الاثنين 28 جويلية 2025 الموافق لـ 2 صفر 1447
Accueil Top Pub

فضاء "جاك فيرجيس": متنفس حضري للترفيه العائلي بعلي منجلي في قسنطينة


يبرز الفضاء العائلي "جاك فيرجيس" كمكان ينبض بالحياة وسط العمارات الشاهقة والمباني السكنية المتراصة بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، ويتحول مع غروب الشمس إلى ملتقى مميز للعائلات القسنطينية الباحثة عن الراحة و الترفيه والأنس الجماعي في أجواء آمنة ومهيأة.
يحمل الفضاء اسم محامي الثورة الجزائرية ومناصرها "جاك فيرجيس"، وقد أصبح خلال السنوات الأخيرة وجهة رئيسية لسكان المدينة الجديدة، ومكانا مثاليا للاستجمام والترفيه، بما يقدمه من خدمات متنوعة تجمع بين التسلية و الراحة.
خدمات متكاملة وتركيز على الطابع العائلي
يشغل فضاء "جاك فيرجيس" مساحة معتبرة وسط حي سكني نشط بمدينة علي منجلي، يمتد من مفترق الطرق لحي قادري إبراهيم، إلى مفتق الطرق بحي الياسمين المقابل لمقر المقاطعة الإدارية لعلي منجلي.
يضم المكان مجموعة من المرافق التي تلبي احتياجات مختلف الفئات، منها مساحات خضراء واسعة، ومنصات جلوس تتيح للعائلات الاسترخاء في أجواء هادئة، إلى جانب أرضيات لعب مخصصة للأطفال مزودة بألعاب مطاطية حديثة وآمنة.
كما يحتوي المكان على ممرات مهيأة للمشي والركض وللدراجات الهوائية يقصدها الشباب وكبار السن لممارسة الرياضة، ومناطق للراحة العائلية مجهزة بكراس. وتضفي الأكشاك الصغيرة نكهة خاصة على المكان، حيث تقدم وجبات خفيفة ومرطبات بأسعار معقولة، إضافة إلى المقاهي ومحلات بيع المثلجات المقابلة للفضاء، أما الجانب الأمني فقد حظي باهتمام خاص من خلال تواجد دائم لعناصر الأمن الحضري، ما جعل الفضاء يصنف من بين المناطق الآمنة والمناسبة لقضاء وقت نوعي برفقة الأسرة.
هدوء و أمن و أجواء صيفية ممتازة
ويعتبر سكان علي منجلي المكان إضافة مهمة للمدينة، خصوصا وأنها ظلت لسنوات أشبه بمرقد كبير بسبب انعدام المساحات الخضراء و مرافق الراحة و الترفيه وهو ما جعل الحركية فيها تقتصر على نشاط المراكز التجارية التي غالبا ما تكون مساحات اللعب فيها مكلفة نوعا ما. ويرى البعض، أن المدينة بحاجة إلى حدائق عمومية مهيئة للعب و الراحة، تكون ذات طابع عائلي يسمح للسكان بالخروج مساء وليلا و تجاوز ضغوطات العمل و المسؤوليات، كما أن الأطفال يحتاجون إلى اهتمام أكبر، عن طريق توفير مساحات للعب تشتمل على شروط الأمان.
تحدثنا إلى بعض المواطنين خلال جولتنا في المكان، فعبر الشاب حمزة (32 سنة) عن ارتياحه قائلا بأنه يشعر بالراحة عند الجلوس في فضاء نظيف وآمن، فالجو هنا عائلي بامتياز، أين يمكن للناس ممارسة نشاطاتهم بكل حرية، حتى أن هناك من يبقى إلى ساعات متأخرة من الليل دون خوف، بفضل التواجد الأمني الدائم.
من جانبه، أخبرنا أسامة، وهو بائع "كريب" يعمل داخل الفضاء، بأنه يشتغل في الحديقة منذ أسابيع، و قد لاحظ أن أغلب الزبائن من العائلات والأطفال، معلقا بالقول بأن المكان حيوي والمواطنون معجبون كثيرا بجوه. أما عمي كمال، وهو متقاعد ورب أسرة في عقده السادس، فأشار إلى أن الفضاء أصبح جزءا من روتينه اليومي حيث يلتقي بأصدقائه كل مساء لتبادل الحديث والاستمتاع بالنسيم. فالأطفال يلعبون في أمان، والشباب يجدون فيه متنفسا بعيدا عن ضجيج المقاهي. وأضاف أنه يمارس المشي مساء ويشعر بالراحة.
مواطنون يطالبون بدورات مياه ومزيد من الإنارة
ورغم الإشادة الواسعة التي يحظى بها فضاء "جاك فيرجيس" من قبل العائلات والزوار، إلا أن بعض المرتادين لم يخفوا تطلعاتهم نحو تحسينات إضافية من شأنها الارتقاء بالخدمات المقدمة.
وبرزت جملة من الاقتراحات العملية التي من شأنها تحسين تجربة الزوار وتوفير بيئة أكثر راحة وشمولا، على غرار فتح دورات المياه العمومية المتواجدة داخل الفضاء بصفة دائمة، مع تخصيصها للذكور والإناث، كما يقترحون توفير نوافير مياه عمومية مزودة بمرشحات حديثة، تضمن نظافة المياه وسلامتها، خاصة في ظل الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة خلال الصيف. وفي الجانب الثقافي، يبرز مطلب إقامة مكتبة صغيرة أو فضاء مطالعة موجه للأطفال، يضم باقة من القصص والكتب التربوية، أما على مستوى البنية البيئية، فالدعوة قائمة لتعزيز الإنارة الذكية بالفضاء، عبر تركيب مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية، خاصة على مستوى الممرات ومداخل الفضاء والأماكن التي فيها ضعف في الإنارة، لضمان سلامة الزوار وتوفير طابع حضاري مستدام يعكس الرؤية الحديثة في تسيير الفضاءات العمومية.
جاك فيرجيس.. من اسم ثوري
إلى عنوان للسلام العائلي
تجدر الإشارة إلى أن الفضاء سمي تكريما لـجاك فيرجيس، وهو محام فرنسي من أصول فيتنامية، ولد في 5 مارس 1925 وتوفي في 15 أوت 2013. اشتهر بدفاعه عن مناضلي جبهة التحرير الوطني الجزائري خلال الثورة، خاصة جميلة بوحيرد التي تزوجها لاحقا. ويعد من أبرز الشخصيات القانونية والسياسية التي عرفت بدفاعها عن القضايا التحررية في العالم.
كما تولى قضايا معقدة ودافع عن شخصيات مثيرة للجدل، كما سحبت منه رخصة المحاماة مؤقتا في الستينات بسبب نشاطه السياسي، مثل فيرجيس رمزا للتمرد القانوني، واختار دائما الوقوف في صف القضايا العادلة والمرفوضة جماهيريا، مما جعله من أكثر الشخصيات القانونية إثارة للجدل في القرن العشرين.
وتسمية الفضاء العمومي باسمه في قلب مدينة علي منجلي، يعد أكثر من مجرد تكريم، بل هو تثمين لرمزية رجل وقف إلى جانب الجزائر في أحلك ظروفها، ورسالة تذكير للأجيال بأن الحرية ثمرة تضحيات ومواقف شجاعة. وقد بين فضاء "جاك فيرجيس" بمدينة علي منجلي بقسنطينة، أن الفضاءات الحضرية المهيأة بعناية ليست مجرد حدائق أو مناطق لعب، بل هي أدوات فعالة لتعزيز التماسك الاجتماعي، الراحة النفسية، والإحساس بالانتماء للمدينة.
ولا تزال علي منجلي في حاجة إلى مزيد من مثل هذه المبادرات، لأن ما تحقق حاليا يمثل نموذجا حضريا ناجحا يجب دعمه وتوسيعه ليشمل مختلف الأحياء، في مدينة قسنطينة وفي باقي ولايات الوطن. كما يذهب إليه العديد من المواطنين.
رضا حلاس

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com