قال مزارعون، أمس الثلاثاء، بأن الطماطم الصناعية تمر اليوم بموسم استثنائي صعب، بسبب ما وصفوه بالمفاجأة المناخية التي أربكت الجميع وأثرت بشكل بالغ على حقول الطماطم الصناعية بالولايات الأربع الرائدة وهي قالمة، عنابة، الطارف وسكيكدة.
وأكد مشاركون في يوم دراسي جهوي، نظمته الغرفة الفلاحية بقالمة، أن الأمراض الفطرية انتشرت على نطاق واسع وبات من الصعب السيطرة عليها وخاصة مرض الميلديو سريع الانتشار.
ودعا المهندسون الزراعيون، لعدم الاستسلام للتغيرات المناخية المربكة ومواصلة المعالجة والسقي، لإنقاذ ما تبقى من المحصول وتعويض الخسائر المتوقعة، بأغلب الولايات المنتجة لهذا المحصول الغذائي الاستراتيجي.
و قال عماد فارح، المهندس الزراعي بمصلحة حماية النباتات، بمديرية الفلاحة بقالمة، بأن شهر ماي عرف سقوطا معتبرا للأمطار بكمية بلغت نحو 100 ملم، في غضون 3 أيام وبعد ذلك ارتفعت درجات الحرارة إلى 36 مئوية وأدى هذا التغير المفاجئ إلى ارتفاع معدلات الرطوبة وبلوغها معدلات قياسية بلغت 100 بالمائة، ببعض المناطق المنتجة للطماطم الصناعية.
وقدر مزارع من ولاية عنابة، حجم الضرر الذي لحق بحقول الطماطم الصناعية هناك، بنحو 30 بالمائة، داعيا المزارعين إلى مواصلة العمل لإنقاذ المساحات المتبقية، من خلال الرش المستمر بالمبيدات الفعالة، لمحاصرة الميلديو و أمراض فطرية أخرى، وجدت الظروف المناخية الملائمة للانتشار.
ودعا، رشيد رحامنة، مدير قطاع الزراعة بقالمة، لأنه يتعين على منتجي الطماطم الصناعية المزيد من التنظيم وإبرام العقود مع المحولين حتى لا تضيع حقوقهم ويستفيدون من دعم الدولة في هذا المجال، مؤكدا أن منتج الطماطم الصناعية ليس وحده في الميدان، فهناك هيئات كثيرة تقف إلى جانبه كلما تعرض لإجهاد مناخي صعب.
ومن جهته، أوضح المدير العام للديوان الوطني المهني المشترك، للخضر واللحوم، رضوان هارومي، بأن شعبة الطماطم الصناعية تكتسي أهمية بالغة، في مجال الأمن الغذائي الوطني وأن الدولة تدعم هذه الشعبة وتعمل على تطويرها ومرافقة المنتجين.
و حسب منتجي الطماطم الصناعية، المتدخلون في اليوم الدراسي، فإنه بات من الضروري مراجعة أسعار الطماطم الصناعية، لتغطية التكاليف المرتفعة، التي فرضها التغير المناخي، و ما نجمه عنه من حرارة قوية، و رطوبة و أمطار فجائية غزيرة، و أمراض فطرية سريعة الانتشار، و نقص في مياه السقي، حيث يحتاج الهكتار الواحد إلى نحو 5 آلاف متر مكعب من المياه، من مرحلة الغرس إلى غاية الجني.
و تلقى منتجو الطماطم الصناعية بشرق البلاد، المزيد من الشروحات حول المسارات التقنية و اقتصاد المياه و مكافحة الأمراض النباتية، و ملف الانخراط، في البرنامج الوطني للطماطم الصناعية، و أنظمة التأمين، كيفيات التعاقد مع المحولين.
وتجاوزت مساحة الطماطم الصناعية، في الولايات المنتجة بشرق البلاد، 15 ألف هكتار، الموسم الفلاحي الماضي 2023/2024 وتراوح مردود الهكتار الواحد بين 900 و 1006 قنطار واستقبلت مصانع التحويل أكثر من 5 ملايين طن، في واحدة من أحسن مواسم الطماطم الصناعية بالولايات الرائدة، لكن هذا الموسم يبدو صعبا، لكن الآمال مازالت قائمة لإنقاذ المزيد من المساحات المتضررة، من خلال أنظمة المعالجة المكثفة.
فريد.غ