهم في «الدامة» و لا يمكن لآخرين من مناطق أخرى أن يقدموا ما هو أفضل، كما أنهم يحبون العمل و التمثيل بشكل سهل عليهم المهمة فبدوا صادقين جدا، و هذا ما جعل العمل متكاملا و ناجحا، بالرغم من قلة الإمكانيات نوعا ما مع ذلك فقد ساعد الإتقان في إنجاح الفيلم.
ـ بعيدا عن «الدامة» هل من جديد؟
ـ سأتنقل بمونودرامي «السواد في الأمل»، إلى عدة ولايات بداية من التاسع من أفريل الجاري، لتنشيط سهرات رمضان، سأكون في مستغانم و سعيدة و المدية و تيزي وزو، و ذلك للترفيه عن الجمهور في انتظار الجديد لاحقا.
