يتردد مواطنون بقسنطينة وغيرها من المدن الداخلية على المسابح والحدائق المائية و الشواطئ الاصطناعية في فصل الصيف، ويعتبرها أولياء بديلا آمنا للأبناء يجنبهم خطر البحر، غير أن هناك من يجهل شروط الأمن الصحي ويتهاون في تطبيق قواعد السباحة الصحية بداية بالالتزام بالأوقات المناسبة للسباحة، ما يعرض حياة البعض للخطر، ويؤدي للإصابة بأمراض، وقد يتسبب حتى في تسجيل حالات غرق ووفاة. وعليه يدعو الدكتور بالحماية المدنية الرائد محمود حمدي، إلى التحلي بالحيطة والحذر من خلال التقيد بتوصيات، لضمان سباحة آمنة وصحية.
تعكس الصور والفيديوهات المتناقلة عبر الفضاء الافتراضي حجم الإقبال على المسابح الخاصة أو العمومية وكذا الحدائق المائية، التي تقصدها العائلات للهرب من لهيب الحر، وتعتبرها فضاءات آمنة للأبناء تضمن الترفيه والمتعة وتجنب خطر الغرق.
والملفت أنه رغم شعبية هذه المسابح و حجم التوافد عليها، إلا أن هناك نوعا من عدم الوعي أو الإلمام بثقافة السباحة فيها، فهناك من مرتاديها من يجهلون الفرق بين السباحة في البحر وبين السباحة في المياه الراكدة التي تمثلها المسابح و الحظائر المائية، ومنهم من لا يكترث لشروط الوقاية والأمن الصحيين، كما لا يلتزم بقواعد السباحة الآمنة.
وقد أثارت هذه الملاحظة انتباه أطباء مدربي سباحة، نبهوا من خلال منشورات على مواقع التواصل، لعديد المغالطات والأخطاء التي يرون بأنها قد تكون مصدر خطر على الصحة والحياة، وقدموا مقابل ذلك توجيهات تشرح الفرق بين السباحة في الشاطئ والمسبح أو الحظيرة المائية.
الالتزام بالقواعد الصحية يضمن بيئة آمنة
تشمل التوصيات، اختيار اللباس المناسب، وأوقات السباحة، ووسائل الوقائية، والالتزام بالقواعد الصحية لضمان بيئة آمنة، وغيرها من الأساسيات التي تجنب التعرض لأي خطر، كتصفية مياه المسبح وإخضاع عينات منه للاختبار الدوري، للتأكد من نظافته وتعقيمه.
كما نبه نشطاء إلى أضرار كراء المسابح المنزلية التي لا تتوفر على مضخات خاصة بتصفية المياه وتعقيمها، ويكتفي أصحابها بتغيير الماء عند تغير لونه أو اتساخه أحيانا دون إعادة تنظيف المسبح، أو قد يقومون بإضافة مواد كيميائية خاصة بالتعقيم، ظنا منهم أنها كافية لجعل المياه صالحة للاستخدام والسباحة مجددا.
ويعد تحليل عينات من المياه في المختبر من الإجراءات التي لا تؤخذ بعين الاعتبار لدى أصحاب المسابح المنزلية عادة، لاعتقادهم أن تغيير المياه بشكل دوري يضمن السلامة الصحية، وقد نبه المختصون إلى غياب قواعد وشروط التنظيف والتعقيم، ما قد يؤثر على صحة مستعملي المسبح ويتسبب في انتشار بعض أمراض المنقولة خصوصا وأن هذه المسابح الخاصة صارت مطلوبة جدا من قبل العائلات و المجموعات نظرا لأنها توفر خصوصية أكثر، و تؤجر في العادة ليوم كامل مقابل مبالغ في المتناول، حيث يشددون على ضرورة التنبه لكل التفاصيل المتعلقة بالنظافة وسلامة المياه للوقاية من خطر العدوى.
طبيب الحماية المدنية بقسنطينة الدكتور الرائد محمود حمدي
المسابح غير المراقبة خطر يهدد صحة مرتاديها
وقد حذر طبيب الحماية المدنية بقسنطينة، الدكتور الرائد محمود حمدي، مرتادي المسابح من القيام بتجاوزات تعرض حياتهم وحياة الغير للخطر، كالسباحة في المرافق غير المعقمة والتي لا تخضع لمراقبة دورية من المصالح المعنية، مقدما من خلال النصر، جملة من التوجيهات والتوصيات لضمان سباحة آمنة وممتعة.
ينصح الطبيب، بالانتباه لنظافة المسبح قبل دخوله، والتأكد من أنه يخضع لمراقبة دورية من قبل المصالح المعنية وعلى رأسها مصالح النظافة بالبلدية، وذلك بأخذ عينات الماء وإخضاعها بصفة دورية لاختبار الكلور، لقياس معدله في الماء، والتأكد مما إذا كان مطابقا للمعايير المتعارف عليها، كما يجب أيضا، إجراء تحاليل للتأكيد من خلو المياه من الجراثيم.
وذكر في هذا السياق، مؤشرات تدل على أن مياه المسبح ملوثة، تتعلق بلون المياه والرائحة، مشيرا أنه بإمكان أي شخص الانتباه إليها ورصدها، فإذا كان الماء شفافا وخاليا من الرائحة، يعد ذلك مؤشرا إيجابيا، لكن في حال كان لونه مائلا للاخضرار وتنبعث منه رائحة ما فالماء ملوث ووجب الامتناع عن السباحة فيه.
السباحة خطيرة في المسابح في هذه الأوقات
يعد اختيار وقت السباحة من الشروط اللازمة الواجب التقيد بها في المسابح المكشوفة، وذلك لتجنب ضربات الشمس، لذا وجب اختيار الأوقات المناسبة التي تكون عادة بين الثامنة والحادية عشرة صباحا، أو ابتداء من الساعة الرابعة مساء، وتجنب أوقات الذروة وتأثيرات الأشعة ما فوق البنفسجية التي تبلغ أقسى درجة بداية من الحادية عشرة صباحا إلى الثالثة بعد الزوال.
وقال إن الالتزام بالمواقيت المذكورة فيه وقاية من ضربات الشمس كما ينصح في سياق ذي صلة، بالاغتسال للتخلص من العرق وكل ما قد يكون عالقا بالجسم، قبل مباشرة السباحة لضمان الأمن الصحي للمسبح.
وقال الطبيب، إن السباحة بعد تناول الطعام مباشرة من الأخطاء التي يقع فيها الناس وتؤدي لعواقب وخيمة، لأن الجهاز العصبي في هذه الفترة يؤدي حسبه، وظيفة مهمة وحساسة تكمن في مساعدة الجهاز الهضمي على القيام بعمله، لهذا يجب أخذ وقت مستقطع قبل العودة للمسبح، ويجب أن يتم ذلك بشكل تدريجي خاصة في حال التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة.
وأوضح، أن هذه الإجراءات مهمة لتجنب الصدمة المائية التي تنتج عن الدخول المباشر للمسبح بعد قضاء وقت تحت شمس، فالاختلال في درجة الحرارة يؤدي كما قال، للإصابة بصدمة مائية قد تتسبب في الوفاة ويوصي في هذه الحالة بالغسل التدريجي، أي غسل الأطراف والرأس أولا لضمان تأقلم الجسم مع درجة حرارة الماء، ومن ثم الانتقال إلى السباحة بشكل كامل، كما يشدد على ضرورة الحرص على استعمال واقيات الشمس كل ساعتين، لأنها تضمن وقاية من الأشعة فوق البنفسجية بأكثر من 50 بالمائة.
ويدعو محدثنا، إلى ضرورة تعلم والإلمام بقواعد الإسعافات الأولية خاصة بالنسبة للأولياء، لأجل ضمان تدخل آمن وسريع وتجنب حالات الغرق التي تحدث في المسابح والحدائق المائية، كما حث على استعمال ألبسة خاصة بالسباحة في هذه المرافق، والتأكد من توفر المسبح على منقدين أو مختصين في السباحة ومعدات مخصصة للأطفال، مع التقيد بالتعليمات التي يضعها المرفق لضمان سباحة آمنة، محذرا في الختام من السباحة في المرافق التي لا تخضع للمراقبة الدورية.
أ بوقرن