السبت 2 أوت 2025 الموافق لـ 7 صفر 1447
Accueil Top Pub

مقترح بتكريسها على مدار السنة: حملـــة جمــع جلــود الأضاحـي تخدم البيئـة والاقتصـاد الوطنــي


ثمن الدكتور خالد فوضيل، الباحث في مجال البيئة بجامعة قسنطينة 03صالح بوبنيدر، الحملة الوطنية التي أطلقتها وزارة الصناعة لجمع جلود وصوف أضاحي عيد الأضحى لهذه السنة، لما لها من آثار إيجابية على البيئة والاقتصاد الوطني.
وقال الخبير، إنه من الجيد استرجاع هذه المادة بدل تركها تتلف في الطبيعة، وما يسببه ذلك من خسارة اقتصادية للبلاد، و من تبعات بيئية سيئة، داعيا إلى توسيع نطاق الحملة وتكريسها على مدار أيام السنة، من خلال وضع إستراتيجية وطنية لاستغلال الثروة الحيوانية التي تتمتع بها الجزائر.
وكانت وزارة الصناعة قد أطلقت بتاريخ 30 ماي المنصرم، حملة وطنية لجمع جلود الأضاحي، تحت شعار «نضحي، نسلخ ونملح….. ونساهم بهيدورة تصلح»، لدعم الإنتاج المحلي وتعزيز الاقتصاد الوطني، وتثمين الموارد المحلية، وذلك بالاستغلال الأمثل للثروة الحيوانية، والاستفادة من الجلود كمادة أولية حيوية في الصناعات التحويلية كالنسيج، والجلود، والأحذية، والحقائب وغيرها، ودفع الاستثمار المحلي وتوفير مناصب شغل، وتقليص الاستيراد ودعم الاكتفاء الذاتي في هذا الفرع الصناعي الحيوي، فضلا عن المساهمة في الحفاظ على البيئة من خلال تثمين النفايات العضوية وترسيخ ثقافة الاسترجاع، وتعزيز سلسلة القيمة لفرعي النسيج والجلود.
وستعكف المديريات الولائية للصناعة، إلى جانب المجمع العمومي للنسيج والجلود «جيتكس»، بالتنسيق مع مراكز الردم التقني على مستوى بعض الولايات والهيئات والجمعيات المعنية، على ضمان حسن سير العملية والاجتهاد لأجل إنجاحها.
وقد أكدت الوزارة، أنه ولضمان التأطير الفعال لهذه العملية على المستويين المركزي و المحلي، تم استحداث اللجنة الوطنية المتعددة القطاعات، المكلفة بتأطير ومتابعة الحملة بالتنسيق مع اللجان الولائية، المكلفة بتنظيم حملة جمع الجلود قبل وبعد العيد، الموضوعة تحت إشراف السادة الولاة وبرئاسة المديريات الولائية للصناعة على مستوى الولايات النموذجية والولايات المجاورة لها.
تطبيقان رقميان لتسهيل العملية
ولنجاح الحملة، وضعت الوزارة تطبيقين رقميين لتسهيل عملية إيصال المواطنين للجلود إلى أماكن التجميع، حيث سيشكلان حلقة وصل فعالة بين المواطن والمجمعين، وهما تطبيق «مريغل هيدورة» الذي يحدد الأماكن المتفق عليها والمحددة من طرف السلطات المختصة لوضع الجلود، ويعرضها للمواطن على شكل خريطة جغرافية «Géolocalisation»، وتطبيق «مستفيد» الذي يتيح للمواطن التبرع بجلد الأضحية دون الحاجة إلى التنقل، حيث يكفي تحميل التطبيق والنقر على خيار «التبرع»، ليقوم المجمع بالتوجه إلى منزل المواطن واستلام الجلد.
وقد دعت وزارة الصناعة كافة المواطنين للمساهمة الفعالة، في هذا المسعى المشترك دعما للتكامل والإدماج الصناعي الوطني في فرعي النسيج والجلود، والامتثال للإرشادات المقدمة، لتفادي تشويه جلد الأضحية أثناء عملية السلخ وتجنب تعفنها، وذلك بتفادي تبليله، مع الحرص على وضع الملح بجهة الجلد اللينة بالقدر المناسب للحفاظ عليه، مع التقيد بوضعه في الأماكن الجوارية المخصصة للتجميع.
ستقلص من فاتورة الاستيراد وتطور صناعة الألبسة والأحذية
من جهته، قال الدكتور خالد فوضيل، باحث في مجال البيئة وأستاذ بمعهد التقنيات الحضرية بقسنطينة، ورئيس جمعية «أوكسيجين» المختصة في الجانب البيئي، بأن الحملة تكتسي أهمية كبيرة خاصة من الجانب البيئي والصناعي، لأن هناك عددا كبيرا من المواشي الموجهة للنحر، سواء المستوردة التي تتجاوز 500 ألف أضحية، أو التي تباع على مستوى أسواق الماشية عبر مختلف ربوع الوطن، ما سيسهم في تثمين الموارد الحيوانية والعضوية.
ويرى الباحث، أنه من الجيد استرجاعها بدل تركها تتلف في الطبيعة نظرا لما يسببه ذلك من خسارة اقتصادية للبلاد، ومشاكل بيئية كذلك، لأن رميها في المدن وفي الحاويات والبالوعات يتسبب كما أوضح، في انسدادها وبالتالي احتمال وقوع فيضانات خلال الخريف المقبل.
مشيرا، إلى أن رميها في الحاويات أيام العيد يتسبب في انتشار روائح كريهة وحشرات ناقلة للأمراض والأوبئة، ما يضر بسكان الأماكن الحضرية التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة.
وقال الأستاذ الجامعي خالد فوضيل، إنه يشجع و يثمن المبادرات التي تقودها مؤسسات وزارية خدمة للاقتصاد الوطني، داعيا إلى وضع إستراتيجية وطنية لتوسيع هذا النوع من الحملات على مدار العام، خصوصا وأن الجزائر معروفة بتربية الماشية والبقر والماعز.
وأوضح، أنه على مستوى مذبح الجلفة التي تعد أكبر ولاية منتجة للمواشي، وبالضبط بمسلخ سيدي بحبح يتم ذبح ألفين شاة يوميا، بمعدل 720 ألف شاة، وبالتالي فإن هنالك كمية معتبرة جدا من الجلود يمكن استرجاعها كما قال، وذلك بدلا من رميها في المفارغ العمومية، وتسجيل خسارة كبيرة.
كما تحدث، عما يتم رميه من مخلفات المذابح الموزعة عبر كل التراب الوطني والتي تعمل على مدار العام، مشيرا إلى أن الجزائري بطبيعته مستهلك لمادة اللحم سواء في المنزل أو خلال المناسبات أين يزيد معدل الذبح، دون إغفال حاجة المطاعم والجامعات.
ويعتبر الباحث، رسكلة هذه المادة المهمة التي شكلت دعامة رئيسية لبناء اقتصاد بلدان أخرى ضرورة اليوم، خاصة وأنه باستطاعتنا جمع ما بين مليون إلى مليونين جلد في السنة كما أكد.
و يمكن أن يتحقق المسعى في رأيه، عبر تدعيم مصانع قائمة بذاتها بجلود الماشية فقط، أما ما تعلق بجلود الأبقار فيمكن جمع ما يفوق 30 ألف جلد في السنة على مستوى مذبح سيدي بحبح وحده وتحويلها إلى الاستغلال الاقتصادي، معتبرا، أننا بحاجة إلى استراتيجية تقودها وزارة أو عدة وزارات بما في ذلك البيئة والشؤون الدينية، للتوعية والتحسيس وضمان استمرار عمليات الاسترجاع على مدار السنة.
كما أوضح، أن هذا التوجه مهم كذلك للحفاظ على البيئة والمحيط، والنظافة العمومية في المدن والقرى، وتقليص كمية النفايات التي ترمى في المفرغات العمومية، فضلا عن تعزيز موارد الاقتصاد المحلي .
ومؤكدا، بأن الجلود ذات قيمة اقتصادية تحتاج للتثمين، ولذا يجب تكثيف عملية التحسيس والتوعية عبر مختلف وسائل الإعلام، لتشجيع المواطنين و الموالين والمتعاملين على الانخراط، مع تبيان طرق الاسترجاع السليمة وكيفية حفظ الجلد لتجنب تعفنه. وسيساهم نجاح الحملة حسبه، في تقليص نسبة استيراد خاصة وأن الجزائر من أكبر الدول المستوردة للجلد، مشيرا إلى أن المؤسسات الموجودة قليلة ولا تلبي حجم الاستهلاك، لكن عند تطوير هذه الشعبة فإنه من الممكن تقليص الفاتورة، زيادة على تطوير صناعة الأحذية والألبسة وتوفير مناصب شغل.
أسماء بوقرن

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com