كشف الممثل زكريا سيف الدين طالبي، عن تحضيره لمسلسل اجتماعي جديد وفيلم قصير موضحا، أسباب غيابه المتعمد على الساحة الفنية في الفترة الماضية، وعن جديد المشاريع التي اشتغل عليها خلال هذا الوقت.
وتحدث ابن مدينة قسنطينة للنصر، عن انطلاقته الفنية التي كانت من المسرح الجهوي الحاج محمد الطاهر الفرقاني، أين اعتلى الركح لأول مرة ليقدم عرضا مدته 15 دقيقة، بعنوان «لقاء بعد الزمن»، وكانت تلك أول مرة تظهر فيها موهبته الفنية وتمكنه من غمار المسرح.
وقال الفنان المعروف مسرحيا باسم «بومبينو»، إن الفضل في اكتشافه يعود للمخرج والمؤلف سمير محسن، الذي لمس فيه الموهبة وشغف التمثيل، واقترح عليه المشاركة في عرض من تأليفه كما أشرف على تدريبه، مشيرا إلى أنه تمتع دائما بسرعة البديهة والقدرة على تقمص الشخصية في وقت وجيز.
وحسب زكريا طالبي، فإن شغفه بالمسرح لم يحد من طموحه الذي كان مرتبطا دائما بالسينما، وهو ما جعله يلاحق حلمه إلى أن حقق أول ظهور له في الشاشة الكبيرة، وذلك من خلال مشاركته في فيلم «زيغود يوسف»، أين أدى دور شرطي فرنسي، لتفتح أمامه لاحقا أبواب النشاط وتكون له مشاركات مختلفة في عديد الأعمال التي قدمته بشكل أفضل للجمهور و المهنيين كذلك. كما سمحت له بربط علاقات مع فنانين ومنتجين ومخرجين ومكنته من النهل من خبراتهم، وشكلت دافعا قويا ليبذل مجهودات مضاعفة حتى يطور موهبته عن طريق التكوين الذاتي.
بعد أول مشاركة سينمائية له، تيقن زكريا بأن الموهبة وحدها لا تكفي لقطع أشواط فنية كبيرة تليق بطموحه، وتأكد بأن التكوين ضرورة لابد منها، فالتحق بدورة تكوينية من تنشيط الممثل أكرم جغيم، أين تعلم قواعد وضوابط العمل السينمائي، كما حرص على التكوين الذاتي من خلال الاطلاع على أجدد الإصدارات السينمائية، و قراءة الفن السابع وتاريخه ومفاتيح النجاح وذلك في طريق سعيه للاحتراف.
التكوين ضرورة لإبراز الموهــبة
قال، إن ما اكتسبه من معارف في المجال، مكنه من تعلم أساسيات العمل السينمائي وحفزه لخوض ثاني تجربة سينمائية لاختبار قدراته التمثيلية، ومدى تمكنه من تطبيق ما تعلمه، من خلال أدائه لدور رئيسي في فيلم قصير بعنوان « في كل جسر حكاية»، يحكي عن المحطات التي يمر بها الإنسان منذ ولادته وإلى غاية وفاته، والعراقيل التي يصادفها. مشيرا، إلى أن العمل قدم رسائل إنسانية مثقلة بالعبر وتبعث على الأمل، حيث وظفت المشاهد جسور مختلفة، وذلك كرمز للانتقال من مرحلة عمرية إلى أخرى، وكطريق نحو المستقبل.
ووصف هذه المشاركة بالصعبة، لشعوره بالمسؤولية تجاه جمهوره وتجاه رفقائه في العمل، حيث كان مسؤولا عن تحريك الأدوار الثانوية، كما شكل الفيلم أو تجربة إخراجية له، وقد خاضها بنجاح على عد تعبيره، بفضل مساعدة الممثل والمخرج إسلام منفوش، الذي كان مساعدا له وقد كثيرا من الدعم، إلى جانب الممثل والمخرج المسرحي وحيد عاشور. وقال، إنهما لعبا معا دورا مهما في تسهيل مهامه كمخرج خلال ثاني تجربة سينمائية له، في فيلم «رابح». وعلق، بأن كل المجهودات التي بذلها طوال مشواره كممثل ومخرج لم تذهب سدى، بل تكللت بتتويج فيلم « لكل جسر حكاية» بجائزة الجمهور الكبرى سنة 2024، خلال فعاليات مهرجان البوابة الرقمية الدولي. شكل هذا النجاح دافعا قويا للفنان، ودفعه لبذل المزيد من الجهد لتقديم أعمال جديدة برؤى حديثة وغير مستهلكة، من خلال الاطلاع أكثر على مستجدات الساحة السينمائية داخل وخارج الوطن، والتواصل مع محترفين في مجالات السينما وبالأخص في الإخراج، الذي يستدعي حسب رأيه، تكوينا جيدا وخبرة تمكنان من تقديم منتج فني نظيف بتصور إخراجي فني ثاقب يلبي ذوق الجمهور، وتقدم أيضا صورة حسنة عن السينما الجزائرية.
وأشار، إلى أن العمل جار حاليا، مع كتاب سيناريو محترفين من بينهم السيناريست مهدي طالبي، لدراسة مشاريع فنية، والتحضير لإنتاج مسلسل اجتماعي مختلف وجديد كليا، فضلا عن فيلم قصير، سيشكلان نقلة نوعية بالنسبة إليه، ويقدمان تجربته الفنية بصورة جديدة، مفضلا عدم الكشف عن تفاصيلهما إلى غاية تجاوز أول أشواط العمل.
وبين تجربته كمخرج وشغفه بالتمثيل، قال بأنه يفضل الظهور على الشاشة، مشيرا إلى أنه بحاجة للعب أدوار مختلفة أكثر، أما التخصص في الإخراج فسابق لأوانه كما عبر، كونه يستدعي تكوينا جيدا لأن الموهبة وحدها غير كافية للاستمرار ولا للتميز.
أسماء ب
