استقبل الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، اللواء محمد الصالح بن بيشة، أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة، رئيس أركان جيش البر التونسي، الفريق أول محمد...
قام، أول أمس الثلاثاء، وفد وزاري هام بزيارة عمل إلى ولاية بشار، للوقوف على مدى تقدم التحضيرات المرتبطة بالحدث الكبير الذي سيتوج بإطلاق استغلال خام...
* وفاة 470 تلميذاً في حوادث مرور خلال العشرة أشهر الأخيرةتسبّبت مركبات النقل الجماعي في 787 حادث مرور خلال 10 أشهر الأخيرة من السنة الجارية، وتعود...
أكد المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، أمس، بأن الجزائر تعتمد رؤية اقتصادية جديدة تقوم على الاستثمار المنتج باعتباره القاطرة الحقيقية...

رجال يتحدون الإكزيما و سرطان الرئة وسط أكياس الإسمنت
بأياد عارية، و أفواه غير مكممة، يجدون لأنفسهم مكانا بين غبار أكياس الإسمنت، و دخان شاحنات الوزن الثقيل، لتحميل أثقال قصمت ظهورهم، و أهلكت أجساد الكثيرين ممن قرروا التوجه إلى مهنة يقال بأنها
“مهنة من لا مهنة له”.
حمل الإسمنت، و إن تطور العصر، تبقى من بين المهن غير الزائلة، فإن كانت المصانع المنتجة لهذه المادة قد تخلصت من الإشكال عبر اقتناء تجهيزات تساعد العمال على إخراج الأكياس من المصنع و وضعها على الشاحنات، فإن الخواص لا يزالوا يعتمدون بشكل كلي على الرجال في تفريغها من الشاحنات و حتى إيصالها إلى مراكز البناء.
كثيرا ما نشاهد مجموعات امتزجت بين شباب في مقتبل العمر، و رجال أرغمتهم البطالة على الوقوف أمام مصانع إنتاج الإسمنت، لأجل الظفر بفرصة لتحميل أكياس تزن 50 كلغ، قصد الحصول على 1000 أو 2000 دينار في أحسن الأحوال، و مهما كانت قيمة المدخول، تبقى في نظر هؤلاء أفضل من لاشئ.
بلال واحد من بين هؤلاء، يروي لنا قصته مع تحميل أكياس الإسمنت، حيث يقول بأنه يمتهنها منذ أزيد من 5 سنوات، ما جعله اليوم أحد أشهر و أسرع من يحمل الاسمنت في منطقته، و يقول بأنه يتوجه يوميا عند السادسة صباحا إلى أحد مصانع الاسمنت، لأجل اصطياد فرصة تحميل أو تفريغ توفر له مبلغا من المال يغطي مصاريفه اليومية، كما يمكنه من مساعدة أسرته.
و يضيف بلال، بأن طول تعايشه مع أكياس الإسمنت، جعله مشهورا في محيط عمله، إذ يحمل أغلب سائقي الشاحنات رقم هاتفه، و يتصلون به من أجل مرافقتهم لتفريغ حمولة الإسمنت التي خرجوا بها من المصنع، و هي المهمة التي غالبا ما يعتمد فيها على مرافق، يكون أحدهم فوق الشاحنة، فيما يبقى الآخر في الأسفل لوضع الأكياس في مكانها المطلوب.
و إن كان بلال و بعض أقرانه في مقتبل العمر، لم تظهر عليهم بعد مضاعفات المهنة التي لا يحصلون منها سوى ما يجنونه يوميا من مال تحدده كمية الأكياس التي يحملونها ،الكيس الواحد يحمل مقابل 10 دنانير، فإنها أهلكت الكثيرين، حسب عمي محمد سائق إحدى شاحنات الإسمنت منذ سنوات طويلة، حيث يؤكد بأن أغلبهم يعانون بعد سنوات من العمل، من مشاكل صحية لا تعد و لا تحصى لا يشعرون بها في السنوات الأولى، بل يهلكون أجساهم و يعمدون لحمل ما بين 200 إلى 400 كيس يوميا، فالأمراض الجلدية في المقدمة ،خاصة و أن أغلبهم لا يمتلكون قفازات تحمي الأيادي من هذه المادة الخطيرة، ما يعرضهم بشكل خاص لمرض الإكزيما الذي يعد علاجه شبه مستحيل.
كما تتهدد هؤلاء ،حسب ما تؤكده الطبيبة عزيزية إيمان، أمراض مهنية أخطر، ربما يعتبر أخطرها سرطان الرئة، و كذلك الربو لعدم استعمال واقيات الأنف و الفم، فضلا عن التشوهات التي تصيب العمود الفقري، و قد تصل إلى حد الإعاقة الحركية، حيث تنصح هؤلاء بعدم إجهاد الجسم كثيرا، و الاعتماد على الرياضة، خاصة السباحة لأجل تقوية العمود الفقري، قصد التمكن من حمل كل هذه الأثقال.و مهما كان اسمنتا، أو آجرا، تبقى الحاجة وراء مثل هذه المهن الشاقة، و يبقى الفرد رهينة دراهم قليلة يوفرها، مقابل أمراض بالجملة يجنيها من مهن تأخذ أكثرمما تعطي.
إ.زياري