كرم، أمس، قُدامى مدرسة ترشيح المعلمين، خريجي سنوات 1965 إلى 1969، أستاذهم لمادة الاجتماعيات صالح بوليفي، في مبادرة احتضنتها متوسطة المأمون بقسنطينة، والتي جاءت تقديرا وعرفانا للمجهود الذي بذله الأستاذ في تربية النشء وتعليمه، وبث روح العلم وحب الثقافة فيه.
وقد اجتمع بعد مرور حوالي 60 سنة معلمون ومفتشون وإطارات في مجالات مختلفة تتلمذوا على يد الأستاذ بوليفي، حضروا من ولايات مختلفة لإحياء مواقف وذكريات جمعتهم سوية، متذكرين من توفي من زملائهم في القسم، كما أخذوا صورة جماعية لتخليد الذكرى.
ودرس الأستاذ صالح بوليفي في الأطوار الثلاثة، الابتدائي، المتوسط، والثانوي، وأكمل باقي سنوات عمله كمفتش قبل أن يتقاعد من هذه الوظيفة سنة 2003، وقد وصف المبادرة بأنها خطوة طيبة ستبقى ذكرى جميلة محفورة في ذهنه، مضيفا أنه استعاد عهدا جمعه بجيل كان سعيدا بينهم. كما تحدث للنصر عن مواقف جمعته بهم أظهروا فيها الاحترام له الذي بادله بالإخلاص والمحبة، أما عن العلاقة التي كانت تجمعهم فقال الأستاذ إنه كان صديقا لهم خصوصا وأن أغلبهم كانوا يقاربونه في السن.
وفي هذا السياق، اعتبر المتحدث الأستاذية ذات أبعاد تكاد تقترب من التقديس سواء في التقاليد الجزائرية أو في الدين الإسلامي، ناصحا المعلمين من الجيل الجديد بالجدية والاطلاع على المصادر الموثوقة وعدم الأخذ بكل ما يُنشر على شبكة الأنترنت، مؤكدا أيضا على الاحترام المتبادل بين الطرفين وعدم المساس بمشاعر التلميذ.
من جانبه أثنى السيد إسماعيل مرابط من ولاية سطيف، أحد تلاميذ الأستاذ بوليفي على الأخلاق السامية التي كان يتمتع بها والتي تأثروا بها واقتبسوا منها سلوكيات عظيمة وظفوها بدورهم في حياتهم العملية، مردفا أنهم تشبعوا بتشجيعاته، والثقة بالنفس التي زرعها فيهم، وعبر مرابط أنه بالرغم من مرور الزمن إلا أن ملامح أستاذهم لم تفارقهم.من جانبه قال السيد محمد جدي، إن طريقة تدريس أستاذه وتقديمه للدروس كانت مميزة وتعتمد على الذاكرة التصويرية أكثر من الحفظ بالتلقين، مضيفا أنه كان يعتمد على أسلوب التبسيط ومن الأمثلة التي طرحها تصويره خريطة دولة إيطاليا كرجل لاعب كرة قدم حتى تترسخ في ذهن تلاميذه، مضيفا أنه كان متكونا أيضا في علم النفس وقد أثر ذلك على علاقته بطلبته والأسلوب الذي كان يجذبهم به، فضلا عن تنشئتهم بطريقة تربوية.وقد حضر الجلسة شقيق السيد بوليفي أيضا وهو أستاذ أدب عربي، الذي تحدث عن براعته في مادة اللغة العربية بالرغم من أنه مدرس اجتماعيات وأفاد أنه كان يأخذ بمشورته وتوضيحاته عندما يحضر الدروس، كما أكد على صرامته وجديته في عمله.
إيناس كبير
استثمرت الشابة سهام عشقها للشوكولاطة في مشروع تجاري، أطلقته بعد رحلة بحث طويلة في عالم صناعة الشكولاطة، شملت الإطلاع على كتب متخصصة وفيديوهات عربية وأجنبية، إلى أن توصلت لضبط مجموعة من الوصفات والأذواق مع إضفاء لمستها الخاصة على الشكل والذوق والحشوة، لتصنع علامتها «شوكو فلوريا ديزاد» التفرد وتكسب رهان السوق، بإدراج أذواق جديدة بهوية قسنطينية، محشوة بشباح السفرة وبنكهة ماء الورد المقطر والجوزية والبقلاوة غيرها من الحلويات التقليدية.
أسماء كيموش
تتفنن الشابة سهام، الحاملة لشهادة جامعية في تخصص اللغة الفرنسية، في صنع قطع الشكولاطة المحشوة مركزة على جودة المذاق وجمال الشكل والديكور، لتقدم حلوى بلمسة فنية تجذب العين قبل أن تثيرالشهية، بتشكيل قطع متنوعة بألوان كثيرة تعكس تنوع الأذواق، ما مكنها من استقطاب زبائن كثر، وفرض مكانة علامتها «شوكو فلوريا ديزاد» في السوق.
بدأت سهام حديثها للنصر، بالتطرق إلى بداياتها في عالم صناعة الشكولاطة، والتي كانت في مرحلة دراستها بالجامعة، تحديدا بين سنتي 2018 و 2019، حيث راودتها الفكرة عندما كانت في أول زيارة لمحل مختص في بيع الشكولاطة، أين انبهرت بتنوع أشكال وأذواق المنتوجات المعروضة، وجمال تصميم قطعها، التي نبهت سهام لاستثمار عشقها للشوكولاطة في مشروع تجاري يحمل لمستها الصناعية والفنية، وإطلاق علامة خاصة والعمل من أجل فتح محل وورشة لممارسة شغفها.
شكولاطة بهوية قسنطينية
انطلاقة صاحبة علامة «شوكو فلوريا ديزاد»، كانت بمباشرة بحث معمق حول أسرار صناعة الشكولاطة وخصوصية المكونات التي تضمن تقديم منتوج بجودة عالية، فاطلعت على كتب متخصص أجنبية وفيديوهات لمختصين في تحضيرها، لتنهل الكثير من الأسرار والحيل التحضيرية، كما حرصت بالتوازي على ادخار المال لتتمكن من اقتناء المعدات والمكونات اللازمة، لتضبط بعدها بعد عدة تجارب مكونات منتوجها والأذواق التي ستباشر من خلالها عملية الترويج لعلامتها، ودراسة السوق لمعرفة الأذواق المفضلة للزبائن.
وقد وجدت سهام أن قطع الشكولاطة المحشوة بنكهة توت العليق الأكثر طلبا، وترى بأنها وفقت في دمج المكونات للحصول على ذوق مميز يوازن بين حموضة التوت وحلاوة الشوكولاتة، كما أن هناك أذواق انفردت بصناعتها تجمع بين مذاق الشكولاطة وحلويات تقليدية قسنطينة، لتبرز هوية منتوجها، وسعيا للحفاظ على عادات قسنطينة والترويج لموروثها، أدرجت عدة أذواق كذوق شباح السفرة والبقلاوة والقطايف، قائلة للنصر بأنها مهتمة كثيرا بإدراج نكهات وأذواق حلويات قسنطينة، ضمن قطع الشكولاطة، مع الحرص على استعمال بعض المكونات التي تعطي مذاقا مميزا ورائحة كماء الورد.
هذا سر النجاح
وعن طريق التحضير والوسائل التي تعتمدها للحصول على أشكال متنوعة، أوضحت بأنها تمر بمراحل مضبوطة بدأ باختيار القوالب الملائمة للذوق المراد تحضيره وتنظيفها وضبط درجة حرارة الشوكولاطة أو تحضير الحشوات، والتي تعد من المراحل المهمة جدا، تستدعي ضبط المقادير بدقة كما تمتنع فيها عن استعمال الحشوات الصناعية الجاهزة كالكراميل و»البراليني»، التي تؤثر على المذاق وتجعله مشابها للمنتوجات الرائجة في الأسواق، وتفضل تحضيرها بطريقتها الخاصة وبمكونات مدروسة تسمح بإعطاء مذاق أصلي وجودة عالية.
وما يميز قطع الشكولاطة التي تبدع في صناعتها سهام الألوان الرائعة اللامعة، حيث كشفت للنصر عن سر الحصول على ألوان فريدة تستدعي دمج عدة ألوان بدقة واحترافية، بأنها تقوم بدمج زبدة الكاكاو وملون غذائي خاص بالشوكولاطة مع ضبط درجة حرارتها والتي تختلف حسب طبيعة كل لون، لتقوم بعدها بتلوين القوالب مع تركها تجف قليلا، ليتم بعدها سكب الشكولاطة المذابة وفق درجة حرارة مضبوطة، والتي تعد من أسرار نجاح شكل الحلوى وتجنب تأثرها بدرجات الحرارة والحصول على قوام متماسك، وتأتي بعدها مرحلة وضع الحشوة وغلق القطع من الأسفل.
الفضاء الافتراضي اختصر مشاق الوصول للزبون
وتحرص سهام على تواجدها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتواصلها الدائم مع زبائن لمعرفة أرائهم والاستفادة من مقترحاتهم لتطوير علامتها وإضافة أنواع جديدة تمكنها من صنع الاختلاف في السوق، وترى بأنها وسيلة ناجعة جدا للوصول بسهولة للزبون، مشيرة إلى أنها في البداية اقتصر استخدامها للفضاء الافتراضي على توثيق ما تقوم به عبر صور وفيديوهات ونشرها، إلى أن بدأت في استقبال الطلبيات أين وجدت نفسها أمام حتمية تطوير عملية استعمالها للفضاء، ما مكنها من توسيع نشاطها وتوفير طلبيات لمحلات تجارية، فيما توفر علب خاصة تقدم كهدايا في مختلف المناسبات.
نجاح علامة سهام التجارية في السوق، دفعها للتفكير في توسيع مشروعها، حيث تحضر لمشروع خاص بصناعة وتعليب الشكولاطة بفتح مخبر خاص، وإقامة ورشات للاتقاء بزبائنها والتعريف أكثر بمنتوجاتها وإقامة دورات تكوينية، كما تسعى لإضافة أذواق جديدة مستلهمة من المطبخ القسنطيني لإعطاء هوية قسنطينية لعلامتها، التي تسعى تسعى لتسويقها خارج الجزائر.
تحظى أطقم النزهة باهتمام تعكسه تلك الموديلات والألوان التي تنتشر بالأسواق وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مطلقة العنان لمشاريع مصغرة شكلت فاصلا في حياة الكثيرين وساهمت في إنعاش حرف تقليدية كما زينت خرجات الأسر والأصدقاء، وتعتبرها سيدات من المشاريع الرائجة التي تحترفها الكثير من الشابات.
أضحت أطقم النزهة بتلك الوسائد المتشابهة والبساط المرسوم بمربعات الأبيض والأحمر أو حتى الوردي وألوان أخرى، إلى جانب سلة كبيرة مصنوعة من الخيزران أو من سعف النخيل على الطريقة الكلاسيكية، علامة أساسية لخرجات المتنزهين سواء كانوا أسرا أو أصدقاء، لتشكل جزءا لا يتجزء من برنامج يتم التحضير له مسبقا من خلال التركيز على جميع التفاصيل ليكتمل المشهد ويكون يوما يبقى في الذاكرة عبر صور تخلده ويتم تبادلها فيما بين الأصدقاء أو حتى نشرها على نطاق أوسع.
مشاريع تنتعش مع زهور الربيع
فبعد أن سيطرت لسنوات المنتوجات الصناعية البلاستيكية كالزرابي البلاستيكية والسلال، تقول أم تسنيم المختصة في صناعة هذا النوع من الأطقم أن الجزائريين أصبحوا يبحثون عن موديلات ترتبط أكثر مع الطبيعة بداية بالقماش وكذا السلال المصنوعة من مواد طبيعية، وهي الأشياء التي أكدت أنها تلقى إقبالا كبيرا خاصة من الشابات وربات البيوت بداية من فصل الربيع أين تنطلق الأسر لبرمجة خرجات ترفيهية لا تكتمل حسبها إلى بديكور بهيج تضفيه تلك القطع التي يجلس عليها وتحفظ الطعام.
ومع بداية فصل الربيع، كثيرة هي تلك الموديلات التي تصادفنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأطقم النزهة بألوان مختلفة وحتى خامات وقطع مختلفة، إلا أنها تتقاطع في كونها أصبحت جزءا مهما في الخرجات، تقول السيدة سارة أنها اقتنت واحدة العام الماضي باللونين الأحمر والأبيض، مع سلة لحفظ الطعام مصنوعة من الخيزران والتي تم تزيينها من نفس القماش الذي صنعت منه الوسائد واللحاف، وهو ما أضافت أنه يضفي بهجة في كل خرجة خاصة خلال فصل الربيع أين يقصدون الغابات والمناطق الجبلية.
جامعيات يقتحمن المجال
وتقول السيدة مونيا مختصة أخرى في صناعة موديلات أطقم النزهة وما شابه، أنها أصبحت من المشاريع الرائجة التي تحترفها الكثير من السيدات والشابات على حد سواء، ويبدعن فيها من خلال تصاميم مبتكرة ولمسات فنية خاصة تلك التي توضع على السلال، وعن الأسعار قالت أن لكل طقم سعره الخاص الذي تتحكم فيه الخامات التي تطلبها الزبونة، فنوعية القماش بحسبها تفرض السعر، كما أن عدد القطع قد يزيده أيضا، إلا أن أسعارها تبقى معقولة وتتراوح بين 1500 دينار مثلا لـ4 وسادات ولحاف للجلوس، بينما قد تصل إلى 2800 دينار عند استعمال قماش أفضل وهذا يختلف أيضا بحسب التي تقوم بالعمل.شبيلة خريجة الجامعة التي اتخذت من صناعة الأطقم مشروعا لها، تؤكد أن شغفها بالصناعات اليدوية جعلها تقتحم هذا المجال، وتبحث فيه بشكل أكبر من أجل ضمان تقديم منتج متميز وفريد من نوعه، كما تحرص على استخدام أجود أنواع القماش وتوفير سلال مزينة مع الطقم المتكامل، وهو ما يجعل من منتوجاتها دائما محل طلب واهتمام خاصة في هذه الفترة، وتضيف الشابة أنه وإلى جانب عملية البيع، تقوم بكراء هذه الأطقم أيضا خاصة للشابات من الجامعات أو صديقات في العمل اللائي يحرصن على أن تكون الخرجة متكاملة لا تكتمل حسبها إلى بمثل هذه التفاصيل الصغيرة.
مشاريع جديدة تنقذ صناعات قديمة
من جانب آخر، وبالإضافة لكون هذه الأغراض ساهمت في خلق مشاريع مصغرة للعديد من السيدات، فإنها شكلت في المقابل عودة قوية لبعض الصناعات التقليدية، خاصة صناعة سلال الخيزران التي انتعشت بفضل هذه الأطقم وكذا السلال المصنوعة من الدوم، بحسب ما أكده لنا بائع لها بمنطقة بودواو، بحيث قال أن الإقبال عليها أضحى كبيرا سواء من الخياطات اللواتي يدخلن عليها تعديلات وديكورات جميلة، أو لربات البيوت اللائي يشترينها بشكل مستمر، وهذا ما ساهم حسبه في انتعاش هذه الحرفة لمن يمارسونها بأعالي جبال ولاية تيزي وزو.أما بمدينة القليعة مهد صناعة الخيزران بالجزائر، كشفت لنا جولة بين بعض المحلات في قلب المدينة عن عودة الإقبال على اقتناء سلال النزهات التي كانت تنتشر بأحجام وأشكال وموديلات مختلفة تغري كل داخل للمحل، وهو ما يفسر اختلاف الأسعار أيضا، وأكد لنا أحد الحرفيين الباعة الذي كان يصنع السلال في نفس المحل أن هذه الفترة من السنة وإلى غاية فصل الصيف يلحظ انتعاشا كبيرا لتجارة السلال سواء من طرف زبائن فرديين أو أولئك الذين يقتنون مجموعة لتزيينها من أجل الأطقم، وهو ما ساهم حسبه في إعادة بعث هذه الحرفة بشكل أكبر. إ زياري
* باحثون إيطاليون انبهروا بذوق «بوهزة»
تشتهر الجزائر بأنواع عديدة من الأجبان التقليدية التي مازال مصنعوها من مربي المواشي يحافظون على هذه الحرفة، فيما يسعى باحثون مختصون في المجال للتعريف بها وتقديمها للمستهلك الجزائري وذلك لتوسيع دائرة الاستثمار فيها والترويج لها على المستوى العالمي، وفقا للدكتورة وردة عيساوي حمامة الأستاذة الجامعية الباحثة في مجال الأجبان.
إيناس كبير
وتعد صناعة الأجبان في الجزائر تقليدا تم توارثه منذ القدم لكنه تراجع بسبب عدة عوامل، فيما يحاول المهتمون بهذه الحرفة إعادتها إلى الواجهة حفاظا على هذا الموروث، فضلا عن القيمة الصحية التي يتمتع بها الجبن التقليدي وذوقه المميز، ناهيك عن الفائدة الاقتصادية المحققة منه عند الترويج له والاستثمار فيه، وفي هذا السياق فقد تحقق توثيق جبن «بوهزة» سنة 2022 من طرف وزارة التجارة كنوع خاص بمنطقة أم البواقي بعد مساع حثيثة ودراسات قام بها باحثون متخصصون في علوم التغذية والتغذي وذلك بالنظر إلى أن هذا النوع تتفرد به الجزائر دون غيرها من بلدان العالم.
أنواع تمثل تقاليد كل منطقة
وتوجد في الجزائر حوالي 13 نوعا من الأجبان تختلف طريقة صنعها، وتسميتها، ومذاقها حسب المناطق التي تنتجها، وذكرت الباحثة في البيوكيمياء والتكنولوجيات الغذائية، أستاذة في معهد التغذية والتغذي والتكنولوجيات الفلاحية الغذائية بجامعة منتوري قسنطينة، البروفيسور وردة عيساوي حمامة، أجبان طازجة، وحوالي ثلاث أنواع أخرى مخمرة، ومنها المعروفة في كل التراث الوطني وذكرت «لكليلة، لَجْبَنْ»، و»اللبة» وهو سائل تنتجه الأبقار أول أيام وضع حملها يُطهى قليلا ثم يضاف له البيض بعدها يُترك ليتماسك ويتحول إلى جبن.
أما منطقة الأوراس وفقا للأستاذة، فيتوفر فيها عدد من الأجبان النابعة من العادات والتقاليد الغذائية للمنطقة وهي «بوهزة، ميشونا، مدغيسة، ايمدغس، لادغس»، فيما ينتشر جبن «إغيوغلي» في ولاية تيزي وزو، أما «لقفص» الذي تحصل على جائزة منذ سنتين في فرنسا فيتواجد في الجلفة وبوسعادة، ويعرف الجنوب الجزائري بجين «لالوس» في الهقار، «تاكماريث» في غرداية، «تيكمارين» في تمنراست.
وتبين الاختلافات الموجودة بين هذه الأنواع عن ثراء تقاليد كل منطقة خصوصا في نمط التصنيع، وأفادت البروفيسور وردة أن بعض الأنواع تستخرج من تخثير اللبن، مثل «لكليلة، لاولس» وأجبان منطقة الأوراس، أما المصنعة من الانزيمات فهي «لقفص، تاكماريت، تيكمارين»، مضيفة أنها تملك خصائص مختلفة.
وتحدثت عيساوي حمامة أن هذه الأجبان متواجدة في الجزائر منذ القدم لكن صناعتها تراجعت بسبب الاحتلال وانحصرت في القرى فقط التابعة لبعض الولايات، أيضا النزوح الريفي وتغير عادات الأكل خصوصا لدى الجيل الجديد، ناهيك عن وفاة أغلب الحرفيين الكبار في السن، لذلك دعت إلى الحفاظ عليها والعودة إليها خصوصا لما لها من قيمة غذائية وصحية، ومشبعة بالبروتين، الكالسيوم، والبكتيريا النافعة.
الجزائر تنفرد بصناعة جبن «بوهزة»
وأكدت الباحثة في مجال الأجبان، أنه لا يوجد جبن يُصنع بالطريقة التي يحضر بها «بوهزة» بالجزائر، والذي تعد «الشكوة» المصنوعة من جلد الماعز أو الظأن آداة أساسية لتحضيره، مشيرة إلى نوعين من الجبن وهما جبن «التولوم» في تركيا، و»الضرفية» في لبنان تصنع بوسيلة تشبه «الشكوة» شكلا لكنها تختلف من حيث المادة المصنوعة بها، كما تختلف طريقة تحضيرهما عن جبن بوهزة، نتيجة استخدام الإنزيمات لاستخلاص الجبن، على خلاف بوهزة المستخلص من اللبن فقط.
وتحدثت الأستاذة وردة عن الدراسة التي قامت بها حول جبن «بوهزة» والتي استغرقت حوالي 25 سنة، بحثت خلالها في طريقة التصنيع، الخصائص الفيزيائية والكيميائية والميكروبيولوجية، وتفاصيل أخرى مثل الذوق، البكتيريا النافعة، وخصائص «الشكوة»، قائلة إن الدراسة انطلقت من استطلاع في ولاية أم البواقي وبناء على المعلومات التي تم تسجيلها، تعرفوا على هذه التفاصيل، فضلا عن خصائص اللبن، ونسبه بالإضافة إلى الملح، ولفتت الأستاذة أنها كلها معايير مضبوطة للحصول على المذاق والقوام ذاته.
وأضافت المتحدثة، أنها أجرت تحاليل مخبرية أيضا على العينات التي تحصلت عليها من عائلات المنطقة ورصدت التغيرات التي تحصل على مدى 70 سنة من ناحية التشابه في الخصائص الفزيوكيميائية والميكروبيولوجية، وتحديد طريقة التصنيع وقد نُشر أول مقال علمي حول هذا الجبن سنة 2011، كما تم تصنيف البكتيريا الموجودة فيه، والنكهات سنة 2012، مردفة أن الدراسات لا تزال جارية، وآخر ما توصلت إليه، هو ضرورة احترام المعايير التقليدية لصناعة «الشكوة» لتجنب أضرار أو جراثيم تهدد صحة المستهلك. أخبرتنا الأستاذة أنها نقلت معها عينات من جبن «بوهزة» إلى إيطاليا من أجل إجراء تحليلات له في مخابر مختصة خصوصا وأن الدولة تشتهر بهذه الصناعة التقليدية، وأعقبت أن الايطاليين في البداية رفضوا تذوقه خصوصا عندما عرفوا أن الوسيلة المستخدمة في استخراجه مصنوعة من جلد الماعز، لذلك أرادوا التأكد من خلوه من أي بكتيريا ضارة وقد كشفت التحليلات التي قاموا بها ذلك وأرجعت هذا إلى أن الوسط المصنع فيه لا يسمح بتشكلها، مشيرة إلى أنهم انبهروا بالذوق.
وعن توسيمه أفادت الدكتورة أنهم قدموا المساعدة لجمعية «إمسندا» الذين أنجزوا معهم بحث في إطار وطني عندما قرروا وضع ملف التوسيم حتى يكون له مرتكزات علمية تحدد طريقة الإنتاج، خصائص الجبن، طريقة الحفظ، تضيف أنهم كانوا متواجدين إلى جانبهم أيضا في الاجتماعات المنعقدة مع الوزارة إلى أن تحصل «بوهزة» على التوسيم.
استخلاص جبن للدهن وكريمات من «بوهزة»
وكشفت وردة عيساوي حمامة، أنهم يعملون حاليا على استخراج سلالات بكتيرية تتمتع بخصائص تكنولوجية و»بروبيوتيك» من البكتيريا الحية الموجودة في الجبن، وقد قاموا بتجريبها في إنتاج اللبن، الزبدة، وأنواع أخرى من الأجبان بهدف تخريج منتجات أخرى للمستهلك حتى يتذوق هذا الطعم المميز، فضلا عن التسويق له على المستوى الوطني، وفي هذا السياق ذكرت أنهم استخرجوا من «بوهزة» جبن للدهن، كريمات، و»بسكويت مالح».
ومن الأجبان التي ترى الأستاذة أنها تستحق التوسيم أيضا، قالت إنها اقترحت العمل على «مدغيسة»، «تكماريث»، و»لقفص» الذي يعملون عليه منذ ثلاث سنوات وتوصلوا إلى تحديد خصائصه وطريقة تصنيعه، في انتظار تبني الملف مع فتح الأبواب للجهات المختصة للعمل على توسيمه.
الترويج أساس فتح باب الاستثمار
وترى الدكتورة والباحثة في مجال الأجبان، أن الترويج للأجبان التقليدية في الجزائر يحتاج أولا إلى التعريف بها، وبطريقة تصنيعها، والمناطق التي تتواجد بها فضلا عن خصائصها الغذائية حتى تقبل عليها المحلات المختصة في بيعها، وفي هذا السياق عقبت أن أغلب الأجبان التي تُسوق في الجزائر على أنها تقليدية هي في حقيقة الأمر أنواع عالمية مثل «غودا»، «بارميزون»، «موتزاريلا»، مع غياب الأنواع التقليدية الجزائرية وأرجعت ذلك إلى جهلهم بها.
واعتبرت الأساتذة أن الاستثمار في هذا المجال مفتوح للجميع كما توصلوا من خلال الأبحاث التي قاموا بها أن المستهلك الجزائري يرحب بفكرة تجريب هذه الأنواع فضلا عن أذواقها الجديدة، وترى أنه يجب دعم سكان المناطق الرعوية الذين مازالوا يتمسكون بهذه الحرفة حتى يتمكنوا من الحفاظ عليها فضلا عن التحسيس بأهميتها كموروث، لأن رواج نوع معين يمكن أن يساهم في التعريف بكل المنطقة وفقا لها.
وعن المجهودات المبذولة من قبل الباحثين، للتعريف بالأجبان التقليدية، تحدثت الأستاذة عن تنظيم يوم وطني سنة 2022 موسوم بـ»الأجبان الجزائرية بين التقاليد والبحث» بالتعاون مع جمعية «امسندا» للحفاظ على جبن «بوهزة»، تحدثوا فيه عن أهمية التعريف بها وكيفية استغلال هذا الموروث في البحث العلمي، كما ساهمت خلال سنتي 2023 و2024 مع وزارة الفلاحة بالتنسيق مع المنظمة العالمية للتغذية لإصدار أول كُتيب للمنتوجات المحلية أُدرج فيه عدد من الأجبان التقليدية من مختلف مناطق الوطن.
صحة الحيوانات مهمة لضمان الجودة
ونصحت الأستاذة في معهد التغذية والتغذي بجامعة قسنطينة، والباحثة في البيوكيمياء والتكنولوجيات الغذائية، وردة عيساوي حمامة، بالاهتمام بصحة الحيوانات المنتجة للحليب والألبان على غرار الأبقار، الماعز، الجمال، والحرص على عدم إصابتها بالأمراض خصوصا السل لأن الأجبان الجزائرية، حسبها، يُستخدم في أغلبها الحليب الطازج، مع الاهتمام أيضا بتغذية الحيوانات لضمان جودة الحليب.
كما أشارت إلى ضرورة التكوين في المجال خصوصا لدى مراكز تدريب موثوقة، مضيفة أن باب الجامعة مفتوح للجميع، حيث لفتت إلى أن معهد التغذية والتغذي فتح شعبة ماستر مهني لمدة سنتين في شعبة الحليب ومشتقاته يتعلم من خلاله المتربص كل ما يتعلق بتربية المواشي، التعرف على أنواع الأجبان الموجودة، فضلا عن فتح ورشات لإنتاج الأجبان.
إ.ك
تجمع المهرجة أسماء مروشي، ابنة بلدية شعبة العامر بولاية بومرداس بين الفن والتربية بأسلوب فريد، كما تأسر بشعرها الوردي وفستانها الزاهي، قلوب الأطفال وتملؤها بالضحك والفرح.
لينة دلول
بدأت مسيرتها في مجال التنشيط حسب ما أكدته للنصر، منذ طفولتها حيث عشقت المسرح وتفاعل الجمهور، وهو ما دفعها لتطوير موهبتها. وقالت أسماء، إن دخولها عالم التهريج لم يكن بمحض الصدفة أو كخيار مهني، فهي معلمة في الأصل، وتنتسب للقطاع منذ سنة 2016، بل كان الشغف هو ما قادها إلى مجال التنشيط الفني وحولها إلى مهرجة، لأنها أرادت دائما أن تستثمر في مواهبها المتعددة، خاصة أنها بدأت مسيرتها الفنية على خشبة المسرح منذ طفولتها، حيث عشقت هذا الفن و عمرها 8 سنوات.
وأضافت أسماء، أن حبها للمسرح بدأ بشغفها بالكتابة، بما في ذلك كتابة الشعر وتأليف القصص منذ الصغر، وهو ما قادها إلى ممارسة التنشيط في المخيمات الصيفية.
بعد حصولها على شهادة البكالوريا عام 2012، التحقت بجامعة مولود معمري بتيزي وزو لدراسة اللغة الأمازيغية، وخلال فترة دراستها الجامعية، بدأت موهبتها الفنية ترى النور، فتطور الشغف إلى ممارسة التمثيل على خشبة المسرح، الأمر الذي أكسبها خبرة في التواصل مع الجمهور وخاصة الأطفال.
أوضحت المتحدثة، أنه خلال تجربتها كمرشدة سياحية مع أطفال المدارس، أتيحت لها الفرصة للقاء المهرج «زعطوش» من ولاية سطيف، الذي ساعدها على دخول عالم التهريج، و منذ ذلك الحين قدمت الشابة أسماء العديد من العروض المميزة التي اعتمدت على تقديم رسائل تربوية هادفة تمزج بين الفكاهة والتعليم بطريقة إبداعية.
وبفضل أسلوبها المميز، أصبحت محبوبة لدى الأطفال، خاصة براعم ولاية بومرداس، حيث نجحت في رسم البسمة على وجوههم من خلال عروضها التي تجمع بين الكوميديا ومعالجة قضايا ذات مغزى عائلي وتربوي.
وأكدت أسماء، أنها وبالرغم من انشغالها بمهنة التدريس كأستاذة لغة أمازيغية في متوسطة سي رشيد بولاية بومرداس، لم تتوقف عن مسيرتها الإبداعية، بل صنعت لنفسها بصمة مميزة جعلت العائلات تطلبها للمشاركة في مناسباتها السعيدة.
كما تشارك في تنشيط فقرات متنوعة خلال المناسبات المختلفة على مستوى المدارس و الفضاءات الترفيهية، مما عزز مكانتها كفنانة موهوبة ومحبوبة لدى الجميع.
أدركت أن موهبتي تتطلب تطويرا مستمرا
وأكدت المتحدثة، أن التهريج هو أحد أنواع الفنون التي تجسد على خشبة المسرح، كما أضافت أنها أحبت التنشيط ومارسته من خلال عملها في المخيمات الصيفية، لذا تعتبر أن الموهبة التي تمتلكها تتطلب تطويرا مستمرا لتصل إلى مستويات أعلى من الاحترافية، وهو ما يدفعها للعمل على صقلها وممارستها طوال العام، بدلا من الاكتفاء بفترات العطل فقط. وأشارت، إلى أن التزامها بهذا الفن ينبع من رغبتها في تقديم عروض تجمع بين الفكاهة والتربية، لتدخل السعادة إلى قلوب الأطفال وترسخ قيم إيجابية لديهم.
أما عن سبب تخصصها في التهريج، فقد أوضحت أنها كانت دائما مفتونة بملابس المهرجين وما تحمله من ألوان مبهجة تسعد الأطفال وتجذبهم.
وأضافت، أنها اختارت الشعر الوردي وفستانا مستوحى من دمى باربي كجزء من إطلالتها، لتعكس شخصية محبوبة تشبه الألعاب التي يعشقها الأطفال، مما جعلها قريبة من قلوبهم وساعدها في بناء علاقة مميزة معهم خلال عروضها.
أفكاري مستوحاة من المواقف اليومية
وأوضحت المتحدثة، أنها لا تعتمد على نصوص جاهزة في عروض التهريج، بل تستلهم أفكارها بشكل ارتجالي مستوحى من الحياة اليومية مركزة على ما يحتاجه الطفل، وما يجب تعلمه من قيم أخلاقية بأسلوب بسيط وممتع.
وأضافت، أن المهرج خلال العطلة يكمل بطريقة فكاهية وترفيهية دور الأستاذ الذي يقدم الدروس للطفل في المدرسة، مما يساهم في تعزيز الفهم وتقديم المعلومات في قالب محبب ومشوق.
وتحدثت، عن طموحها الكبير في تطوير مهنة التهريج في الجزائر مشيرة، إلى أنها تسعى لأن تصبح مكونة في هذا المجال، كما تطمح إلى السفر للخارج لاكتساب المزيد من الخبرات والحصول على شهادات معتمدة، مما يمكنها من نقل هذا الفن إلى مستوى احترافي أعلى.
وعبرت كذلك، عن حلمها في تأسيس مدرسة خاصة تهدف إلى تكوين وتطوير المهرجين، لتساهم في نشر هذا الفن الهادف والمميز على نطاق أوسع داخل البلاد.
التهريج مهنة صعبة
وأوضحت المتحدثة، أن التهريج يعد مهنة صعبة للغاية، حيث لا يمكن لأي شخص بمجرد ارتداء ملابس زاهية وتلوين وجهه أن يصبح مهرجا. فالمهرج الحقيقي كما ذكرت، بمثابة مرب وفنان في الوقت ذاته، يحمل على عاتقه مسؤولية توجيه رسائل هادفة بأسلوب يجذب انتباه الأطفال والكبار على حد سواء.
وأضافت، أن التهريج ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو فن يتطلب مهارات خاصة، منها القدرة على التواصل، والإبداع، والارتجال للتفاعل مع الجمهور بطريقة تلقائية ومميزة.
أقدم عروضا تتناول قصصا إنسانية واجتماعية
كما أشارت، إلى أنها تقدم عروضا تهريجية تتناول قضايا إنسانية واجتماعية، حيث تحرص على دمج الفكاهة مع الرسائل التربوية التي تسلط الضوء على مشكلات يعاني منها المجتمع، بهدف زرع القيم الإيجابية في نفوس الأطفال.
ومع ذلك، أكدت أن الإمكانيات المتوفرة لدعم هذا الفن تبقى محدودة للغاية، حيث لا توفر المسارح الدعم اللازم من حيث الإضاءة، الصوت أوالمؤثرات البصرية التي تضفي على العروض طابعا احترافيا. وأوضحت المهرجة، أن مثل هذه الإمكانيات غالبا ما تكون متاحة فقط في المسارح الكبرى، بينما يعمل المهرجون في المسارح الصغيرة والفضاءات المفتوحة بوسائل بسيطة للغاية.
وذكرت، أن هناك العديد من المواقف الطريفة التي تواجهها خلال عملها كمهرجة، ومن أبرزها تصرفات الأطفال الفضوليين، مثل محاولتهم لمسها أو شد شعرها للتأكد مما إذا كانت شخصية حقيقية.
وأوضحت أسماء، أن تلك اللحظات تدخل البهجة إلى قلبها، لأنها تعكس براءة الأطفال وتفاعلهم الصادق مع العروض التي تقدمها.
وأضافت، أنها واجهت في بداياتها تحديات كبيرة، حيث كان البعض ينظر إلى عملها كنوع من إضاعة الوقت، مما فرض عليها ضغطا نفسيا لكن حبها العميق للأطفال ورغبتها في إسعادهم دفعاها للاستمرار في تقديم هذه الموهبة وتنميتها رغم كل العراقيل. مؤكدة أن شغفها بالفن كان أكبر من أي انتقاد، وهو ما ساعدها على تجاوز النظرة السلبية
وأشارت، إلى أن دخول مجال التهريج بدافع المصلحة أو التجريب فقط لن يؤدي إلا إلى الفشل، لأن هذا الفن يتطلب حبا حقيقيا وشغفا عميقا، خاصة أنه مرتبط بالتعامل مع الأطفال، الذين يحتاجون إلى صدق وإبداع في الأداء.
تؤكد أخصائية التغذية العلاجية آسيا مزاحم، أن التغذية الجيدة ضرورية لتوفير الطاقة اللازمة لتحسين الأداء الرياضي، حيث يؤثر توازن العناصر الغذائية والسوائل بشكل كبير على إنجازات الرياضيين.
وينبغي على الرياضيين تناول نسب مثالية من المغذيات الكبرى، بما في ذلك الكربوهيدرات كوقود، والبروتينات لإصلاح العضلات ونموها، والدهون للطاقة والتعافي، لتحقيق أهداف التمرينات، وتُعد العديد من المغذيات الدقيقة، مثل الفيتامينات والمعادن، ضرورية للتفاعلات الإنزيمية والوظائف الفسيولوجية العامة، مما يؤثر بشكل مباشر على أداء الرياضي وتعافيه.
وتوضح أخصائية التغذية العلاجية آسيا مزاحم، أن التغذية الجيدة تحسن الأداء الرياضي، فهي لا توفر الطاقة فحسب، بل تساعد أيضا في بناء العضلات، ومنع الإصابات، وتحسين النتائج، وعندما لا يحصل الرياضيون على ما يكفي من السعرات الحرارية والكربوهيدرات والسوائل والفيتامينات والمعادن والبروتين والعناصر الغذائية الأخرى يمكن أن يشعروا بالتعب ويُصبح أداؤهم ضعيفا أثناء ممارسة الرياضة، مؤكدة أن التغذية أكثر من مجرد جانب لوجيستي للرياضي، فهي أحد مفاتيح الأداء وطول العمر الرياضي.
وتعتبر المغذيات الكبرى حسب المختصة، من العناصر الرئيسية التي يجب مراعاتها للحصول على تغذية رياضية مثالية، وفي ذات السياق، أكدت أن الكربوهيدرات، من المصادر الرئيسية للطاقة للرياضيين، وخاصة في رياضات التحمل، ويتم تخزينها بشكل رئيسي على شكل غليكوجين في العضلات والكبد، وتستخدم لتوفير الطاقة أثناء التمارين المكثفة، ويمكن الحصول عليها من المعكرونة، والأرز، والخبز الكامل، والشوفان، والبقوليات، والبطاطا، وما إلى ذلك، في حين تبلغ الاحتياجات اليومية ما يقرب من 5 إلى 8 غرامات لكل كيلوغرام من وزن الجسم (مع زيادة الاحتياجات قبل التدريب وبعده).
وأضافت السيدة آسيا مزاحم، أن البروتينات أيضا ضرورية لنمو العضلات وإصلاح أنسجة الجسم، وهي مهمة بشكل خاص بعد التدريب لاستعادة العضلات، وتعتبر اللحوم الحمراء، والدجاج، والأسماك، والبيض، ومنتجات الألبان، والبقوليات، من مصادر البروتينات، وتبلغ احتياجات الجسم اليومية من 1.2 إلى 2 غرام لكل كيلوغرام من وزنه، حسب شدة التدريب والأهداف (التعافي أو زيادة الكتلة العضلية).
كما أن الدهون الصحية ضرورية للأداء السليم للرياضيين، فهي مصدر طاقة مستدامة، وهي مهمة لصحة الخلايا والهرمونات وإنتاج الطاقة أثناء بذل مجهود طويل الأمد، ويمكن العثور عليها في الزيوت النباتية، والزبدة، والمكسرات وغيرها، ويجب الحصول من 1 إلى 1.5 غرام من وزن الجسم يوميا. وحسب الأخصائية آسيا مزاحم، فإن التغذية الرياضية المثالية تشمل أيضا المغذيات الدقيقة، فغالبا ما تزداد احتياجات الرياضيين من الفيتامينات والمعادن بسبب شدة التمارين البدنية والخسائر الناتجة عن المجهود، و تلعب هذه العناصر الغذائية دورا رئيسيا في إنتاج الطاقة، وتعافي العضلات، وتقليل الالتهاب.
وأشارت إلى أن الفيتامينات (ب، د، ج) مهمة بشكل خاص للرياضيين، حيث يساعد فيتامين د على امتصاص الكالسيوم، ويشارك فيتامين ب1 في إنتاج الطاقة، ويلعب فيتامين ج دورا في الإجهاد التأكسدي.
أما الكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والبوتاسيوم والزنك فهي معادن ضرورية لانقباض العضلات وإدارة السوائل والوقاية من التقلصات، وتعتبر الخضراوات الورقية، والفواكه، ومنتجات الألبان، واللحوم، والأسماك، من المصادر المهمة لهذه المعادن.
وشددت المختصة على أهمية الترطيب المناسب للجسم لأنه يساعد في الحفاظ على الأداء، ومنع الإصابات، وتسهيل التعافي، حيث يُعد الماء من أهم العناصر الغذائية للرياضيين للحفاظ عل ترطيب الجسم ودرجة حرارته المناسبة، مشيرة إلى أن الجسم يمكن أن يفقد عدة لترات من العرق خلال ساعة من التمارين الرياضية الشاقة، ولذلك يجب على الرياضيين الحرص على شرب حوالي 500 مل من الماء قبل التدريب لأنه من المهم أن يبدأوا تمريناتهم بكمية كافية من الماء، أما أثناء ممارسة الرياضة فيمكن شرب كميات قليلة كل 15 إلى 20 دقيقة، و بعد ممارسة الرياضة يجب استهلاك ما يقارب 1.5 لتر من الماء (حسب التعرق).
وأكدت من جهة أخرى أن الخضراوات والفواكه مهمة جدا في النظام الغذائي للرياضيين، ليس فقط لمحتواها من الألياف، ولكن أيضا لتأثيراتها المضادة للالتهابات، وأوضحت أنه أثناء بذل جهد بدني مكثف، يتعرض الجسم لضغط كبير، ويمكن أن يكون إنتاج اللاكتات مرتفعا، مما قد يؤدي إلى إجهاد العضلات وألمها، ولذلك يمكن أن يلعب النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات دورا حاسما في التخفيف من هذه التأثيرات.
سامية إخليف
باتت تربية الحيوانات الأليفة في المنزل من الحلول التي يلجأ إليها أولياء لتقليل استعمال الأبناء للأجهزة الذكية، أو العلاج من الإدمان عليها، غير أن منهم من يجهل أساليب تربيتها والاحتياطات الواجب التقيد بها لتجنب الإصابة بالأمراض المتنقلة عبرها أو التي تتسبب فيها، وعليه يحذر الطبيب البيطري مسعود زراقنية من بعض السلوكات المنتشرة الخاطئة المؤدية لعواقب صحية وخيمة.
إيناس كبير
وتصل العلاقة الوطيدة التي يشكلها مربو الحيوانات المنزلية خاصة القطط، إلى مشاركة الطعام والفراش والاحتكاك المفرط بها، لاعتقادهم أنها خالية من الجراثيم والميكروبات لكونها لا تخالط حيوانات الشارع، فيتناسون جانب النظافة بعد اللعب معها أو ملامستها، ليتعدى الأمر أحيانا إلى تقبيلها أو استخدام أدوات منزلية في إطعامها خصوصا القطط التي يُشاع لدى الأغلبية أنها نظيفة ولا تشكل أي ضرر.
وفي حديثنا لأولياء لجأوا لتربية هذه الكائنات في منازلهم، لتصبح رفيقة لأطفالهم للتسلي بها وقت الفراغ، أو للتخلص من مشكلة معينة كفرط الحركة أو الاستخدام المفرط للهواتف الذكية، قالت سهيلة وهي أم لطفلين وموظفة، إنها اختارت أن تحضر لمنزلها قطا وعصفورا لتلهية طفليها اللذين يعانيان من فرط الحركة، تفاديا لإصابتهم بأي مكروه.
بينما أخبرنا نور الدين أب لطفل يقضي جل وقته خارج المنزل، أنه لاحظ على ابنه علامات إدمان على الألعاب الالكترونية و منها عدم الاستجابة له عندما يطلب منه تركها واللعب معه، كما يضيف أنه الطفل كان يشكو من اضطرابات في نومة، لذلك فكر في أن يحضر له رفيقا إلى المنزل واختار أن يكون قطا صغيرا يساعده على التخلص من هذه العادات السلبية، إلا أنه تفاجأ أن الطفل يتقاسم فراشه مع الحيوان المنزلي وأحيانا حتى الملعقة التي يتناول بها الطعام، وفرشاة أسنانه ليقرر إخراجه من المنزل والبحث عن طرق أخرى.
وهي من طرق التعامل الخاطئة التي حذر منها الطبيب البيطري مسعود زراقنية، التي يجهل مربو الحيوانات بأضرارها المحتملة، وقدم جملة من الإجراءات الوقائية الواجب التقيد بها لتجنب أي أذى قد يلحق بأحد أفراد العائلة.
فيما أشارت السيدة نادية أن زوجها كان يربي العصافير وقد أشرك أبناءه في الرعاية بها، ما جعل عددها يزداد يوميا ليتحول المنزل إلى ما يشبه حديقة للعصافير ومن الوقت تعلق الأبناء بالعصافير وتخلوا عن هواتفهم لكن ذلك انجر عنه أمراض مثل الحساسية في العينين والعطس المتكرر.
الطبيب البيطري مسعود زراقنية
غياب الوقاية يخلف أمراضا خطيرة قد تؤدي الى الوفاة
قال الطبيب البيطري مسعود زراقنية في حديثه للنصر، إن فئة كبيرة من مربي الحيوانات المنزلية تعتقد أن حيوانها المنزلي نظيف وغير ناقل للمرض بالرغم من خروجه للشارع أين يكون معرضا للكثير من الميكروبات والفيروسات.
ومع انتشار ظاهرة تربية القطط بشكل كبير وسط العائلات الجزائرية خصوصا الذين يملكون أطفالا يتعلقون بهذه الكائنات ويقضون وقتا في ملاعبتها وملامستها، مع غياب إجراءات الوقاية والنظافة التي تؤدي وفقا لزراقنية إلى احتمال الإصابة بأمراض باطنية مثل الأكياس المائية في الجهاز الهضمي أو الرئة وقد تتعدى إلى السل، والتي وفي أحيان كثيرة يكون هناك خطأ في تشخيصها،
وهنا تحدث الأخصائي عن احتمال وفاة الطفل إذا لم يُعرض على طبيب مختص لتلقي العلاج أو الكشف المبكر عن الإصابة، مشيرا إلى أن كل أفراد العائلة غير آمنين من الإصابة خصوصا الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة حتى في حالة عدم الملامسة المباشرة للحيوان.
ومن الأمراض التي حذر منها الأخصائي الأمراض الطفيلية، الحساسية الجلدية، وحساسية الجهاز التنفسي بسبب ريش العصافير أيضا خصوصا في فصل الربيع، وكلها ناتجة وفقا له عن الاحتكاك المفرط بها، وعدم الاهتمام بالنظافة خصوصا الحيوانات التي تختلط بحيوانات الشار، وأكد في هذا السياق على أهمية إعطائها مضادات الطفيليات تفاديا لأي خطر، كما حذر من داء الكلب أيضا خصوصا في فصل الصيف.
تطرق المتحدث أيضا إلى خطورة فضلات الحيوانات المنزلية خصوصا في حالة عدم تنظيفها وذكر أنها تحمل ميكروبات، وبيض الطفيليات، كما حذر من خطورة شعر القطط على الصحة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يشاركونهم الفراش والأكل، وأعقب أن احتمال الإصابة بالمرض في حالة دخولها عبر الجهاز التنفسي تكون ضئيلة لأنها تُطرد من خلال العطس، بينهما يزيد الخطر عند اختلاطها بالأكل ونصح بإبعاد الحيوان المنزلي عن المطبخ.
كما تحدث الدكتور زراقنية أيضا عن خطورة فضلات الحيوانات التي لا يولي لها المربون بالا، وذكر أنها تحمل الميكروبات وبيض الطفيليات، وعلق قائلا «من الأحسن تفادي تربية الحيوانات في المنازل مع أفراد العائلة إذا وجد الشخص نفسه غير قادرا على العناية بها وبنظافتها لأن مع مرور الوقت يدخل الكثير من الأمراض إلى البيت».
وأول إجراء يجب أن يقوم به الشخص في حالة ظهور تغيرات على الجلد، حسبه، الاتصال بطبيب مختص، مع عدم التهاون في حالة التعرض لخدش أو العض واتخاذ الإجراءات اللازمة.
النظافة والتلقيح إجراءات ضرورية
واعتبر البيطري أن تلقيح الحيوان المنزلي ضد الأمراض والأوبئة خصوصا داء الكلب، مهم جدا وعن هذا الأخير قال إنه يكون مرة في السنة، ناهيك عن عدم ترك الحيوان المنزلي في الشارع مع الحيوانات الضالة، وتفادي مشاركته الأكل، مفيدا أن الحيوان وإن كان نظيفا إلا أنه يبقى ناقلا للعدوى والجراثيم، مع تخصيص فراش له بعيد عن غرف أفراد العائلة وبالأخص الأطفال.
إ.ك